«تشوكليت لاونج».. عنوان جديد في بيروت يغري عشاق الشوكولاته

رافيولي وسلطة بالشوكولاته.. عرس المذاقات المتناقضة

طبق السلطة الموسمية مع الشوكولاته
TT

تختلط النكهات وتتزاحم الأشكال والألوان، وتبقى الشوكولاته متفوقة على كل ما قد يجرؤ على منافستها ليترسخ مذاقها «تحت اللسان» من دون أي منازع في أطباق «chocolate lounge». هي ابتكار مختلف يجد فيه عشاق الشوكولاته، لا سيما السوداء منها، ضالتهم في لائحة طعام تشمل الأطباق الرئيسية والسلطات والحلوى، إضافة إلى الفطور والمشروبات على أنواعها، والقاسم المشترك الوحيد بينها هو الشوكولاته السوداء أو البيضاء بحسب طبيعة مكونات كل طبق. من طريقة التحضير والتقديم وصولا إلى التلذذ بأطباق عصية على كل من يحاول تجاوزها، رحلة شهية تغري العين، وتقضي على الجوع، ضاربة عرض الحائط بكل محاولات الحمية الغذائية. يكفي النظر إلى لائحة الطعام ليسيل اللعاب، وتتسابق بعد التقديم العينان والفم على التهامها، فتختلط النكهات لتنتج مذاقا فريدا ومميزا وقد يكون غريبا في بعض الأحيان.

ففي غمرة المطاعم التي تجتاح لبنان بشكل عام وبيروت بشكل خاص، صار لزاما على كل مطعم أن ينفرد بما يميزه عن غيره. والمهمة ليست سهلة في ظل احتراف اللبنانيين تقديم كل أنواع المطابخ، من اللبناني والفرنسي إلى الإيطالي والصيني والياباني والعالمي أيضا، لتصعب المنافسة ويصعب معها الخيار. من هنا فضل الشباب اللبنانيون الثلاثة وليد أبو عراج وفؤاد ضاهر وجهاد خوري عدم التقيد بهوية مطبخ معين والتركيز على «الشوكولاته» كي تكون محور الأطباق التي يقدمها مطعمهم في منطقة السوديكو القريبة من وسط بيروت، بعدما منحوه اسم«chocolate lounge» .

ديكور المطعم الذي يعتلي أحد جدرانه شعار «one love» أو «حب واحد»، يعكس أجواء مليئة بـ«الشوكولاته»، فتختلط في هندسته ألوان الشوكولاته وتدرجاتها، لتشكل مجتمعة أجواء مميزة على وقع موسيقى هادئة كفيلة بأن تنسجم مع فوائد الشوكولاته وتمنح من اختار هذه الجلسة راحة نفسية و«غذائية».

يقول مدير التسويق في المطعم وليد أبو عراج «في البداية كانت فكرة المشروع ترتكز على افتتاح مطعم متخصص في تقديم الحلويات التي ترتكز على الشوكولاته، لكن عندما بدأنا التحضير فكرنا في توسيع دائرة هدفنا وإدخال الساندويتشات والسلطات، إلى أن قررنا أخيرا، وانطلاقا من باب التميز عن الآخرين تقديم مطعم كامل متكامل محوره الشوكولاته، من دون إغفال الأطباق الأخرى الخالية منها، إذا فضل الزبائن عدم خوض التجربة الجديدة».

ويضيف «هنا بدأ التحدي بالنسبة إلينا، إذ إن إدخال الحلوى الأكثر رواجا في مكونات أطباق رئيسية، إذا لم يكن متقنا وبطريقة محترفة ودقيقة، قد يفسد الود بين الشوكولاته وعشاقها».

شهران ونصف الشهر هي المدة التي استغرقت ابتكار الأطباق، وتولى هذه المهمة الشيف اللبناني جوزيف إبراهيم الذي وضع لائحة بنحو 84 صنفا، أدرج منها في اللائحة 60 طبقا على أن يتم استبدالها بين فترة وأخرى. وتتوزع اليوم بين الأطباق الرئيسية الأربعة التي تشمل طبق الـ«رافيولي» المحشو بالجبن والمقدم مع الشوكولاته البيضاء، وطبق اللحمة بالخضار المغمس بالشوكولاته السوداء، إضافة إلى طبق الدجاج الغني بأنواع مختلفة من الخضار والمقدم بدوره مع الشوكولاته السوداء إلى جانب الفطر المغمس بالشوكولاته البيضاء، أما السلمون فلتقديمه أيضا حرفته، وهو يقدم مع السبانخ وأنواع أخرى من الخضار، ويزين بالشوكولاته البيضاء لينتجا طبقا لذيذا.

ويلفت عراج إلى حرص إدارة المطعم على استيراد اللحوم من أستراليا والاستعانة بالدجاج المحلى نظرا إلى جودتهما. أما أطباق السلطات فهي ستة، وتختلف من الموسمية والسلمون والدجاج التي تدخل إلى أنواع متعددة من الخضار، وبالتالي قد لا تختلف مكوناتها الأساسية عن أي سلطات أخرى، لكن يبقى التميز في الدمج بين هذه الأنواع والصلصة مع الشوكولاته. ولأن «الشوكولاته» ملك الطاولة في«chocolate lounge» ، فمن البديهي أن تكون الحلوى ملوكية وتقدم لمحبيها بطريقة تليق بأهمية الشوكولاته بالنسبة إليهم. وإذا كانت الحيرة تدخل على خط اختيار الأطباق الرئيسية والسلطات، فهنا قد يعجز المرء عن الاختيار في بحر الشوكولاته العائم بين 6 أنواع رئيسية من الحلوى يتفرع منها ما يزيد على 25 نوعا تصنع في مطبخ المطعم الخاص لتقدم طازجة ويترأسها «طبق الشوكولاته والحليب» المقدم مع أنواع عدة من الفاكهة، إضافة إلى حلوى الـ«fondant» التي يعجز اللسان عن مقاومة سحر الشوكولاته التي تسيل منها.

ويشير أبو عراج إلى أن نجاح التجربة يعكسه عدد الزبائن الذي يزيد يوما بعد يوم، والذين يبدون رغبتهم في تذوق أطباق الشوكولاته، والدليل على إعجاب الناس بها هو أن 30 في المائة من الزبائن صاروا دائمين في المطعم وأوفياء لأطباق معينة بعد أقل من خمسة أشهر على افتتاحه.

وتطبيقا للدراسات التي تشير إلى أن 90% من اللبنانيين دون 40 عاما و63.6% من الذين تجاوزوا 40 عاما يستهلكون الشوكولاته، وأن معدل استهلاك الشوكولاته لدى النساء في لبنان يصل إلى 94.8% وينخفض لدى الرجال إلى 86.4%، يشير أبو عراج، وبناء على ورقة التقويم التي يسجل فيها الزبون ملاحظاته، إلى أن 70% من زبائن المطعم هم من النساء، و65% منهن إما عازبات أو مطلقات.

من جهته، يعتبر الشيف جوزيف إبراهيم أن عملية إدخال الشوكولاته إلى أطباق الطعام تحتاج إلى تقنية ومعرفة في أصول دمج النكهات كي لا تؤثر على المذاق، مع عدم إغفال طريقة التحضير التي تلعب دورا مهما في الطبخ، إضافة إلى حساسية الشوكولاته التي تتأثر نكهتها بأي نكهات أخرى وإن كانت خفيفة، وبالتالي يلفت إلى ملاءمة الشوكولاته مع الزعتر والحر، لا سيما الأعشاب، ويحذر من دمجه مع البهارات والبندورة أو أنواع أخرى من الخضراوات الحامضة. ويضيف «الشرط الأساسي لنجاح هذه العملية هو استخدام الشوكولاته التي تحتوي على 70% من الكاكاو الصافي، وما لا يزيد على 30 في المائة من السكر وزبدة الكاكاو، وطبخها على حرارة لا تزيد على 50 درجة كي لا تحترق ويبقى لمعانها وبريقها دليلا على طعمها اللذيذ والمميز».

ويشير أبو عراج إلى أن الإدارة تعمد إلى إجراء تعديلات على البرنامج اليومي ولائحة الطعام التي يقدمها المطعم بما يتناسب مع المناسبات، من دون التخلي عن المبدأ العام أي «الشوكولاته»، وبعدما قدمت أطباقا مميزة في مناسبتي الميلاد ورأس السنة، فهي الآن تحضر لتقديم برنامج خاص ومأكولات فريدة في مناسبة عيد الحب.