البان كيك.. الأخ الأميركي للكريب الفرنسي

وجبة كل الأوقات

TT

إذا كان البان كيك الأخ الأصغر سنا للكريب الفرنسي فذلك لا يعني سوى أن المطبخ الأميركي هو مطبخ المهاجرين وليس مطبخا أصيلا. هو بالأحرى مطبخ مركب من مطابخ الآخرين، كالفرنسي والإنجليزي واللاتيني واليوناني والإيطالي والصيني وهكذا.

بيد أن هذا المطبخ الهجين تفوق على غيره من المطابخ الضعيفة عالميا، وأصبح عدد من أطباقه يضاهي تلك الأطباق في نسخها الأصلية، كما أصبح يضاهي في شهرته الأطباق المماثلة في منبعها ومكانها وموطنها. أسهم في ذلك الانتشار المبالغ فيه والمسنود برؤوس مال كبرى مثل سلسلة المطاعم الشهيرة «ماكدونالدز»، التي على سبيل المثال لا الحصر، باتت ومنذ مدة غير وجيزة تقدم فطورا على الطريقة الأميركية أحد أبرز عناصره البان كيك. وهذه السلسلة من المطاعم تستهوي الأجيال الصغيرة في الغالب مما يعني أنها تدخل في ذاكرتهم هذا النوع من المأكولات على حساب الأصناف الأصيلة، التي هي جزء من ثقافتهم.

والحق أن البان كيك، ليس أميركيا بالمعنى الدقيق للكلمة بقدر ما هو أوروبي المنشأ، إذا دققنا مليا في مكوناته. إذ يعود ابتكاره وإدخاله إلى كندا على يد الألمان الذين هاجروا إلى العالم الجديد في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وهو حتى اليوم يقدم إلى جانب sirop de maple وهو منتج كندي خالص. ووجوده إلى جانب البان كيك يؤكد طبعا أنه ليس مطبخا أميركيا بالكامل. فحتى هذا النوع من السائل الذي يرافق البان كيك قادم من غابات كندا التابعة لكيبيك الفرنسية. وهناك ما زال يقدم الكريب بمرافقة هذا السائل الطبيعي العجيب الذي يأتي من أشجار تنمو في منطقة الشمال الشرقي لكندا، كما يقدم البان كيك إلى جانب كافة أنواع المربات وهذا أيضا بحسب عادة فرنسية تقليدية بالكامل.

كل ما سبق لا يعني أن البان كيك غير جيد أو لذيذ. بل على العكس، لكنه والحال هذه لا يتكئ على تاريخ ثقافي كالذي يتمتع به الكريب الفرنسي الذي يعود عمليا إلى الحقبة الرومانية. وهو إن خضع لتطويرات لناحية ما يرافقه من مكونات، خاصة الشوكولا، فإنه حافظ على نفس مكونات التحضير باستثناء الفانيليا التي دخلت عليه منذ مائتي عام فقط. أما ما تبقى من مكونات فيعود في صيغتها الحالية إلى ما يقارب الألف سنة وأكثر. وهو داخل في عمق الثقافة الفرنسية التي تعتمد كثيرا على ثقافة المقاهي منذ ما يزيد على أربعة قرون خلت، واليوم أصبح له محلات خاصة تقدمه، وله أبعاد عاطفية كثيرة لأنه يمثل من ناحية عمقا ثقافيا مهما، ومن ناحية أخرى، اجتماع الناس خارج منازلهم كطريقة للانخراط في المجتمع العام. ففي أوروبا نادرا ما يوجد شعب يحترم فكرة البقاء خارج المنزل كالفرنسيين، ربما باستثناء الإيطاليين الذين يساعد مناخ بلادهم على ذلك.

أما البان كيك، وباستثناء «ماكدونالدز» فإنه لا يقدم في فرنسا أو في عموم أوروبا إطلاقا. وهو مقتصر على التحضير في المنازل، هذا إلى جانب أن معظم الناس لا يعرفون طريقة تحضيره.

* البان كيك:

* طريقة تحضير تكفي لنحو عشرين قطعة.

* المكونات:

250 غرام طحين ملعقة سكر ملعقة كربونات الصودا ملعقة من خميرة القمح ثلاث بيضات 30 غرام زبدة الحلو نصف لتر حليب رشة ملح 30 غرام زبدة كاملة الدسم طريقة التحضير:

يؤمن بالدرجة الأولى مقلاة بقطر عشرة سنتيمترات.

يخلط الحليب والزبدة والبيض ويضاف إليهما الطحين والمكونات الأخرى لكي يصبح الخليط سائلا، ثم يترك لمدة نصف ساعة تقريبا لكي يخمر ومن بعدها يوضع على دفعات في المقلات الموجودة على النار، التي عليها أن تكون ناشفة كليا.