اريك كايزر.. مخبز ومطعم وحكاية

رحلة الاسم من فرنسا إلى بيروت

TT

فن صناعة الخبر، موهبة تميزت بها المؤسسة الفرنسية التي تحمل اسم «اريك كايزر»، الذي ورث المهنة أباً عن جد، ليؤسس في عام 1996 مخبزه الأول في باريس، ومن ثم يطور مؤسسته ويجتاز بها حدود بلاده إلى حيث يجد من يستطيب المذاق المتميز والجودة والتنوع. فيصل إلى اليابان وأميركا واليونان وغوادولوب، إضافة إلى مناطق عديدة في فرنسا. كايزر الذي افتتح مخبزاً له في بيروت عام 2005 له حكاية مع لبنان، عندما زاره للمرة الأولى في إطار خدمته العسكرية مع القوات الدولية أو «القبعات الزرق» كما هي التسمية الغالبة، يكتشفها من يزور المطعم الذي يحمل اسمه في الوسط التجاري للعاصمة اللبنانية. يكفي أن يفتح الزبون لائحة الطعام ليقرأ بعض فصول هذه الحكاية: «لبنان وأنا... حكاية حب لا تزال تتفاعل. عندما كنت في مطلع شبابي زرت هذا البلد للمرة الأولى في حياتي، وذلك بين عامي 1982 و1983 في إطار القوات الدولية.

لم أصادف مثل هذا اللطف أو هذه القدرة على الابتسام رغم المعاناة لدى أي من الشعوب التي تعرفت إليها، كما هي الحال مع اللبنانيين الذين تعرفت إليهم أكثر فأكثر، أثناء جولاتي بصفتي اختصاصياً في إعداد الخبز. واكتشفت لديهم موهبة الأعمال والمغامرة.

أحب لبنان لأنه خلاب وكريم ونهم. وكيف لا أحب بلدا منحني متعة السفر والمشاركة؟». ويعتبر كايزر أن «الخبز يصبح جزءاً مهماً من وجبة الطعام إذا استطاع صانعه الإلمام بسره. إن السر وراء هذا المذاق الفريد هو الاختمار المحكم للعجين، واستعمال نوعية عالية من الطحين، ومواد طبيعية وخبز على الطريقة التقليدية، بعيدا عن الآلات، تماماً كما كان أجدادي يفعلون ابتداءً من القرن الثامن عشر. وبالتالي تركيبة تعطي الخبز مذاقاً لا يقاوم».

لكن في بيروت، لا يقتصر ما يمنحه المطعم في الوسط التجاري على التلذذ بالخبز، لا سيما الخبز بالزيتون، الذي يقدمه مع اللبنة والصعتر والزيت ومسحوق الزيتون، ليتجاوزه إلى تكريم رواده في أجواء هادئة تسمح لهم باستراحة سريعة من عناء العمل ظهراً، وتدعوهم مساءً للاسترخاء وتمضية سهرة ناعمة على رصيف المطعم، مع عصائر طازجة، أطيبها مذاقاً عصير الأناناس غير المعلب بالطبع، وسلطات كريمة الكمية ومتنوعة الإعداد، إضافة إلى البيتزا والسندويشات.