منذ عام 1926 وأصحاب المطاعم وأشهر الطهاة حول العالم يعملون بجدية طوال العام في مسعى منهم للحصول على نجمة من نجوم «دليل ميشلين» لأفضل المطاعم، ومنذ ذلك الحين، في بداية كل عام، ينشر الدليل نتائجه لأفضل المطاعم، فالدليل أشبه بامتحان يكرم فيه الطاهي أو يهان، ويملك الدليل سلطة منح النجمة أو حجبها أو إلغائها، فنجوم «ميشلين» ليست أزلية، إنما هي محفز للطاهي والعاملين في أي مطعم رابح للمحافظة على مكانته وتجويد نوعية الخدمة للحفاظ على النجمة، والحصول على نجوم أكثر.
وهذا العام كانت بريطانيا وأيرلندا بانتظار التاسع عشر من الشهر الحالي لنشر دليل 2010 في الأسواق، إلا أن تسريب معلومات حول النتائج على شبكة الإنترنت أجبرت المسؤولين على نشر أسماء الفائزين قبل الموعد الرسمي لإطلاق الدليل.
وكانت الخسارة الكبرى هذا العام للطاهي البريطاني العالمي غوردن رامسي الذي تعرض للكثير من الأزمات في العام الماضي، فقد واجهته عدة تحديات على المستويين المادي والشخصي، وطالته الإشاعات والأقاويل التي أثرت على سمعته المهنية والشخصية، ويبدو أن مسلسل الحظ السيئ يرافقه في مطلع العام الجديد، فخسر مطعمه في فندق «كلاريدجز» في لندن نجمته الوحيدة، بعد أن قرر نقاد الطعام، الذين يعملون لصالح «دليل ميشلين»، بأن نوعية الطعام في المطعم تراجعت عن مستواها المعتاد، كما أن مستوى الخدمة تباطأ أيضا، وهذا ما أجبر الدليل على تجريد رامسي من نجمته الوحيدة الذي عمل جاهدا على الحصول عليها في بادئ الأمر، غير أن هذه الصفعة لم تؤثر على رامسي في مطعمه الواقع في مدينة تشيلسي اللندنية، حيث حافظ على نجومه الثلاثة ليبقى بذلك متربعا على أعلى هرم المطاعم الحاصلة على نجوم «ميشلين» مثل مطعم «ألين دوكاس» في فندق «الدورشستر»، ومطعم «ذا فات داك» للطاهي الفنان هيستون بلومنتال في منطقة براي، ومطعم «ووتر سايد إن» للطاهي ألين رو.
وفي ظل الأزمة المالية الحالية جاء تقييم المطاعم هذا العام بحسب النوعية والخدمة والأسعار، فيقول أحد المحررين في «دليل ميشلين»، ديريك بولمير، إن العام الماضي كان صعبا جدا على الأعمال كافة في جميع بقاع العالم، وكان العام صعبا بشكل خاص على الفنادق والمطاعم، لذا كان من المهم جدا انتقاء مطاعم تجمع ما بين الأسعار المقبولة مع نوعية عالية الجودة، والرابحون هم من أصحاب الحنكة في هذا المجال، لأنهم عرفوا كيف يركبون الموجة.
وفي الدليل هذا العام تم إعطاء نجوم التميز لـ28 مطعما متواضعا، ويتابع بولميز القول بأن المنافسة في بريطانيا قوية جدا، لذا يجب على الطهاة وأصحاب المطاعم التحرك بسرعة وإبداع الأفكار المجدية، وهذا ما حصل مع البعض فتم عرض لوائح طعام أخذت اسم «لائحة طعام خاصة بالأزمة الاقتصادية»، وقام الكثير من المطاعم لا سيما الراقية منها، بتقديم العروضات الخاصة لتشجيع الزبائن على المجيء، بعدما فضل كثيرون منهم الأكل في منازلهم لتوفير المال.
وبعد أن بدأ «دليل ميشلين» بتقديم نجمة واحدة في بداياته عام 1926، أضاف نجمتين وبعدها ثلاثة نجوم في مطلع الثلاثينات، وهذا العام قام الدليل بتقديم نجمتين دفعة واحدة للطاهي بريت غراهام في مطعم «ذا ليدبوري» في منطقة كنزينغتون، وقدم نجمة واحدة لـ 18 مطعما في بريطانيا، وحصلت مطاعم في ويلز وأسكوتلندا على ثلاثة نجوم جديدة دفعة واحدة، وبهذا تكون بريطانيا قد حطمت رقمها القياسي في امتلاك نجوم «ميشلين» للتميز في 140 مطعما في مختلف أرجائها.
ومن بين المطاعم الجديدة التي حصلت على نجمة «ميشلين»، مطعم «سيينا» في مدينة دورست البريطانية الساحلية، هو مطعم صغير تشرف عليه عائلة، وحصل «ذا رويال أوك تراديشنال» لصاحبه الإعلامي المخضرم السير مايكل باركينسون، والواقع في منطقة قريبة من براي على نجمة، وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها «دليل ميشلين» التقدير لحانة متخصصة بتقديم المأكولات، ووصف باركينسون خبر الفوز بالنجمة بأنه يضاهي سعادته بالفوز بجائزة «البافتا» وهنأ بدوره العاملين معه، وكان النجاح هو نتيجة تقديم أجود أنواع المأكولات البريطانية التقليدية بأسعار مقبولة جدا، وحصل مطعم «ذا هاروود أرمز» الواقع في منطقة فولهام في لندن على نجمة واحدة، وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها الدليل نجمة تميز لحانة، وهذا دليل على توجه «ميشلين» إلى اختيار الأفضل من جميع النواحي سواء كان من ناحية النوعية أو من ناحية الأسعار، فلم تعد نجوم «ميشلين» حكرا على المطاعم الراقية.
وأعطى «دليل ميشلين» وسام التميز لمنطقة براي في مقاطعة باركشير البريطانية لأنها تملك مطعمين حاصلين على ثلاثة نجوم إضافة إلى نجمة واحدة جديدة لأول حانة. فهذه المنطقة تشتهر بوجود مطعم «ذا فات داك» لصاحبه الطاهي هيستون بلومينتال الذي جاء في المرتبة الثانية في لائحة أفضل مطعم في العالم بعد مطعم «البولي» في أسبانيا، ويقع في المنطقة نفسها أيضا مطعم «ووتر سايد إن» لعائلة رو.
ومن الرابحين هذا العام أيضا مطعم «غالفن آت ويندوز» الواقع في الطابق الثامن والعشرين في فندق «هيلتون» في منطقة بارك لاين في لندن، وعبر المدير العام فريد سيرييكس عن سعادته العارمة لحصول المطعم على نجمته الأولى، وأضاف أن الفضل في النجاح يعود إلى مجهود جماعي، فكل العاملين في المطعم يستحقون التقدير، وبفضلهم حصل المطعم على نجمة «ميشلين» للتميز، وهذا فخر واعتزاز لسمعة المطعم المتخصص بتقديم المأكولات الفرنسية الراقية.
ومن المعروف عن كل مطعم أن نجاحه مرتبط بنجاح الطاهي فيه، ففي حالة مطعم «ذا كابيتال» تأثر المطعم بمغادرة الطاهي إيريك شافو فخسر نجمتيه، وهذا ما حصل أيضا مع مطعم «ذا فينيارد آت ستوكروس» بعد أن تركه الطاهي جون كامبل، وتوجه إلى مطعم «كورث بارك»، فخسر هو الآخر نجمتيه، ومن الخاسرين هذا العام أيضا مطعم «باث برايوري»، و«نايثان أوتلو» و«سيهام هول» و«غوردن رامسي» في «كلاريدجز».
* المطاعم التي حصلت على نجمة «ميشلين» واحدة لأول مرة 1- «ذا ساملينغ» في كامبريا.
2- «ذا بايب آند غلاس إن» في يوركشير.
3- «ذا رويال أوك» في منطقة براي القريبة من ويندسور.
4- «ذا غوس» في مقاطعة أوكسفوردشير.
5- «سيينا» في دورسيت.
6- «21212» في أدنبره.
7- «ذا بيت إن» في منطقة فايف.
8- «كينلوك لودج» في هايلاند.
9- «ذا وولنات تري».
10 - «تيدين لان» في دينبيشير.
11 - «ينشير هول» في بويز.
12 - «ذا هاوس» في ووتر فورد.
13 - «ذا هاروود أرمز» في منطقة فولهام في لندن.
14 - «بينغام» في لندن.
15 - «أبسليز» في فندق «لاينزبورا» في لندن.
16 - «غالفن آت ويندوز» في «هيلتون بارك لاين» في لندن.
17 - «تاماريند» في مايفير.
18 - «تيكستشور» في مايفير.
* المطعم الذي حصل على نجمتي «ميشلين» دفعة واحدة
* «ذا ليدبوري» في شمال كنزينغتون في لندن.
* المطعم الذي حصل على ثلاثة نجوم «ميشلين» دفعة واحدة:
مطعم «ألين دوكاس» في فندق «الدورشستر» في مايفير في لندن.
* خاسرو نجمتهم الوحيدة 1- «باث برايوري» في ساميرسيت.
2- «لو بوسين» في هامشير.
3- «كريستوف».
4- «نايثان أوتلو» في كورنوول.
5- «سيهام هول» في دورهام.
6- «أوبيرغين» في تشيلسي في لندن.
7- «إمباساد دو ليل» في ساوث كنزينغتون في لندن.
8- «أساغي» في بايزووتر في لندن.
9- «فولياج» في نايتسبريدج في لندن.
10 - «غوردن رامسي» في «كلاريدجز» في لندن.
11 - «ريتشارد كوريغان» في السوهو في لندن.
12 - «مينت» في دبلن.