فيران أدريا يفتتح مع أخيه مطعما في برشلونة

الفرع الجديد لن يتبع فلسفة «إل بولي»

TT

فليبتهج عشاق مطعم إل بولي (المطعم الإسباني الشهير الذي حاز ثلاث نجمات في تصنيف ميشلين)، فقد أعلن شيف المطبخ الجزيئي الإسباني فيران أدريا، في الثالث من الشهر الحالي افتتاح مطعم جديد في برشلونة مع أخيه ألبرت، سيتميز بكونه أقل تعقيدا من «إل بولي».

وخلال المقابلة التي أجراها مع قناة «ريجينال كاتلونيان - تي في 3»، أعلن الطاهي الشهير عن المفاجأة «افتتاح مطعم جديد لفيران وألبرت في برشلونة قريبا».

كان أدريا قد فاجأ عالم فن الطهي بإعلانه في 26 يناير (كانون الثاني) في مدريد عن عزمه إغلاق «إل بولي» في 2012 أو 2013. في الوقت ذاته أكد عدد من الطهاة أن قرار الإغلاق ربما يكون نوعا من التسويق، لأن «إل بولي» يعاني من خسائر مالية.

وجاء إعلان فيران أدريا عن افتتاح المطعم الجديد بهوية مختلفة عن «إل بولي»، حيث قال من دون إبداء تفاصيل عن تاريخ الافتتاح «إننا نرغب في التماشي مع رغبات الأصدقاء وتوجهات محبي الطعام التي يمكن أن تتمثل في الكروكيت (قطع اللحم أو السمك المغموسة في البيض ثم تقلى بعد ذلك في الزيت أو المحار».

المطعم الجديد لن يحمل أيا من سمات «إل بولي»، الكائن في «كوفي مونتجيو» في كتالونيا، الذي صنف كأفضل مطعم في العالم في الكثير من المناسبات من قبل مجلة «ريستورانت» البريطانية، بفضل أفكار أدريا في الطهي من التسعينات بالمطبخ الجزئي، وهو مصطلح حتى الآن يرفض تطوير نطاق من الحلوى الهلامية والبنية والمستحلبات لتشكيل وصفاته.

الخبر هو تحويل الطاهي الإسباني المطعم الشهير إلى مؤسسة فن للطهي في 2014 بعد عامين من الإغلاق. وسيكرس أدريا كل جهوده في الإدارة لتشجيع هذا المشروع الجديد، ومن المتوقع أن يحول هذا المكان الرئيسي والأفضل في العالم لتطوير نظريات طهي جديدة.

وقد أكد أدريا على أن مطعم «إل بولي» سيتحول إلى ورشة عمل ومركز قوي لفن الطهي سينشر كل نتائجه على الإنترنت. ويهدف المشروع الجديد لأن يصبح مؤسسة بحثية للابتكار في فن الطهي لكبار الطهاة ومقصدا لمحترفي الطهي المنزلي.

وبهذه الطريقة، أراد الطاهي الإسباني التأكيد على الهدف من مؤسسة «اليسيا»، وهي مؤسسة تدرس العلاقة بين العلوم والطعام وتحفز برامج التغذية، مثل البرنامج الذي لاحظ أن السمنة «كارثة» لا بد أن تحل. وبدا أن هدف مؤسسة «اليسيا» اجتماعي وتعليمي وعلمي أكثر من مؤسسة «إل بولي»، وفقا لكلمات أدريا.

وعلى الموقع الإلكتروني للمطعم، أكد الطهاة أن «الدعم والتأييد الذي تلقيناه من فريقنا، ووسائل الإعلام، والقطاع المهني والأصدقاء الذين يشاطروننا الفلسفة نفسها، السبب وراء اتخاذنا هذا القرار».

والهدف من مؤسسة «إل بولي» هو أنها ستكون مكانا مشتركا لجميع عشاق فن الطهي «الطهاة، ومحترفي الطهي المنزلي والذواقة والمفكرين المبدعين والمتحمسين فقط لحلمنا.. وستكون بمثابة أرض خصبة للأفكار الجديدة والمواهب الجديدة، وسنتقدم سويا، يدا بيد، إلى الأمام».

وبإنشاء هذه المؤسسة، يكون لدى عشاق مطعم «إل بولي» ومطبخه أمل أخير في مواصلة الاستمتاع بإبداع الطاهي الإسباني. وكما أعلن أدريا على موقعه على الإنترنت فإن الهدف هو أن المطعم سيثبت مرة كل عام الإبداع في فن الطعام القادم من مطابخ ورش العمل التي تعقدها المؤسسة، على الرغم من أنها لم تحدد الطريقة التي سيتم بها اختيار العملاء وكيف سيتم تحقيق المذاقات التي يريدونها.. «وسيتم تقديم عينة من الإبداعات في فن الطهي، وهي ثمرة العمل الذي قام به فريق الطهي في المؤسسة، وذلك كل عام بدءا من عام 2014، في وقت محدد ولعدد محدد من الزبائن. وفي الوقت الراهن، لا يمكننا تقديم تفاصيل أكثر تحديدا، حيث إننا لا نزال ندرس النموذج الأكثر ملاءمة لهذا العمل الجديد».

وقد تكون الثمرة الأخيرة لهذه العملية هي الانتهاء من موسوعة كبرى للمطبخ المعاصر «ستكون بمثابة خلاصة كافية ومفصلة للأساليب المبتكرة، والدراسات حول المنتجات، والتطويرات الجديدة، والأساليب والمفاهيم التي أكدت تطور المطبخ خلال العقود الماضية».

ومع ذلك، لن تكون ورشة العمل حول فن الطهي هي المكان الوحيد الذي يريد مشاهير الطهاة في إسبانيا تعليم هذه الطريقة من الطهي فيه. وأثناء المقابلة التلفزيونية، سُئل أدريا حول دروس الطهي وعلومه في جامعة هارفارد، فأشار إلى أن تقديم فن الطهي في قاعات الدراسة في الجامعة يعد بمثابة «حلم» من شأنه أن يساعد على جعل عالم علوم فن الطهي متاحا بصورة أكبر.

* صحافية في «الموندو» الإسبانية متعاونة مع «الشرق الأوسط»