«دايت ديلايت».. مطعم لبناني لا يسمن ولا يغني من جوع

أطباق صحية وخفيفة مدعمة بفوائد بزر الكتان

TT

صار للمأكولات الصحية مطعم في لبنان وحلّت أمام من يتّبع حمية غذائية، معضلة البحث عن كل ما لا يسمن ويغني من جوع. في اطار هذا التوجّه يستقبل مطعم «دايت ديلايت» بفرعيه، في منطقة الزلقا شمال بيروت وفي وسطها في شارع مونو، زبائنه الذين يتبّعون حمية غذائية أو أولئك الذين يعانون أمراضا تتطلّب مأكولات صحية غنية بالفيتامينات وقليلة السعرات الحرارية والدهون مع اضافة جرعات غذائية اضافية من الـ omega 3 التي يمنحها بزر الكتّان بعدما صار من أهم المكونات التي تميّز أطباق «دايت ديلايت». بداية المشروع كانت مع الاختصاصية في التغذية ماجدلينا الرومي وزوجها المهندس الزراعي يورغو يمّين، فقد اخذ الزوجان على عاتقهما ادارة مركز للتغذية وفق مبدأ يرتكز على التواصل الصحي مع الزبائن الذين يطمحون الى خفض اوزانهم، وذلك عبر توصيل الوجبات الغذائية ذات المكونات الطبيعية الخفيفة اليهم، على ان تساهم الرومي في الوقت عينه بإرشادهم الى السلوك السليم في تناول الطعام من دون أن يشعر متناوله بالظلم الغذائي. بعد نجاح هذه الفكرة التي استقطبت عددا كبيرا من الاشخاص، قرر كل من الرومي ويمّين التوسّع وعدم حصر المأكولات الغذائية فقط بالاشخاص الذين يتبعون الحمية، بل الترويج لمبدأ الغذاء السليم عبر التقرّب من الزبائن بافتتاح المطعم تحت ثلاثة شعارات «سعرات حرارية أقلّ، دهون اقلّ، كوليسترول اقلّ». يقول يمّين: «كنت أعاني من مشكلة الاختيار من لائحة الطعام الموجودة في المطاعم اللبنانية، لا سيما انني اتّبع نظاما غذائيا صحيا في حياتي اليومية، اذ من الصعب ايجاد أنواع طعام لذيذة وبمكونات صحية، من الفتوش الى الاطباق الرئيسية وصولا الى الحلويات. لذا كان القرار افتتاح المطعم. الخطوة الاولى كانت في عام 2005 في منطقة الزلقا وبعدها بعامين في منطقة مونو حيث وجد فيه طلاب جامعة القديس يوسف المجاورة ضالّتهم واصبحوا من أكثر الزبائن الذين يتوافدون اليه، لا سيما في فترة الغداء». وتقول الرومي: «لكن اللافت ان رواج مطعمنا لم يقتصر على الذين يتبعون حمية بل تقصدنا عائلات تحاول تعويد اطفالها على اسلوب الحياة الصحي، اضافة الى مرضى السكّري والقلب والكوليسترول الذين يصعب عليهم التمتّع بلذّة المأكولات في المطاعم الأخرى التي لا تأخذ متطلباتهم بعين الاعتبار». وتضيف: «نتّبع في طريقة تحضير المأكولات وفق شروط ISO 22000 لسلامة الغذاء، لذا حرصنا منذ البداية على تجهيز اقسام خاصة يتولى الموظفون فيها، الذين يبلغ عددهم 60، كل حسب اختصاصه، مهمة تحضير المواد الاولية للمأكولات، من الملحمة الى الباتيسري والمطبخ الخاص، مع الاشارة الى أننا نعمد الى تعقيم كل انواع الخضار قبل استخدامها في تحضير المأكولات كي لا تؤثر سلبا على صحة من يعانون نقصا في المناعة او حساسية معينة تجاه الخضار، والأهم أنه لا يوجد مقلاة في مطابخنا التي نعتمد فيها على شيّ الطعام أو سلقه، وهي بذلك تنخفض سعراتها الحرارية ما بين 50 و70 في المئة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، يحصل الجسم على 200 سعرة حرارية بتناوله منقوشة الصعتر في مطعمنا، بدل 700 سعرة حرارية في اي مطعم آخر، وهذا ما سيكتشفه الزبون عند اختياره من لائحة الطعام التي تبيّن عدد السعرات الحرارية التي يحتويها كل نوع من المأكولات المقدّمة». من المقبلات الى الحلويات والمشروبات الباردة والساخنة مرورا بالأطباق الرئيسية التي تتنوّع بين اللحمة والدجاج والسمك وما يعرف باليخنة التي تقدّم مع الارز، تزخر لائحة الطعام لدى «دايت ديلايت» بأنواع عربية وأجنبية من دون اغفال الأطباق السريعة التي لا تقلّ لذّة عن تلك المقدمة في مطاعم أخرى لكنها تتميّز عنها بصفة الصحية التي لا تشعر متناولها بأي ذنب غذائي لكنّها تدعمه بجرعة اضافية من الفيتامينات التي تدخل في مكونات الاطباق من خلال بزر الكتان الذي يضاف الى معظم أنواع المأكولات وحتى الحلويات. ولا بدّ من الاشارة الى أن بزر الكتان يستحوذ في الفترة الأخيرة على اهتمام العلماء في العالم بشكل عام وفي كندا بشكل خاص، وأجريت العديد من الدراسات والأبحاث عنه وتبين أهميته في تحسين أداء الجسم وخفض معدل الكولسترول في الدم وتفادي سرطان الثدي والبروستات وتعزيز الكالسيوم، كما يمكن أن يساعد في خفض احتمال الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية.

وفي اطار فوائد بزر الكتان، يقال إنه عندما سئل غاندي عن أهميته في النظام الغذائي، أجاب أن الشعوب التي تستهلك بزر الكتان في غذائها تتمتع بصحة أفضل. واستعمال بزر الكتان ليس حديث العهد، بل كان منتشراً في العصور القديمة لأهمية خصائصه الغذائية. وأشارت مخطوطات قديمة عدة الى بزور الكتان كعلاج ناجع لبعض الأمراض، كذلك، كتب أبقراط في عام 650 قبل الميلاد، عن أهمية بزر الكتان ومنافعه في معالجة أمراض المعدة وأوجاعها. ويتميز بزر الكتان أيضاً بأنه يجمع بين نوعي الألياف الغذائية اللذين نادرا ما يجتمعان بكميات مناسبة في طعام واحد، وهما النوع القابل للذوبان الذي يعمل على خفض معدل الكولسترول في الدم، والنوع الصلب الذي يشبه الألياف الموجودة في نخالة القمح، والذي يمنع الإصابة بالإمساك. ومع أن بزر الكتان غني بالزيوت والدهون، إلا أن معظمها تعتبر من الدهون غير المشبعة التي تعتبر صحية للجسم. ويفضل تناول بزر الكتان المطحون لسهولة هضمه، لأن تناول الحبوب الكاملة قد يؤدي إلى عدم تمكن الجسم من هضمها والاستفادة من مكوناتها. وترتكز اصول استخدام بزر الكتان في المأكولات على ضرورة وضعه في البراد وفي وعاء محكم الإغلاق للحفاظ على خصائصه المفيدة، وذلك بعد طحنه جيدا، ولا يجب تعريضه للنار أو الحرارة، بل يضاف الى أنواع الطعام بعد طهوه، لأن الزيت الموجود في بزر الكتان لا يتحمل الحرارة.

وتشير الرومي الى أن الكمية التي يحتاجها الجسم يوميا من بزر الكتان تتراوح بين ملعقة طعام أو ملعقتين، لا سيما للاشخاص الذين لا يكثرون من تناول الاسماك في غذائهم، وهي مناسبة لكل الأعمار حتى أنها تساعد في تنشيط الذاكرة لدى المراهقين والأطفال الذين يفضّل ان لا يدخل يوميا في طعامهم أكثر من ملعقة واحدة توزّع على الوجبات.