سورية تحطم الرقم القياسي بلوحة فسيفسائية من الحلويات الشرقية

الحلويات الدمشقية تدخل موسوعة غينيس

علبة الحلويات الشرقية الدمشقية الفسيفسائية التي دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية
TT

تمكنت في النصف الثاني من شهر يوليو (تموز) الماضي الحلويات الشرقية الدمشقية من دخول سجل غينيس للأرقام القياسية من خلال تسجيل أكبر رقم لعلبة حلويات شرقية في العالم وأجمل تصميم لها، حيث ظهرت الحلويات كلوحة فسيفسائية بشكل رائع الجمال وبألوان زاهية قدمتها شركة «حلويات السلطان» الدمشقية التي يتحدث مديرها العام سامر القصير لـ«الشرق الأوسط» عن هذا العمل الضخم من الحلويات ووصوله إلى موسوعة غينيس والمراحل التي مر بها قائلا: «عملنا منذ تأسيس شركتنا على التميز في طريقة تحضير الحلويات الدمشقية الشرقية بمختلف أشكالها وأنواعها، من البقلاوة حتى البلورية والمبرومة وغيرها، وكان زبائننا في دمشق يطلبون منا أشكالا مميزة من الحلويات العربية لمناسباتهم السعيدة وحفلات الزفاف، فقمنا في البداية (منذ عام 2002) بتصنيع علبة حلويات بطول مترين وعرض 80 سم ونرسم من الحلويات (طيرين) بلون أبيض وفي وسطهما قلب أحمر اللون مكتوب داخله اسم العروس والعريس وعش من العصافير وبيض حمام وكله من الحلويات، حيث يؤكل، وهذا جعلنا نقدم نموذجا جديدا وجريئا وغريبا عن واقع الحلويات العربية، فمن المعروف أنه تقدم الحلويات في علبة وتغلق ليضيف منها للمدعوين، فكان لنموذجنا الجديد والفريد في وقتها صدى كبير بين الناس، حيث نظر إليه الكثيرون على أنه لوحة فنية، والبعض لم يتجرأ أن يأكل منها معتقدين أنها بالفعل عبارة عن عمل فني تشكيلي حتى يقوم أصحاب المناسبة بتناول الحلويات أمامهم فيقتنعون هنا أنها ليست سوى حلويات شرقية ولكن بشكل ومنظر جمالي مميز، وفي عام 2008 دعينا إلى معرض لشركات الحلويات في فندق الـ(فورسيزنز) وشاركنا فيه بأكبر علبة حلويات شرقية في العالم في وقتها وعلى نمط ما كنا نفعله للمناسبات والأعراس، حيث وضعنا في العلبة طنا واحدا من الحلويات ووزن العلبة بشكل كامل 2,5 طن وبلغ طولها 22 مترا وعرضها 120 سم وبالفعل كانت أكبر علبة حلويات في العالم ولكن لم نوفق في الدخول إلى موسوعة غينيس، حيث لم تكن الاتصالات موفقة في هذا المجال، ولكن في العام الحالي وتحديدا في 14 يوليو الماضي دعينا للمشاركة في معرض دمشق الدولي في دورته الجديدة من قبل إدارة مؤسسة المعارض بعد أن شاهدونا في أحد المعارض في بداية العام الحالي، حيث قدمنا وردة شامية من الحلويات الشرقية بأبعاد 5 أمتار ومغطاة بغطاء يدار عن طريق التحكم عن بعد، فيفتح الغطاء الذي بدوره حرصنا أن يكون لوحة فنية خيالية على شكل أوراق خضراء من الحلويات أيضا وفي وسطها شكل لفراشة من الحلويات أيضا وعندما تفتح الوردة تظهر علبة الحلويات الشرقية ووزنها كان 300 كلغ بشكل جميل ورائع حيث تؤكل جميعها، وبعد هذه المشاركة حرصت إدارة المعارض على أن نكون حاضرين في معرضها لشهر يوليو فقررنا الحضور وكان لدينا وقت مقبول منذ بداية العام وحتى منتصفه لتحضير أكبر حلويات شرقية في العالم وعلى شكل لوحة فسيفسائية تدخل موسوعة غينيس ونحطم الرقم السابق الذي سجلناه في الـ(فورسيزنز)، فصنعنا علبة حلويات عملاقة تزيد 5 مرات ومترين على إنجازنا السابق الذي كان طول العلبة وقتها 22 مترا، بينما في إنجازنا الجديد الحالي بلغ طول علبة الحلويات 112 مترا وعرض 120 سم وتتخلل العلبة قناطر بعرض 220 سم ووزن العلبة الإجمالي أكثر من 12 طنا والوزن الصافي للعلبة يزيد على 4 أطنان قليلا وبلغ عدد القطع (606200) ستمائة ألف وستة آلاف ومائتي قطعة من جميع أنواع الحلويات الشرقية المصنعة من الجوز واللوز والفستق الحلبي والكاجو وغيرها (وكل قطعة لا تزيد أبعادها على 2,5×2,5 سم، وهذه من شروط إدارة غينيس لقبول عملنا الضخم)، كما بلغ عدد العاملين في إنجاز هذا العمل الضخم 80 عاملا وموظفا من شركة (السلطان) واستغرق إنجازها شهرين متواصلين وهذا كله بجهد محلي ونوعي حيث لم يفكر أحد في سورية من مصنعي الحلويات أن يحضر علبة يزيد طولها على نصف متر وقد أذهلت علبتنا العملاقة الكثيرين وكنا قد أعددنا لدخول غينيس من خلالها حتى لا يحصل معنا ما حصل في العلبة السابقة ذات الـ22 مترا فذهبت شخصيا إلى العاصمة البريطانية لندن والتقيت القائمين على سجل غينيس للأرقام القياسية واتفقنا على حضور مندوبهم منتصف يوليو لمعاينة العلبة العملاقة وشكلها الفسيفسائي النادر فلم يكن هدفنا الدخول فقط من خلال حجم العلبة الضخم بل أيضا من خلال أنها لوحة فنية مميزة بتصميم نادر حيث تم من قبل شركتنا، وبالفعل تم تسجيلها في سجل غينيس كأكبر لوحة فسيفسائية من الحلويات الشرقية في العالم، وهذا يعني أنها تتضمن إبداعا متميزا على مستوى العالم إضافة إلى الجودة، حيث جاء إلى دمشق القاضي التنفيذي من لندن إلى دمشق لمشاهدة العلبة العملاقة، وأذكر - يتابع قصير - عندما قدمت لإدارة غينيس في لندن صور نموذج للعلبة الفسيفسائية حيث بلغ طول النموذج المخطط وحده 16 مترا ونصف المتر وعندما شاهدوا الصور ذهلوا وقالوا لي مستغربين: هل هذا سيطبق لديك في الشركة؟ قلت لهم نعم. وقالوا لي عبارة جميلة وهي: أنت حولت الحلويات إلى فن. وحققنا بالفعل ما أدهش مسؤول سجل غينيس الموفد إلى دمشق وجميع من شاهد العلبة الفسيفسائية التي صممناها بعبارات ورسوم على الشكل التالي (وجميعها من أنواع الحلويات الشرقية): في البداية تظهر كلمتان بخط كبير (سورية الحبيبة) وبعدها كتبت في منتصف العلبة (سورية مهد الحضارات) وفي الرسومات في العلبة من الحلويات وضعنا العلم السوري بشكل يرفرف فوق العلبة وهناك الجامع الأموي التاريخي بتفاصيله الدقيقة وبعده يأتي تصميم لنموذج السيف الدمشقي الموجود في ساحة الأمويين بدمشق، وبعد ذلك هناك قلعة حلب بكل تفاصيلها المعمارية ومن ثم قلعة الحصن بمحافظة حمص وبعدها نموذج لنواعير حماة الشهيرة وصممناها بشكل موح بوجود مياه نهر العاصي الذي يدير النواعير، حيث ظهر جوز الهند الناعم هنا وكأنه النهر فعلا وبعد ذلك جاءت قلعة دمشق بلونها الأبيض الذي ظهر مؤخرا بعد ترميمها بينما حافظنا على لون قلعة الحصن الغامق لكونها لم ترمم كحال قلعة دمشق، ثم مدرج مدينة بصرى الشام الأثري، أي ركزنا على إظهار هذه المواقع التاريخية والسياحية بشكلها الحالي وبألوانها الحقيقية كما هي وباستخدام الإيحاء بحيث يشاهد الزائر النموذج منها من الحلويات وكأنها كما هي في الواقع، وفي وسط العلبة وضعنا أيضا شعار موسوعة غينيس كما هو ومن الحلويات حتى إن مندوب غينيس أعجبه كثيرا وقال لي: يظهر الشعار في العلبة ومن الحلويات أجمل من الصورة. وبجانبه وضعنا شعار شركتنا وهو عبارة عن الأعمدة التدمرية الأربعة ثم شعار معرض دمشق الدولي، وفي نهاية العلبة وضعنا باقة من الورد الجور الدمشقي الأحمر وختمنا العلبة بحيث تفتح من خلال ريموت كونترول وزنه وحده 100 غرام وعندما يكبس زره يفتح غطاء العلبة الذي وزنه طنان ويغلق بزر آخر من الريموت كونترول أيضا». وحول المواد المستخدمة في التصنيع قال قصير: «هناك عجينة خاصة للحلويات مزجت مع المكسرات الثمينة وأضيفت إليها صباغات صحية لتأخذ الألوان شكلها الطبيعي، والبعض من الزوار لم يصدقوا أن ما يرونه حلويات تؤكل وصاروا يلمسون قطعها بيدهم ليتأكدوا أنها فعلا حلويات، والبعض منهم تعب وهو يحاول مشاهدتها جميعها، حيث سيسير مشوارا لأكثر من مائة متر ليشاهد كل جزء وقطعة منها بشكلها الفسيفسائي وزخرفتها الفنية ومناظرها الفريدة».