طبق «اسباغيتي التاكو».. بدعة تلفزيونية حولته إلى أكلة شعبية

من مزحة إلى طبق شهي يعشقه الأطفال

TT

لقد بدأ طبق «اسباغيتي التاكو» كمزحة، خلال إحدى حلقات مسلسل «آي كارلي» الذي يذاع على محطة الأطفال الأميركية «نيكلوديون»، حيث قام الأخ الأكبر غريب الأطوار للشخصية الرئيسية في المسلسل، الذي كان يدعى سبنسر، بإعداد العشاء، وبتسليط الكاميرا على الطبق الذي أعده ظهر أنه يتكون من معكرونة اسباغيتي مضاف إليها صلصة حمراء موضوعة بين طيات شرائح خبز التاكو. ما الذي يمكن أن يكون منفرا أكثر من ذلك؟

وعندما طلب الطفل جوليان ستيوارت بيرنز، ذو الثماني سنوات، من والدته أن تعد له طابق «اسباغيتي التاكو» ذات ليلة، ابتسمت والدته جنيفر بيرنز، وهي أم لثلاثة أولاد وتعيش في مدينة بروكلين، وقالت: «اعتقدت أنه يمزح، لكنه ظل يردد طلبه».

استسلمت بيرنز أخيرا - مثل الآلاف من الأمهات الأخريات - وقامت بإعداد هذا الطبق الغريب في حفلة عيد ميلاد جوليان.

وقد أصبح هذا الطبق الآن جزءا من المطبخ الأميركي الخاص بالأطفال، مما شجع عددا كبيرا من المقلدين والمخترعين في جميع أنحاء البلاد على تنفيذه. وبسبب إعادة بث المسلسل الذي يعرض الطبق، والحديث عن الطبق على الإنترنت وبين الأطفال خلال حفلات النوم وتناقل اسمه بين الأطفال الأميركيين غدا طبق «اسباغيتي التاكو» من أكثر الأطباق انتشارا، خاصة بين الأطفال الذين يقل طولهم عن خمسة أقدام ويعيشون مع والدتهم.

وامتلأت مدونات الأمهات ومواقع الطهي على الإنترنت بعشرات الوصفات من الآباء والأمهات الذين واجهوا مشكلة كيفية إطعام أبنائهم هذا الطبق الغريب الذي أصبح ذا شعبية كبيرة. وقد حازت الصفحة المخصصة لهذا الطبق على موقع الـ«فيس بوك» أعجاب أكثر من 1200 شخص.

وهناك وصفة من طبق «اسباغيتي التاكو» في صورة حلوى مصنوعة من مزيج من الشوكولاته والكريم الأبيض ومربة الفراولة؛ وصفة أخرى مغطاة بنبات غواكامول، ونوع آخر مضاف إليه نكهة صلصة الطماطم المكسيكية، وعلى موقع مدون ولاية رود آيلاند جين ماكير «بيرفوت كيتشين ويتش»، توجد وصفة أخرى على موقع spaghettitacos.com يستخدم فيها السجق الإيطالي والفلفل.

ويستخدم إد دزيتكوا، وهو أب من مدينة وودبري، بولاية كونيتيكت، شرائح خبز التاكو كبيرة الحجم لتناسب وضع كمية أكبر من معكرونة الاسباغيتي. وتقوم شيريل ترومبيتا، وهي جدة من مدينة سيكوكس، بولاية نيوجيرسي، بإعداد طبق «اسباغيتي التاكو» كلما طلبه منها حفيدها ذو الخمس سنوات. ونشرت سيدة من مدينة لينكولن بولاية نبراسكا وصفة جديدة لطبق «اسباغيتي التاكو» التي تستخدم فيه صلصة اللحم على موقع Food.com، وقالت إن الفضل في هذا الاختراع يعود إلى ابنها ذي السبع سنوات. بينما تقوم كارين بيترسون، وهي أم لطفلين تقطن مدينة راي بولاية نيو هامشير، بقلي شرائح خبز التاكو وتقسيم الاسباغيتي إلى الثلثين لجعله يناسب بسهولة الشرائح.

أما بيترسن، التي تصف نفسها بأنها «خبيرة بالطهي»، والتي تقول إنها قامت بإعداد هذا الطبق عدة مرات لابنتها ذات الأحد عشر ربيعا، والتي تدعى أميليا، فتقول: «من الواضح، أن هذا الطبق ينتشر بسرعة مثل الفيروس».

وبعد رؤيته على الشاشة، قامت أميليا بإعداد طبق «اسباغيتي التاكو» خلال إحدى حفلات النوم عند إحدى صديقاتها هذا العام ثم طلبت بعد ذلك من والدته أن تقوم بإعداده لها.

وتعترف إميليا قائلة: «إن المزج بين معكرونة الاسباغيتي وخبز التاكو غريب. لكنه في الواقع له مذاق جيد جدا. لقد أصبح من الأطعمة المفضلة لدي. وأعتقد أن الأطفال يحبون هذا الطبق لأنهم يعتقدون أنه من الجميل أن يكونوا مثل شخصيات مسلسل (آي كارلي)، لكن السبب الحقيقي هو أن هذا الطبق له مذاق جيد جدا».

وبالنسبة إلى الذين يريدون الإلمام بالموضوع، فإن «آي كارلي» تدور حول فتاة في سن المراهقة قام بتربيتها شقيقها، الذي يقدم برنامجا أسبوعيا لصالح الشبكة بالتعاون مع أصدقائها. ولا يبدو أن أحدا أكثر استغرابا لشعبية طبق «اسباغيتي التاكو» الواسعة أكثر من منتج مسلسل «آي كارلي»، دان شنايدر، الذي اخترع الطبق منذ ثلاث سنوات.

وفي هذا السياق، يقول شنايدر: «لقد كانت مجرد مزحة صغيرة وردت على ذهني في إحدى الحلقات. ثم تحولت هذه المزحة إلى مزحة شهيرة. والآن، أصبحت طبقا يقوم الناس بإعداده في الواقع».

أما بالنسبة إلى روبرت طومسون، أستاذ الثقافة الشعبية بجامعة سيراكيوز، فإن السؤال ليس لماذا يطلب الأطفال طبق «اسباغيتي التاكو»، ولكن لماذا لم يطلبونها بسرعة.

«هذا المزيج يبدو أنه حتمي، مثل المزيج الذي يجمع الشوكولاته وزبدة الفول السوداني. ينبغي أن تكون الدهشة أن «آي كارلي» أخذت وقتا لكي تدخل في بوتقتنا الثقافية. وطبق (اسباغيتي التاكو) جعل أكل معكرونة الاسباغيتي في السيارة ممكنا، إنه تطور تكنولوجي مهم جدا. فأنت لا تحتاج حتى إلى طبق لتناوله».

وقال طومسون إنه ربما يكون أقرب ما يعادل ثقافة البوب - هذا هو، الأداة التي صنعتها المسرحية الهزلية التي انتشرت في العالم الواقعي – فيستيفيوس وهو بديل لعيد الميلاد تم تقديمه عام 1997 في إحدى حلقات مسلسل «سينفيلد».

وقال شنايدر إنه جاء بفكرة طبق «اسباغيتي التاكو» أثناء كتابة الحلقة الأولى للموسم الجديد، التي بثت في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2007، وقد وجد سبنسر نفسه خلال هذه الحلقة في المطبخ. وأوضح: «سبنسر هو فنان ونحات، لذلك لن يقوم بإعداد دجاج مشوي لتناول العشاء».

وقد أعيد تكرار هذه المزحة في خمس حلقات أخرى، ولكن الذي دفع بهذا الطبق إلى الصدارة هو برنامج أعد خصيصا عنه - وهو عبارة عن مسابقة في الطهي بين كارلي وطاهٍ مجنون اسمه ريكي فلايم - وتم عرض هذا البرنامج في سبتمبر (أيلول) 2009.

وكانت بيرنز، الأم التي تعيش في بروكلين، من أوائل الذين تبنوا هذا الطبق، حيث قامت بإعداده بعد نحو ثلاثة أشهر من أول عرض له.

وتتذكر بيرنز ذلك قائلة: «كان هناك ستة أولاد سيتناولون العشاء، وسألت جوليان: ماذا تريد أن تأكل؟ فقال: (اسباغيتي التاكو)». واستغربت قالت له: «هل أنت متأكد؟».

وجوليان، الذي يبلغ عمره الآن عشر سنوات، لم يكن قد تناول هذا الطبق من قبل ولم يسمع به من أي شخص آخر سوى سبنسر بطل مسلسل «آي كارلي». وقال جوليان: «لكن، كنت أريده فقط لأنه كان يبدو لذيذا وممتعا حقا. إنه حقا لذيذ، فهو يحتوي على اثنين من الأطعمة المفضلة لدي، خبز التاكو والاسباغيتي».

وقد تناول الطبق كل الأطفال الذين شاركوا في الحفلة، حتى صديق جوليان صعب الإرضاء هنري.

وقالت بيرنز: «ساندويتش الفول السوداني بالكريم والجيلي، هذا هو المرجع لهؤلاء الأطفال. لقد صدم والدته».

والأولاد، الذين استمتعوا بتناول هذا الطبق خلال احتفالات عيد الميلاد في الثلاث سنوات الماضية، يتنافسون الآن على من الذي سوف يأكل أكثر من هذا الطبق. وقد فاز صبي يدعى جاك هذا العام بالمسابقة بعد أن تناول خمسة أطباق من «اسباغيتي التاكو». وقد علقت بيرنز على ذلك قائلة: «لقد اعتقدت أنه سوف يصاب بالإعياء بسبب ذلك».

خلال المرة الأولى التي أعدت أسرة بيرنز هذا الطبق، قام زوجها بإعداد صلصة محلية الصنع. وقالت بيرنز: «لكني قلت: هذا ليس له لزوم. أنا لا آكل منه».

الآن، تقوم بيرنز بإعداد برطمان من صلصة الطماطم.

حتى بيترسن، الأم التي تسكن في نيو هامشير والتي تقوم بطهي الرقائق، تقول إنها تستخدم الصلصة الجاهزة.

وتقول وهي تبتسم: «أن أقوم بطهي خبز التاكو».

وسوف تقوم إميليا باستخدام خبز التاكو وبعض المواد التي توضع فوق طبق «اسباغيتي التاكو» للتزيين: مثل الطماطم وأوراق الخس والبصل. ولم تجرب أميليا الأفوكادو حتى الآن لكنها تتطلع إلى القيام بذلك.

وفي الغالب، فإن بيترسن ستقوم بإعداد طبق «اسباغيتي التاكو» عندما يقوم أصدقاء أميليا بزيارتها.

وتقول بيترسن: «إنهم يتأثرون بصورة كبيرة بما تبثه وسائل الإعلام. إنهم سوف يقومون بعمل برنامج (آي كارلي) الخاص بهم في غرفتها، ثم يخرجون ويتناولون (اسباغيتي التاكو). إنه أمر نقوم به».

ويقول شنايدر إن ظاهرة انتشار طبق «اسباغيتي التاكو»، تناسب روح «حاول القيام بذلك في المنزل» الخاصة ببرنامج «آي كارلي»، الذي يشجع ومن ثم يستخدم التمثيليات والأعمال التي يقوم بها الشباب الذين يشاهدون البرنامج. وقد امتدت هذه الفلسفة الآن إلى المطبخ.

وقد يتجاوز بعض الأطفال آباءهم تماما ويقومون بإعداد الطبق بأنفسهم. وتقوم إيما سانت جون، ابنة العشر سنوات، من سكان مدينة مونتكلير بولاية نيوجيرسي، بإعداد طبق «اسباغيتي التاكو» منذ يناير (كانون الثاني) عندما تناولته لأول مرة في حفل إحدى صديقاتها.

يمكن أن تبدأ بعلبة من صلصة الطماطم ثم تضيف «قليلا من هذا وقليلا من ذلك»: مسحوق فلفل حار وقرفة وزيت كاري سنغافوري وصلصة صويا ومسحوق ثوم والتوابل. ويقوم والدها بمساعدتها في تسخين شرائح خبز التاكو في الفرن وغلي الاسباغيتي، ثم تقوم هي بالباقي.

وتقول إيما: «إن الجميع يحب ذلك الطبق،» حتى شقيقها إيثان البالغ من العمر 13 ربيعا. وخلال الأسبوع الأول من بدء الدراسة، يقومون بتناول معكرونة التاكو خمس مرات. ويقول والدها ألين: «من الجيد للأطفال العودة إلى المنزل بعمل شيء يتطلعون إليه».

وقال الكاتب شنايدر إنه يخطط لدعوة بطل برنامج «آى كارلي» إلى بيته لإعداد حلقات جديدة في الأشهر القليلة المقبلة، وحتى يتمكن من تسجيلها ونشرها بعد ذلك على حسابه الخاص على موقع يوتيوب. والنسخة الجديدة التي تحتوي على سعرات حرارية ودهون قليلة أعدتها زوجته، ليزا ليليان الذي يتمتع برنامجها «هانغري جيرل» لمحبي الوجبات الخفيفة والذين يخافون من زيادة الوزن. وتقول ليليان: «لم يسبق لي أن تذوقت النسخة الأصلية من هذا الطبق».

وتقول كامي وارد مويس، وهي أم من هيوستن التي تعرض طبق «اسباغيتي التاكو» على موقعها الخاصب الأبوة والأمومة (موموز ماتريل) تحت عنوان «ليلة عشاء مجنونة»، إنها ليست فقط تعد هذا الطابق لأولادها، لكنها أيضا تستمع بتناوله. وتضيف قائلة: «إنه طبق عظيم لإعداده، خاصة عندما تكون هناك معارك حول الطعام في المنزل. إنها طريقة ممتعة لجعلهم يتحمسون لتناول الطعام».

ويحب أطفال مويس: تايلور، (11 عاما)، ومايلز، (9 أعوام)، هذا الطبق: «إنه شيء يقوم بإعداده شخصيتهم المحببة. إنهم يحبون (آي كارلي)، وسوف يتناولون أي شيء ربما يظهر البطل وهو يتناوله».

قالت مويس: «الآن، علينا فقط إقناعها بإضافة القنبيط إلى خبز التاكو».

* خدمة «نيويورك تايمز»