اليابان .. قبلة عشاق الطعام

خيارات واسعة من المطاعم تجمع بين المأكل الشهي والسعر المناسب

تعتبر اليابان من اكثر البلدان تنوعا في المطاعم واكثرها حصولاً على نجوم ميشلين («الشرق الأوسط»)
TT

على الرغم من وجود بعض العادات الغريبة في المطبخ الياباني مثل تقديم حساء مأكولات بحرية مع وجبة الإفطار أو تناول القهوة المعلبة مع الحليب، فإن اليابانيين يشتهرون بأن مطبخهم يعد واحدا من أكثر المطابخ تطورا في العالم.

ويعلم ذواقة الأطعمة هذه الحقيقة منذ سنوات، لكن مطاعمهم اتخذت طابعا رسميا منذ أن منح «دليل ميشلين» الشهير للمطاعم 191 نجمة للمطاعم في العاصمة اليابانية أواخر 2007، وأصبح عدد مطاعم طوكيو المسجلة في الدليل يتجاوز عددها في باريس، كما باتت المدينة تشتهر بأنها قبلة عشاق الطعام في العالم.

وأدت الشهرة التي تحققت للمطاعم اليابانية بعد الجوائز التي منحها دليل ميشلين إلى لفت الأنظار إلى طرق إعداد الطعام الممتازة في طوكيو، غير أن هذه المدينة تقدم أيضا العديد من الوصفات لمحبي تناول الطعام ذوي الميزانيات المحدودة، وتعد الأطباق اليابانية صحية ومنخفضة الدهون مع استخدام الكثير من المكونات الطازجة.

وتشير التقديرات إلى أن هناك ما يزيد على 300 ألف مطعم في طوكيو بما في ذلك متاجر النودل الشهيرة وهي نوع من شرائط المعكرونة المسطحة، وكثير من هذه المتاجر تقدم أطباقها ليتناولها الزبائن وهم واقفون، كذلك متاجر «الشابو» التي تعرض طبقا رئيسيا عبارة عن شريحة رفيعة من اللحم تقدم مع سلطانية من الحساء الساخن الرائع.

وثمة مطاعم عديدة غير مدرجة في القوائم تتنافس للحصول على الانتباه وتقدم الأطباق اليابانية بأسعار مقبولة، وهناك مطاعم كثيرة تقدم الأسماك والأرز، في حين تقدم مطاعم أخرى عددا مدهشا من الأصناف المتنوعة شهية المذاق من الدجاج مثل طبق الياكيتوري وهو عبارة عن قطع من لحم الدجاج مشوية على الأسياخ.

ويعد طبق السمكة المنتفخة والمعروف باليابانية باسم «فوجو» شهيا، غير أن هذه السمكة للأسف سامة إذا لم يتم إعدادها بشكل صحيح، وهذا يعني ضرورة أن يحصل طهاة هذا النوع من الأسماك على تصريح خاص قبل السماح لهم بوضع هذا الطبق الشهي غالي السعر على قائمة الطعام، وتحتوي هذه السمكة على مادة تترودوتوكسين التي تدمر الجهاز العصبي للإنسان وتؤدي إلى الوفاة خلال ساعات.

ويمكن لمحبي الأسماك الذين يؤثرون السلامة أن يعثروا على أنواع وفيرة تتناسب مع أذواقهم في الشوارع المحيطة بسوق تسوكيجي للأسماك ومأكولات البحر في طوكيو الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم، ويفتح السوق أبوابه في الرابعة فجرا ويأتي إليه مندوبو المطاعم لشراء احتياجاتهم.

ويوجد في السوق 1600 جناح يمكن الاختيار بينها ويتكدس فوقهـــا كل ما تتيحه محيطات العالم بدءا من الحبار الهائل الحجم إلى بلح البحر والكابوريا والسلاحف ولحم الحوت.

ومن أبرز معالم السوق مزادات التونا، حيث يجلب البائعون مئات من الصواني الضخمة المملوءة بالأسماك المجمدة ويضعونها أمام المشترين الذين يختبرون صلابة أنسجة التونا بأصابعهم، ويعد لون السمك مهما أيضا، حيث تأتي أنسجة العضلات البراقة اللون ضمن أعلى الأسعار.

وتستحق القاعات التي تحتل الطوابق السفلى من المتاجر متعددة الأقسام الزيارة، حيث تعرض كميات كبيرة ومتنوعة من الأطعمة ذات الجودة العالية مثل الشوكولاته الفاخرة وكعك الأرز وأنواع خاصة من الشاي وشراب الساكي.

وتعرض أقسام الفاكهة في هذه المتاجر الفاخرة أنواعا تبدو عادية مثل التفاح والكمثرى، لكن يتم لف كل ثمرة بمفردها وتباع بأسعار شائعة في متاجر الحلي، ولا يتوانى اليابانيون الأثرياء عن دفع أكثر من 30 دولارا ثمنا لتفاحة حمراء واحدة.

وبالطبع من الممكن إنفاق ثروة صغيرة في أحد المطاعم الشهيرة بطوكيو، غير أن الذين يمتلكون دخلا أقل سيجدون ميزة في عادة يابانية غريبة وهي أن الذين يقدمون الطعام بالمطاعم لا يحصلون على أي بقشيش.