«الخنفروش» .. أكلة خليجية شعبية نسيها الزمن

البعض ظنوا أنه ذهب والأساطير تقول إنه طبق الجن

TT

تفوح من لونه الأصفر البراق، ولمعانه الجذاب، رائحة زكية، يشبه في شكله سبيكة ذهبية متوهجة، صنعت بحرفية عالية، تنجذب العين له مع النظرة الأولى، وكان يعرفه في الخليج العربي منذ صناعته في القدم أناس قلة، فيطلقون عليه اسم «الخنفروش». ويعتبر «الخنفروش» قبل ظهور عصر البترول في دول الخليج العربي في انتشاره محدودا، تجده عند أصحاب الأملاك الزراعية فقط، والذين يعرفون بالطبقة الأرستقراطية، حيث يصنع في أوقات الأعياد والمناسبات الاحتفالية الكبيرة لديهم، وكان الأغنياء الكبار، يضعونه على موائد الضيافة في ذلك الوقت، حتى ظن بعض البسطاء أو الطبقة الكادحة «الفقيرة» أنه ذهب لشدة اصفراره.

ويستمد الخنفروش في تسميته بهذا الاسم، كما يروي البعض، إلى القصص الأسطورية، لجن اسمه «خنفروش»، وتقول الحكاية، إن قبطان سفينة خطفته جنية أثناء إبحاره واختفى لمدة سنتين، وكانت الجنية تطلق على أبيها اسم «خنفروش»، وخلال السنتين كانت تقدم له وجبة باسم أبيها «خنفروش»، وحين أطلق سراحه، أشار إلى كلمة «خنفروش» على إحدى الوجبات حتى أطلق عليها بهذا الاسم الغريب.

وكانت صناعة الخنفروش في الماضي، تقتصر على المناسبات الخاصة أحيانا، فهو يصنع للعريس ليلة زفافه أو للأصدقاء والأهل حين يعودون إلى بلادهم بعد سفر طويل، ويصنف الخنفروش في الوقت الحاضر ضمن حلويات الأكلات الشعبية الموروثة، وهو يشتهر في بعض المناطق في السعودية والدول الخليجية، ويرجع البعض وجوده على موائد الأغنياء في السابق، لما يملكونه من الدجاج والبيض، حيث يعتبر البيض اساسيا في تحضيره، ونظرا لغلاء أسعار الدجاج والبيض في ذلك الوقت، فلم يكن متوفرا لدى الفقراء، ومع تطور الحياة وارتفاع مستوى المعيشة، توفر البيض بكميات كبيرة ورخص سعره حتى أصبح وجبة أساسية عند الطبقة الفقيرة. ويحتاج تحضير الخنفروش الى مهارة عالية في الطبخ، لذا تجد بأن السيدات المسنات هن افضل من قام بتحضيره.

ويعتبر الخنفروش في أيامنا هذه أكلة شعبية تحضر من كيلو غرام من الارز المطحون و15 بيضة وكوبين من السكر وفنجان من ماء الورد وكوب حليب بارد وملعقة صغيرة من الزعفران وملعقة متوسطة من الهيل، وتخلط جميع العناصر الغذائية، بشكل جيد باليد أو بواسطة الخلاط الكهربائي، ثم يضاف إليه القليل من الخميرة، ويترك حتى يختمر، ثم يقطع على شكل دوائر، ويوضع في السمن المغلي على نار خفيفة حتى يحمر وبعدها يكون جاهزا للأكل.