مهرجان «مدريد فيوجن» للطعام يستقطب ألمع الأسماء في عالم الطهي لمدة 3 أيام تحت سقف واحد

دردشة مع العبقري ألين دوكاس وإعلان فيران أدريا إقفال «إل بولي» لسنتين كانا الموضوعين الأهم

الطاهي الإسباني فيران لاريا يتوسط مجموعة من الطهاة العالميين المشاركين في المهرجان (إ.ب.أ)
TT

عندما قررت مدريد في عام 2003 تنظيم مهرجان لفن الطعام، كان الجميع يعتقدون أنها فكرة طيبة، وإن كانت تنضوي على مخاطرة في الوقت ذاته. وبعد ثماني دورات لمهرجان «مدريد فيوجن»، أصبح معظم الطهاة العالميين يحرصون على حضور مهرجان مدريد الذي يستمر لثلاثة أيام.

وتزامن ذيوع صيت المهرجان مع انضمام المطبخ الإسباني إلى قائمة أفضل عشرة مطابخ على مستوى العالم. وأصبح الطهاة مثل فيران أدريا، وسانتي سانتاماريا، وخوان ماري أرزاك، وكارمن روسكابيلا من العناصر الأساسية لنجاح ذلك المهرجان. كما أسهمت جودة مطاعمهم، التي تحصل على المزيد والمزيد من الجوائز من أنحاء العالم كافة، في وضع مهرجان مدريد والطهاة الذين يعملون به في صدارة وسائل الإعلام المعنية بالطهي.

ومنذ الدورة الأولى لذلك المهرجان، أعلن بعض الطهاة الأجانب عن رغبتهم في الانضمام إلى ذلك المهرجان وأسهموا بأفكار لتطويره. وأصبح مهرجان مدريد يقترن بأسماء مثل ألين دوكاس ومايكل روكس.

وشهدت مدريد خلال العام الحالي المهرجان الثامن، الذي حضره حوالي مائة طاهٍ من خمسة بلدان مختلفة، للتنافس حول أحدث التوجهات ومستقبل الدراسة الحرة للطهي، بما في ذلك برنامج الطاهي الفرنسي الشهير الذي يقام تحت عنوان: «دردشة مع عبقري: سحر ألين دوكاس»، والذي يقدم خلاله برنامجا حول أصول الطهي، ومتعة تناول الطعام بمشاركة 20 طاهيا من الحاصلين على نجوم ميشيلين.

ومن جهته، يعتقد دوكاس أن المطاعم الراقية لم تتأثر بالأزمة المالية، لأن العملاء الذين يأتون إلى ذلك النوع من المطاعم يكون عليهم دفع «ثمن الامتياز». على أي حال، فإن الطاهي الفرنسي يقر بأن المطاعم، بصفة عامة، عانت من تبعات الأزمة المالية ومن هبوط تراوح بين 5% و10%.

وخلال المؤتمر، أكد دوكاس أنه في كل مرة ينضم إلى المؤتمر طهاة ممن ينظرون على نحو مختلف إلى الفارق بين الأطعمة الجاهزة وفن الطعام، مما يسمح للجمهور العادي باللحاق بقاطرة فن الطعام.

وسوف يكون الروس هم المحظوظون بتذوق أحدث ابتكارات دوكاس، وليس الإسبان؛ حيث رفض الطاهي أن يدير مطعما في إسبانيا معللا ذلك بأن المنافسة هناك شرسة، وأن الطهاة الإسبان فائقو البراعة.

وحتى الدورة الحالية للمهرجان، كان الطعام وتقنيات الطهي الجديدة نجوم ذلك المهرجان، إلا أن إعلان الطاهي الإسباني فيران أدريا خلال الدورة الأخيرة للمهرجان عن إغلاق أفضل مطاعم العالم «إل بولي» لعامين، أثر في المناخ العام للمهرجان.

وعلى الرغم من أن فيران أكد أنه سوف يغلق المطعم للقيام لإجراء بعض التعديلات، فقد قال بعض الطهاة المشاهير؛ مثل سانتي سانتاماريا والمعروف بمواقفه المخالفة لأدريا؛ إن ذلك القرار جاء لأهداف تسويقية بحتة، حيث إن فيران رغب في أن يتحول المهرجان من مهرجان مدريد إلى مهرجان «إل بولي». ولكن ذلك الجدال ليس جديدا على إسبانيا أو مهرجان مدريد. ففي أولى المرات التي ذهب فيها سانتي سانتاماريا إلى مهرجان مدريد عام 2007، كان مؤتمره يدور حول الأسلوب المميز للمطبخ الإسباني، والتجاوزات التي يقوم بها بعض الطهاة وبعض المطاعم. «إن حقيقة أي مطبخ تقع في المسافة بين طاولة الطعام والفم، فالمطبخ الحقيقي هو الذي تستطيع الاستمتاع به، فلا يتعلق الأمر بتحويل الطعام إلى مشهد نخبوي أو خلق عمل فني بديع، لأن الطعام ليس ما نراه، بل هو ما نتذوقه».

وقد رأى كثير من الخبراء في تلك الكلمات هجوما واضحا على أسلوب فيران أدريا. ومع ذلك، لم يكن هذا سوى الشرارة الأولى للحرب بين الطاهيين الإسبانيين.

لقد كان أهم ما يميز تلك الدورة من المهرجان، هما برنامج دوكاس التدريبي وإعلان فيران أدريا، كما أسهمت تلك الأيام الثلاثة في اكتشاف طهاة جدد وأساليب جديدة للترويج لبعض المنتجات: الكمأ الأبيض، والأسود، والكافيار، وهي المنتجات التي قدمها الطاهي الفرنسي مايكل ترواسغروس، بالإضافة إلى زيت الزيتون، والتابا، والشطائر، والأسماك، والتي تم تقديمها جميعا على نحو مختلف. على أي حال، لقد انتهى مهرجان مدريد، ونحن ننتظر المزيد خلال العام المقبل.

* صحافية في «الموندو»الإسبانية متعاونة مع «الشرق الأوسط»