أسامة السيد كان يرفض لقب «شيف» لأنه لا يحب أن يكون «سي السيد»

ظروفه أجبرته على دخول المطبخ

TT

نجح «أسامة السيد» الطباخ الشهير في إدخال العنصر الرجالي للمطبخ، رغم أنه كان رافضا إضافة لقب «الشيف» إلى اسمه قرابة 12 عاما بسبب النظرة الشرقية تجاهه، وذلك من منطلق أن «سي السيّد» ملزم بمساعدة المرأة في شؤون المنزل، بعد أن باتت تخرج من مملكتها لتساعده في أمور المعيشة، ما جعله يبث من خلال برامجه التلفزيونية رسائل غير مباشرة إلى الرجال مفادها أن «الطهي» لا يجب اقتصاره على الجنس الناعم فقط.

وقال في حديث لـ «الشرق الأوسط»، «استطعت من خلال ظهوري بالقميص والبنطلون ومريول الطبخ أن أبعث برسالة غير مباشرة إلى المتفرج، مفادها أنه يستطيع أيضا الدخول للمطبخ مع المرأة».

وأشار إلى أن الرجل الشرقي الذي كان يحمل لقب «سي السيد» في السابق لا بد أن يتصف بمواصفات عدة، إلا أن خروج الزوجة من المنزل لمساعدته في جوانب الحياة يستحق المكافأة، الأمر الذي يجعل من دخول الرجل إلى المطبخ أمرا عاديا.

وذكر أنه يستقبل استفسارات كثيرة من المغتربين الرجال أو الذين يعيشون بعيدا عن زوجاتهم حول طرق إعداد أطباق معينة، غير أن الخليجيين يجدون حرجا من الاتصال به بشكل مباشر، ما يجعلهم يستفسرون عبر البريد الالكتروني، لافتا إلى أن اهتمام العنصر الرجالي بالمطبخ بدأ منذ نحو ثلاث سنوات مضت.

ويقول، يعد الطهي مثله مثل أي تخصص آخر، غير أن ظروفي هي التي جعلتني أخوض هذا المجال، لا سيما أنني درست الفندقة واكتشفت بأن المطبخ هو المكان الذي أجد متعتي به.

ويرى أن ابتكار أطباق جديدة على الهواء مباشرة، ينطلق من مبدأ أن الحاجة أم الاختراع، لا سيما أنه يقدّم برنامجا يوميا يشهد إعداد أكثر من ثلاثة أطباق مختلفة، ما يجعله مسؤولاً عن إرضاء أناس كثيرين.

ويضيف، عادة ما أقيّم أي طبق جديد بعد إعداده لمعرفة مدى تقبل الناس له، وذلك عن طريق تجربته وتذوقه وإخضاعه إلى تذّوق من حولي قبل تقديمه للجمهور في البرنامج.

وأكد أن تجربته في الطبخ على الهواء مباشرة تعد متعته، رغم تعرضه في بعض الأحيان لشد أعصاب نتيجة وجود بعض المشاكل قبل البدء في العد التنازلي للحلقة، إلا أنه يتخلص منه بمجرد الظهور على الكاميرات، كونه يشعر وكأنه في مطبخ منزله، معتبرا أن المشاهدين الجالسين خلف الشاشة هم بمثابة ضيوف له.

ولفت إلى أن الحلقة المسجلة تستغرق أضعاف الوقت الذي يقضيه في البث المباشر، إلى جانب أن الحلقات المباشرة لا تخلو أحيانا من وقوع بعض الأطباق، خصوصا أن مثل تلك المواقف تعطي مصداقية وجوّا طبيعيا للطبخ.

وانتقد الشيف أسامة محدودية تعليم الطهي في المدارس والجامعات والكليات، باعتبارها تفتقر إلى التخصص الكلي في ذلك المجال، مؤكدا أن ما يحتاجه المجتمع هو فن الطبخ.

وقال إن التعليم في المدارس غير صحيح، باعتبار أنها لا تعلم الطلاب والطالبات الفنون الأساسية للطهي والتغذية السليمة والأسلوب الصحي الذي من المفترض إتباعه لإعداد الطعام.

وأبان أنه سيبدأ بعقد أكاديمية على الهواء مباشرة، عبر التلفزيون بعد شهر رمضان المبارك وفق منهج معين وضعه ليسير عليه، ويكون بمثابة «موسوعة مرئية لفن الطهي»، إلى جانب إنشاء مدرسة لتعليم فنون الطهي مستقبلا.

وأضاف قمت بإطلاق أول أكاديمية منذ نحو ثلاث سنوات، التي استهدفت الزوجات البعيدات عن أسرهن من خلال أربع حلقات تعليمية على الهواء مباشرة، فيما انطلقت الأكاديمية الثانية قبل حوالي ستة أشهر، تخرج منها ما يقارب 21 شخصا ممن يعملون في المجال نفسه، غير أنهم متخصصون في قسم واحد كالحلويات أو السلطات أو المعجنات، مبينا أنها تهدف إلى محاولة تأهيلهم للإلمام بالأقسام الأخرى دون استثناء.

وانتقد المطبخ الشرقي كونه غير مكتشف بعد لدى الغرب، ما جعله يعتمد في أطباقه على تشريق الأكلات الغربية وتغريب الشرقية في بعض الأحيان بحسب الحاجة.

وأضاف، ما يفضله الغرب من الأطباق الشرقية نعد مقصرين فيه جدا رغم وجود الآلاف منها في كل منطقة بأي دولة عربية، إلا أننا لم نبرز تلك الأكلات بسبب عدم اقتناعنا بعد في مطبخنا الشرقي، الأمر الذي يحول دون إقناع الآخرين به.

وشدد على ضرورة إعادة النظر فيما يتم شراؤه من المأكولات بطريقة صحيحة، في ظل غلاء الأسعار على خلفية الأزمة المالية العالمية، والمتمثلة في عدم الركض خلف العروض الترويجية التي تطلقها بعض المراكز التجارية، لا سيما أنها عادة ما تروج لبضائع شارفت صلاحيتها على الانتهاء كي تفسد فوق رفوف المنازل.