في واحدة من حلقاته الكوميدية التي تتناول الواقع السياسي في لبنان من خلال تقليد الشخصيات السياسية. يتناول برنامج «لا يمل» على تلفزيون المستقبل، حواراً بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب ميشال المر يشرح فيه بري للمر الاتصالات التي سبقت مؤتمر سان كلو للفرقاء اللبنانيين الذي دعا له الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ويقول بري للمر بأنه اتصل بساركوزي لشكره على دعوته، وتمنى عليه أن لا يتعب نفسه بتقديم وجبات كثيرة للضيوف، بل فقط أن يقدم لهم ما هو موجود في مطبخ القصر، أي من الحواضر كما نقول بالعربية. وفي متن الحديث يقول بري بأن الفرنسيين يملكون 371 نوعاً من الجبنة، الأمر الذي يجعله شديد الاستهجان مع ساركوزي حين يقول بري له وهل لديكم كشك؟! فيستغرب ساركوزي طلب بري. فيقول بري له إذا كان لديكم ألف نوع من الجبنة ولا يوجد لديكم الكشك فهذا يعني أنكم لا تملكون شيئاً. كان هدف صاحب البرنامج إدخال اسم واحدة من أشهر الأكلات القروية اللبنانية الى السياسة الداخلية. لكن الأمر يتجاوز ذلك إذا كانت الإشارة فقط الى حس النكتة عند بري وطريقته في التلميح الى أشياء عديدة وكثيرة بسخرية لاذعة. والحق أن بري صدق بذكره عدد الأصناف الموجودة لدى الفرنسيين من الأجبان. فواحد من أبرز المعلقين السياسيين في فرنسا، يقول تعليقاً على فوز ساركوزي بالرئاسة قبل فترة، كيف يمكن لهذا الشاب اليافع والمجنون بالنساء أن يحكم شعباً يأكل هذا الكم الهائل من الاجبان. غير أن ثمة أصنافا كثيرة من الجبنة الفرنسية غير معروفة عالمياً، حتى أنها غير معروفة في فرنسا نفسها، أي أنها أقل شعبية من غيرها من الأصناف. وتتربع جبنة الكامومبير على عرش معظم الأصناف في فرنسا، كما أنها تعتبر الأشهر عالمياً إضافة الى الغرويير أو (الجبنة الزرقاء) كما يسميها الفرنسيون. كما أن الأصناف التي تصنع من حليب الماعز شهيرة جداً وأنواعها كثيرة.
كيف ولد هذا النوع من الجبنة، أين، وما هي أنواع وطرق صناعته؟
تقول القصة المتداولة رسمياً في فرنسا، بأن ماري هيل وهي إحدى سكان قرية كامومبير في اقليم النورماندي – شمال غربي فرنسا – قد ابتكرت هذا النوع من الاجبان الذي يحمل اسم قريتها دون تحديد الفترة الزمنية. غير أن هناك قصة أخرى موازية تفيد بأنه في أعقاب الثورة الفرنسية في عام 1789، كان القساوسة يختبئون في القرى النائية، هرباً من الشعب، الذي ثار في ذلك الوقت على حكم الكنيسة. ومن ضمن هؤلاء، فقد لجأ الى القرية القس جان – شارل الذي يفترض أنه تعرف الى ماري هيل وهو من بلدة BRIE القريبة من باريس والمشهورة كذلك بأحد أنواع الجبنة ذائعة الصيت التي تحمل نفس الاسم. وأثناء وجوده في القرية قدم الى ماري هيل الطريقة السرية التي تم من خلالها صنع هذا الصنف من الجبنة. وهو ما جعل من طريقة صناعة هذا الصنف قصة طريفة. لكن مع ذلك فالمنطقة، أي منطقة النورماندي مشهورة بعدد من الأصناف الأخرى وهي بذلك معروفة بصناعة الأجبان وذلك قبل ولادة ماري هيل في عام 1761. ففي عام 1569 اشتهرت منطقة brugerin وهي من ذات المنطقة بصناعة الاجبان كذلك. وقد تم توثيق هذا الصنف من الاجبان في مذكرات كتبها توماس كورنيل وكذلك فعل أخوه بيار كورنيل. ما يعني أن المنطقة كانت تعرف الاجبان قبل تاريخ ابتكار الكامومبير. وقد تكلم تشارلز إيستيان في عام 1708 بأنه عرف نوعاً شبيهاً بالكامومبير. أما مع بداية القرن التاسع عشر فقد عرف الكامومبير كأحد أفضل أنواع الأجبان الفرنسية وأكثرها شهرة وذلك مع بداية ظهور السكك الحديدية في عام 1850. بعد ذلك تم افتتاح أول سوق للأجبان في باريس في عام 1890 وأصبحت تصدر الى معظم بلدان العالم منذ ذلك الوقت. أما عام 1991 فقد تم الاحتفال في باريس على مرور مائتي عام على الكامومبير، وشهدت القرية احتفالات بقيت مستمرة لمدة عام تبارز فيها معظم المصانع التي تنتج الصنف. ويجدر القول بأن الكامومبير لم تعد تصنع في القرية نفسها فقط، أو في إقليم النورماندي بل هي تصنع في معظم المناطق الفرنسية ويختلف طعمها باختلاف المرعى الذي ينتج فيه الحليب. ففي منطقة الألب، تخرج الكامومبير حادة قليلاً وقريبة الى الملوحة أكثر منها في معظم المناطق الأخرى. بينما بقي الصنف الذي يصنع في النورماندي سلس المذاق وناعما وقشرته الخارجية أكثر مخملية من غيرها. لا تأخذ جبنة الكامومبير الكثير من الوقت لتصبح صالحة للأكل. فبعد أن ينتج الحليب من أبقار منطقة نورمان، وهي غنية جدا بالدهون والبروتينات. يتم غليانها وبعد ذلك تترك في أحواض حتى تستوي حرارتها بدرجة حرارة الجسم. بعد ذلك، تضاف إليها المنفحة، التي تساعد على التخثير. فتترك قليلا من الوقت لكي يتم الاندماج والتخثير، وتضاف الى القوالب الخشبية الصغيرة التي تباع بها بعد ذلك. فمن ميزات هذا النوع من الأجبان أنه يباع بقوالب خشبية لا تزال تصنع لغاية اليوم، وهي ما يعطي طريقة عرض الكامومبير شكلاً مميزاً وفريداً.
* طريقة تحضير الكامومبير منزلياً: - نأخذ لترين من الحليب.
- مباشرة بعد خض الحليب يؤخذ الرائب منه ويوضع في وعاء نظيف.
- تكرر العملية السابقة خمس مرات ولمدة تستغرق حوالي خمس ساعات ليرتاح الحليب لمدة ساعة واحدة.
- يتم فصل الرائب من الحليب ويحدد الإطار له لكي لا يضيع شكله.
- يترك الحليب لمدة يوم في الوعاء ثم في اليوم الثاني يبدأ بأخذ شكل الكامومبير. خلال هذه الفترة يكون الحليب قد نزف ما تبقى من سوائل داخله.
- بعدها يملح قليلاً لكي لا تستمر قشرته في الزيادة.
- بعد ثلاثة أيام يوضع القالب في مكان خالٍ كلياً من الرطوبة لكي يفقد كذلك الرطوبة التي تجمعت فيه في الأيام السابقة. حيث يأخذ لوناً زهرياً خفيفاً.
- بعد ذلك يوضع ليوم واحد في مكان لا يصله ضوء الشمس لكي تنشف قشرته وداخله قليلاً وبعدها يصبح صالحاً للأكل.
* 3 وجبات تحضر من الكامومبير:
Cake aux Pommes et au Camembert
* كعكة التفاح والكامومبير
* وصفة لستة أشخاص: قرص كامومبير متوسط الحجم، تفاحة كبيرة، عدد 2 - 3 بيضات، 10 سنتلترات زيت نباتي، 10 سنتلترات حليب، 150 غرام طحين، عشرة غرامات خميرة، صنوبر وجوز. يسخن الفرن حتى يصل الى 180 مئوية. يقطع الكامومبير الى قطع صغيرة. يقطع التفاح الى قطع صغيرة ورقيقة. بعد ذلك يمزج الطحين مع الخميرة ويضاف إليه البيض ويخلط جيداً. ثم يضاف الملح والقليل من بهار الفلفل الحلو. يسخن الحليب على نار هادئة قليلاً ثم يضاف إليه الزيت وبعدها يضاف الى العجينة التي يضاف إليها أيضا قطع الكامومبير والصنوبر والجوز. توضع في قالب بعد مسح أطرافه بقليل من الزبدة وتترك في الفرن لمدة أربعين دقيقة. Picatta de Dinde au Camembert
* لحم الحبش مع الكامومبير
* وصفة لأربعة أشخاص: أربع قطع من صدر الحبش، قالب كامومبير، 100 غرام من لحم الغنم المدخن، كريمة طازجة، ملح بهار.
تقطع شرائح صدر الحبش الى رقائق لا تتجاوز سماكتها ثلاثة سنتمترات، كذلك يقطع قالب الكامومبير بنفس الطريقة لكن بسمك أكثر قليلاً، بعدها تضاف شرائح لحم الغنم المدخن. يوضع القليل من الطحين في المقلاة ويذوب بالزبدة، ثم تضاف شرائح الكامومبير الى الخليط وبعدها تضاف الكريمة الطازجة وتترك أقل من دقيقة حتى تسخن بعدها تضاف شرائح صدر الحبش مع اللحم المدخن وتترك في الفرن لمدة عشر دقائق على درجة 170 درجة. Pommes au four farcies au Camembert
* الكامومبير مع التفاح ولحم الغنم
* وصفة لأربعة أشخاص: تفاح حجم كبير عدد أربع، قالب كامومبير، 200 غرام لحم غنم طازج مقطع الى قطع صغيرة، ملح وبهار.
يقطع التفاح من النصف، ثم يقلى اللحم من دون إضافة الكثير من الزيت حتى تخف الدهون قدر المستطاع، ثم تضاف قطع الكامومبير الى اللحم حتى تذوب وبعدها يضاف الملح والبهار حسب الرغبة ثم تضاف كميات من الخليط الى التفاح المقطع على شكل القبعة.