«الستيك» تتصدر لوائح طعام المطاعم الأجنبية في السعودية

من أميركا الشمالية إلى أرقى مطاعم المملكة

TT

باتت وجبة «ستيك» اللحم الشهيرة في أميركا الشمالية تتصاعد في قوائم أفضليات الأكلات الغربية لدى السعوديين، وسط توسع نشاط المطاعم المتخصصة في تقديم وجبات الستيك مختلفة الأصناف والمقبلات.

وكشفت دراسة مسحية قامت بها دار «جونة» السعودية المتخصصة في المطاعم وصناعات الأغذية أن مطاعم «الستيك» بدأت تحضر بقوة في سوق المأكولات المطهية في السعودية، مشيرة إلى انتشار بعض العلامات التجارية العالمية المعروفة مقابل محاولات لعلامات تجارية محلية سجلت نجاحا في السوق المحلية للمطاعم.

وقالت الدراسة التي حصلت «الشرق الأوسط» على مختصر لها إن أكثر رواد المطاعم أعمارهم ما بين 15 إلى 40 عاما، وهي الفئة الأكثر إقبالا على المطاعم من الرجال بينما انحصرت أعمار النساء المرتادين للمطاعم بين 18 إلى 35 عاما، كما أثبتت الدراسة أن أكثر رواد المطاعم الراقية هم من الطلاب وموظفي الشركات من الجنسين. وتعرف وجبة «الستيك» التي يعود تاريخها بشكلها الحالي إلى ثقافة أميركا الشمالية المعتمدة على قطع اللحم الكبيرة تحضر بالملح والفلفل والبابريكا وزيت الزيتون والثوم وصوص الصويا وغيرها قبل أن توضع للتجمد لفترة زمنية، كما أن لها بروتوكولا في تحضير مائدتها حيث توضع الصحون الكبيرة المرفوعة على النار حتى تسخن فتلقى عليها شرائح اللحم الكبيرة.

كما يتم شي تلك القطعة من اللحم بتقليب فني دقيق على النار بحيث تصل الحرارة إلى لب اللحمة المعروفة بسماكتها فتقلب على الوجهين حتى يتم النضج لتوضع بجوار المايونيز وقطع البطاطا الكبيرة وأنواع الخبز الفاخر إضافة على شرائح البصل والطماطم والخضار المطبوخة.

وفقا لدراسة مجموعة «دار جونه الغذائية» يبلغ حجم السوق السعودية في قطاع المطاعم المتخصصة 11 مليار ريال (2.9 مليار دولار) لافتة إلى أن السعودية تعتبر الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط في مجال المطاعم، وسط توقعات أن تكون هناك زيادة أكبر بنسبة 18 في المائة خلال العام الحالي 2010.

وهنا، يوضح لـ«الشرق الأوسط» بدر بن عيسى السعدون الرئيس التنفيذي للمجموعة عن توقعات نمو الطلب على تناول وجبة «الستيك» في المملكة نتيجة لعوامل كثيرة تبرز في مقدمتها نوعية المطاعم المتخصصة في طهي اللحم وشيه في شكل «الستيك» إضافة إلى الخدمة الرفيعة التي تقدمها تلك المطاعم مصحوبة بنوعية عالية ونظيفة من الأطعمة الطازجة المصاحبة.

وأكد السعدون أن المستهلكين السعوديين يفضلون الأنواع الجديدة من ثقافة الوجبات العالمية والتي تتسم بقبولها نتيجة نظافتها، مفيدا أن ذلك سبب زيادة إقبال الأفراد والعائلات على حد سواء، مؤكدا تطور مفهوم المطاعم الـ5 نجوم في نظر الكثير من السعوديين إذ إن كثيرا منهم يفضل تناول العشاء بصحبة عائلته في أحد المطاعم بشكل أسبوعي وبعضهم يذهب إليها مرتين أو ثلاث أسبوعيا.

ويلفت السعدون إلى أن هذه الظاهرة جديدة على المجتمع السعودي ظهرت منذ نحو ثلاث سنوات، وذلك حسب دراسة قامت بها إحدى الشركات المتخصصة في المطاعم ومدى الإقبال عليها، وبينت الدراسة أن الرياض تأتي في المرتبة الثانية بعد مدينة جدة في المطاعم والإقبال عليها وتأتي بعدهما مدينة الخبر في المنطقة الشرقية.

وأشار إلى زيادة كبيرة متوقعة مع دخول أسماء عالمية جديدة للسوق السعودية مستفيدة من النمو الاقتصادي وسيطرة قطاع الشباب عليه وهم الفئة الغالبة في المجتمع السعودي بنمو يصل إلى ما يزيد على 30 في المائة، تشكل الشركات المحلية فيها النسبة الأكبر في الفترة الأخيرة بعد أن سعت إلى تحسين جودة أكلاتها وتنويعها لتصل إلى مكانة وسمعة مطاعم عالمية، مما أكسبها ثقة أكبر في سوق تعتبر من أكبر أسواق المنطقة من حيث اتساعها وكبر حجمها وقوتها الشرائية لتنافس الشركات العالمية وتجعل لنفسها مكانة أكدتها طلبات الامتياز التي قدمت لتلك الشركات في الداخل والخارج.

وأشارت الدراسة إلى أن حجم سوق الوجبات السريعة في المملكة العربية السعودية يبلغ أكثر من 700 مليون ريال (186 مليون دولار) بواقع يصل إلى أكثر من 100 مليون وجبة يتم التهامها سنويا من نوعي «الهامبرغر» و«الساندويتشات» الخفيفة.

من جانبه، أوضح عبد الله العيسه مساعد مدير العمليات في مطاعم «ستيكي» المتخصصة في تقديم وجبات «ستيك» أن القطاع الخاص بدأ مرحلة جديدة في تنفيذ استراتيجية جديدة في تسويق علاماته التجارية عبر طرح حقوق الامتياز كما تفعل الشركات العالمية وفق استراتيجيات تدعم الجودة والتطوير لتدخل في منافسة كبيرة مع شركات عالمية لها وزنها في هذا المجال، مؤكدا أن العلامات المتخصصة في «ستيك» كان لها حضور قوي مع تزايد الطلب عليها.

وأبان العيسه أن هناك شركات محلية دخلت في هذا الصنف من الوجبات وتعمل على صناعة اسم تجاري يدوم لسنوات طويلة بعيدا عن الربح السريع أو تقديم طعام دون المستوى أو خدمات بسيطة فقط، مؤكدا أن كبار التجار ينهجون سياسة الترفيه في المطاعم من خلال إيجاد جو مختلف وخلاب يجعل العملاء تتكرر زيارتهم للمطاعم مرات كثيرة دون تغييره بمطعم آخر.