300 نوع من الفواكه تحت سقف واحد

«توب باتيدو».. عنوان عصير الفاكهة والخضار في المغرب

عصير من الفواكه المشكلة
TT

هل تستطيع مقاومة كأس عصير من البرتقال الطازج والبارد يقدم لك في ظهيرة يوم حار من ايام الصيف، طبعا لا وربما تفضله عن وجبة اكل مهما كانت شهية، لكن ماذا لو وجدت نفسك مخيرا بين 300 نوع من العصير المشكل من مختلف الفواكه الطازجة وحتى الخضار، حيث يمكن تذوق عدة انواع بمذاقات لذيذة وغريبة احيانا لم تكن لتتصورها.

فمهما اجتهدنا في تحضير انواع مختلفة من العصير في البيت الا انها تبقى محدودة للغاية، ويعتبر فصل الصيف موسم استهلاك العصير بامتياز لكونه يصبح مغريا اكثر بسبب ارتفاع درجات الحرارة والشعور المستمر بالعطش، حتى ان شهية الاكل تقل نسبيا ويفضل معظم الناس الاكثار من شرب السوائل على اختلاف انواعها مثل المياه المعدنية والمشروبات الغازية، والعصير الصناعي.فكل شيء سائل وبارد يصبح مطلوبا ومرغوبا،الا ان قيمة العصير المحضر من الفواكه الطازجة يبقى الأجود، ومن دون منافس.

«توب باتيدو» محل صغير افتتح قبل ثلاث سنوات في شارع محمد الخامس،في قلب العاصمة الرباط، يقدم لزبائنه تشكيلة كبيرة ومتميزة من العصير يصل عددها الى 300 نوع، يقول مدير المحل،عمر ملوكي، الذي يشرف بنفسه على اعداد العصير في مطبخه الصغير او «المختبر» كما يسميه، انه تعلم على يد اميركي كان يدير محلا متخصصا في العصير بمدينة الدار البيضاء، وهو اول من افتتح محلا تجاريا للعصير في المغرب مطلع عقد الستينات من القرن الماضي، حيث اشتغل معه مدة 16 عاما، قبل ان يقرر الاميركي مغادرة المغرب والعودة الى بلده الاصلي، ليكمل «خليفته» المهمة من بعده، وينتقل الى الرباط للعمل في هذا المحل الذي تملكه احدى العائلات المغربية.

ويؤكد ملوكي ان هذا المحل هو الاول من نوعه في الرباط، اذ لا يوجد محل اخر يقدم نفس الخدمة، فأغلب محلات العصير تقدم الأنواع العادية والمعروفة.

ويضيف، ان الاقبال على شرب العصير يتضاعف في فصل الصيف بشكل كبير، اذ يستقبل المحل حوالي 600 زبون في اليوم، في حين ينقص العدد الى النصف خلال فصل الشتاء.

وبما ان لديه خبرة اميركية فعدد من انواع العصير التي يحضرها تحمل اسماء اميركية، مثل «ميامي»، و«هواي»، و«فلوريدا»، الى جانب اسماء اخرى مختارة بعناية مثل العصير «الياباني» وتستعمل فيه الفواكه ذات اللون الاحمر فقط، مثل الفريز والبرقوق، و«الهندي»، و«فلامنكو» و«سويت» و«روايال» (الملكي)، دون ان ينسى اطلاق اسم مغربي على احد انواع العصير وهو «املو» نسبة الى الاكلة الامازيغية المشهورة المحضرة باللوز وزيت الاركان.

ويكمن تمييز العصير الذي يحضره ملوكي بكونه يستعمل خلطات خاصة من الفواكه المحلية مع الاستعانة ببعض الانواع المستوردة من اميركا، وتنقسم انواع العصير الى ثلاثة، تلك المخلوطة بالبرتقال،او المانجو او بالحليب، او بقطع الثلج فقط،ومن بينها الخفيف المنعش،والثقيل المقوي، فعصير «سويت» على سبيل المثال من النوع المغذي الذي يمنح الطاقة، وهو عبارة عن مزيج من اللوز وجوز الهند والفستق،والتمر،والزبيب،والتين المجفف،بينما الـ «سبيسيال» هو من انواع العصير المنعش،وهو مزيج مكون من فاكهة «المانجو» و«الاناناس» و«البابايا».

لا يقتصر ملوكي على تحضير العصير من الفواكه المعروفة كما هو معتاد بل يحضرها ايضا ببعض الخضر التي لا نتصور ان تصلح كمكون اساسي لعصير منعش وبارد، فمثلا اليقطين او «القرع الاحمر»، كما يطلق عليه المغاربة، والتي تتربع الى جانب الخضار على طبق الكسكسي الشهير، تتحول الى عصير بلون برتقالي شهي، اذ تطهى ممزوجة مع السكر، الى حين الحصول على عجينة مركزة ومتماسكة تشبه المربى، فيحتفظ بها في مكان بارد، ثم عند الاستعمال يؤخد مقدار ملعقتين ويتم طحنهما بشكل جيد مع قطع الثلج فتتحول الى عصير لذيذ.

وليس هذا فحسب فنبتة «الكرفس» المستعمل في تحضير حساء الحريرة، والنعناع الاخضر المنسم للشاي المغربي، يتحولان بدورهما في مختبر ملوكي الى عصير بلون اخضر فاتح مغر، وذلك باعتماد طريقة بسيطة، اذ يطحن ورق الكرفس او النعناع مع قشرة ليمونتين، وقليل من عصير الليمون، ثم يعاد طحنه جيدا مع قطع الثلج والسكر. كما يحضر عصير مكون من الزعتر والاناناس، ويستعمل ملوكي القهوة ايضا في تحضير العصير وذلك بمزجها بالموز.

وكما يبدو لنا ان تحضير هذه الانواع من العصير سهلة ويمكن تجربتها في البيت، الا ان السر يكمن في المقادير وتقنية المزج فيما بينها، كما يقول ملوكي،وهذه تكتسب بالخبرة.

ويؤكد ملوكي ان هناك انواعا من العصير تصلح شفاء ايضا لبعض الاعراض الصحية، فلتخفيف نزلة البرد يشرب عصير الزنجبيل بالليمون، وللتخلص من الام المعدة ينصح بشرب عصير الفول والاناناس. ويوضح ان عصيره خال من أي ملونات صناعية او مواد حافظة، فهو طري وطازج مائة بالمائة. ولا يقتصر ملوكي على تقديم العصير للزبائن الذين يأتون الى المحل فقط، بل يقدم خدمته لأصحاب الافراح والحفلات الخاصة والعامة. وحتى ان لم نكن نملك خبرة ملوكي وتقنيته في تحضير هذه الأنواع المركبة من العصير، فهناك أنواع سهلة ومعروفة تحضر في البيت باستعمال اما عصير البرتقال او الحليب، فبالنسبة للبرتقال يمكن ان نضيف اليه مجموعة من الفواكه المتوفرة في السوق، ونطحنها جيدا لنحصل على عصير لذيذ ومنعش، مثل الموز، او الفريز (الفراولة)، او الخوخ، او بعض الخضر مثل الجزر، او الكمثرى التي تعطي للعصير لونا مميزا.

اما اذا كنا نفضل العصير بالحليب فيمكن خلطه مع بعض انواع الفواكه التي تتلاءم مع مذاق الحليب مثل الموز، والتفاح، والافوكادو، والفراولة، وينصح بشرب العصير فور تحضيره حتى يبقى محافظا على نكهته، وقبل تغير لونه، حتى لا يصبح ضارا بالصحة.