تسبق خبير صناعة الحلوى الفرنسي هوج بوجيه شهرته في مسعاه لتحويل الصينيين الى مدمني شوكولاته.
وبدأ بوجيه (31 عاما) الفائز بجائزة مسابقة الحلوى في فرنسا تعليم طهاة صينيين كيفية عمل انواع ممتازة من الشوكولاته في مايو (ايار) ويقول: «في اوروبا يرجع تاريخ الشوكولاته لقرون. ولكن ليس لها تاريخ هنا».
واضاف، لكن الصينيين يحبون تعلم الاساليب الغربية. ويحبون بصفة خاصة الشوكولاته بالسوداني والمانجو والفراولة.
واغرت السوق الضخمة المحتملة شركة باري كاليبو اكبر منتج للشوكولاته في العالم بنقل مقرها الآسيوي من سنغافورة الى الصين في يناير (كانون الثاني) الماضي، واحضرت بوجيه لاكاديميتها لصناعة الشوكولاته في سوتشو التي تبعد 90 دقيقة بالسيارة من شنغهاي.
وتأمل الشركة السويسرية ان تغري وصفات الشوكولاته التي تعدها الاكاديمية وهي الثانية للشركة في آسيا بعد مركز في سنغافورة، مستهلكين صينيين بتناول 25 ألف طن شوكولاته ستنتجها سنويا من مصنع قريب.
وتوافدت على الصين ايضا علامات تجارية عالمية كبرى في مجال الشوكولاته مثل شركة هيرشيز وكادبوري وهما من عملاء باري كاليبو بالفعل في اماكن اخرى من العالم.
ويبلغ حجم سوق الشوكولاته الصينية 6.46 مليار يوان سنويا (922 مليون دولار) وهو أقل من واحد في المائة من الاجمالي العالمي.
غير ان تنامي الثورة والتأثر المتزايد بالمذاقات الغربية يؤججان نموا سنويا يتجاوز عشرة بالمائة للسوق مقارنة مع ما بين واحد واثنين في المائة في اوروبا حسب شركة يورومونيتور انترناشيونال لبحوث السوق.
وفي الوقت الحالي يبلغ متوسط استهلاك المواطن الصيني مائة جرام من الشوكولاته سنويا ويتركز الاستهلاك في المدن الساحلية الغنية مثل شنغهاي وبكين وجوانجتشو.
ويقول موريتسيو ديكيو نائب رئيس باري كاليبو في آسيا والمحيط الهادئ: «لا اعتقد ان الصيني سيتناول ابدا عشرة كيلوجرامات من الشوكولاته سنويا مثل السويسري، ولكن ربما يستهلك كيلوجرامين كل عام مثل اليابانيين والكوريين».
وحاليا ينتمي معظم محبي الشوكولاته في الصين لمرحلة عمرية بين 15 و25 عاما وفقا لمسح اجرته سينومونيتور وربما يكون الشبان الصينيون الاغنياء بدأوا يقبلون على المذاق الحلو الا ان معظم الصينيين يستسيغون الاطعمة المملحة.
ومن الاطباق الرئيسية على مائدة الافطار الصينية الاسماك والكابوريا والحبوب المملحة بينما يتناول الشبان الفاكهة الجافة المملحة ويشربون الصودا المملحة كوجبة خفيفة.
ويستهلك سكان بكين ما بين 12 و15 جراما من الملح يوميا مقارنة بستة جرامات توصي بها منظمة الصحة العالمية.
ولكن المذاق لا يمثل التحدي الوحيد، ويقول شيا مينج تشاو رئيس الابحاث في سينومونيتور ثمة اعتقاد خاطئ بان الشوكولاته تسبب السمنة ولها علاقة بالسكر وامراض القلب. ولهذا يتجنبها كثير من الصينيين الحريصين على سلامة صحتهم.
غير ان مسحا اجرته الشركة اظهر ان 42.3 بالمائة من الصينيين من سكان الحضر تناولوا الشوكولاته مرة واحدة على الاقل في عام 2007 ارتفاعا من نسبة 37.9 في المائة في عام 2006 و34.9 في المائة في عام 2005 بفضل حملات تسويق ضخمة لشركات اجنبية.
ويقول تشاو يانبينج امين عام الاتحاد الصيني لصناعة المخبوزات والحلويات، تعمل شركات عالمية غنية مثل مارس على بناء سوق لعلامتها في الصين منذ سنوات عديدة.
ويضيف: «الشوكولاته ليست سلعة ضرورية. ولكن الامر يتعلق بدرجة اكبر بالعلامة التجارية والارتباط العاطفي».
وتفتتح شركة هيرشي التي ابتكرت شوكولاته بمذاق الشاي الاخضر للسوق الآسيوية في العام الماضي متجرا عالميا للشوكولاته في شنغهاي في غضون شهرين.
ويقدم المتجر انشطة عديدة مثل عروض لصنع الشوكولاته وحلوى الشوكولاته ومشروبات الشوكولاته والكثير من الحلوى وتأمل ان تصبح ثاني أكبر شركة شوكولاته من حيث المبيعات في الصين في عام 2010 .
وتمثل حفنة من العلامات التجارية الغربية التي دخلت السوق الصينية في الثمانينات اكثر من نصف السوق الصينية.
ووجد منافسون محليون مثل القرد الذهبي صعوبة في ربط علاماتهم التجارية بصورة الغرب المترف ولجأوا لمكونات ارخص.
وتفيد بيانات يورومونيتور ان أربع شركات هي مارس وكادبوري ونستلة ومجموعة فيريرو مجتمعة سيطرت على 41.3 في المائة من السوق الصينية في عام 2006.
ويشتري كثير من الصينيين الشوكولاته كهدايا وليس للاستهلاك الشخصي، لان الحلوى تحتل مكانة خاصة في عادات تقديم الهدايا في المناسبات الخاصة في الصين.
ويشتري شبان صينيون تجتذبهم صور حملات التسويق ذات الطابع الرومانسي التي تصور اسلوب الحياة الغربي، الشوكولاته في عيد الحب وعيد الميلاد. كما انها تنافس حلوى تقليدية كهدايا زفاف.
ولا يعتمد ازدهار اعمال صناع الشوكولاته على الحلوى وحدها. وتقول باري كاليبو إن الشوكولاته اضحت تستخدم بصورة متزايدة كمكون في صناعة الحلويات في سوق المخبوزات سريع النمو في الصين.
وقال ديكيو، معظم الشوكولاته في الصين لا تستهلك على هذا النحو بل تدخل في صنع الكعكات والبسكويت ولتغطية المثلجات.