الطبخ فن شأنه شأن الإبداعات الإنسانية كالشعر والرسم، له عظماؤه ومشاهيره.. وله مذاقاته، وكلمة «ذوق» بمعناها الواسع تشتمل على إحساسنا بالجمال، فالذوق في السمع هو الشعر، وفي النظر هو الرسم، وفي اللمس هو النعومة، أما الذوق في الطعام فهو تناغم المذاق والشكل واللون والرائحة في (قصيدة واحدة) نقدمها، ونستنطقها، وننشدها عبر مذاقات متناغمة في أطباق متعددة.
بهذا بدأ عمر اليوسف مدير الطعام والشراب في مطعم «سعد الدين» أحد أعرق المطاعم في العالم العربي يتحدث لـ«الشرق الأوسط»، التي يتابعها ويتابع فيها بشغف ملحق «مذاقات» غير المسبوق في الصحافة العربية والدولية، وهو يحمل شعار: «عندما يطيب المذاق»، مضيفا: «في مطعم (سعد الدين) نسعى جاهدين لإيجاد هذا التناغم في المذاق والشكل واللون والرائحة، حيث المذاق هو العنوان، والذوق الراقي هو الميزان».
ويشير اليوسف إلى قوله: «في مطعم (سعد الدين) بعد سبعين عاما على انطلاقته، حرصنا أن يكون التناغم الرائع بين النكهات المختلفة، بأن نجعل من كل طبق قطعة فنية متفردة، بل يمكن القول: في المطعم تمتزج الحضارات وتتلاقى من خلال الاختيار الفذ لمجموعة من الأطباق العالمية التي نغنيها بلمسة شرقية، دون المساس بخصوصيتها».
فخامة الأطباق الفرنسية وحسن تقديمها.. وفرة وغنى المطبخ المغربي.. الأطباق المكسيكية التي تفيض بالكرم اللاتيني وطباعه الحارة.. طقوس المطبخ الصيني.. المعجنات الإيطالية.. تنوع مقبلات المطبخ الشرقي وكرمه.. كل هذا وفرناه في مطعمنا، لقد انتقينا لكم من كل ذوق مذاقا.. نقدمه لكم بحفاوة بالغة، من لحظة الاستقبال حتى لحظات المغادرة التي نحرص دوما على أن تكون وعدا لتجديد اللقاء.
* وهل يتجدد اللقاء؟
- هذه الأجواء الحانية التي توفر الراحة والخصوصية والمذاق الجيد، والنكهة المميزة التي تتجلى في إيماءات الرضا وسمات الإعجاب، المغلفة بعبق الروائح المنبعثة من الأطباق الشهية ألا تبعث على تجديد اللقاء؟!
* اشتهرتم بالحلويات لا بالأطباق التي تُقدّم كمأكولات؟
- المطعم عمره 70 عاما، لدينا 40 فرعا، منها 34 فرعا في السعودية، و3 فروع في كل من البحرين والكويت، ولدينا خطة للانتشار في الخليج، نحن «ملك الحلويات»، ومأكولاتنا لها صفة التميز، ونحن في القمة المتقدمة وصُنفنا من مطاعم الـ5 نجوم.
* شهرتكم جاءت من الحلويات أم من المأكولات التي تقدمونها كأطباق؟
- من كليهما، وشهرتنا جاءت من تميزنا، ومن خلال الحفلات الخارجية التي هي نتاج عنايتنا بتحضير المأكولات والحلويات بالطريقة الآمنة، لقد حرصت إدارة المطعم على وضع أنظمة خاصة تتعلق بالطهاة والعاملين فيه، كما أننا نولي عناية فائقة في اختيار المواد الأولية من لحوم طازجة وخضار وفواكه وجبن وألبان وغيرها، والتأكد من مطابقتها للشروط الصحية الصارمة التي نتقيد بها من حيث اللون والرائحة والشكل الخارجي، مطعمنا هذا الذي انطلق منذ أكثر من عقد لم تسجل فيه حالة تسمم، لحرصنا على أعلى مستوى من النظافة، وأيامنا كلها مواسم، خدماتنا الخارجية تصل إلى كل مكان، وشعارنا مهما كانت المناسبة.. وليمة أو احتفال فليس عليكم سوى الاتصال، كما يمكننا خدمة أكثر من ألفي شخص وذلك خلال عشر ساعات من تلقي الاتصال، لتأمين وجبات على حسب الذوق والطلب.
* بماذا تتفردون في ظل وجود منافسة بين المطاعم؟
- نتميز بتقديم جميع المأكولات الشرقية والغربية والصينية، الكبة والسمبوسة واللفائف المختلفة والمقبلات، والمشاوي، وأطباق فرنسية وإيطالية ومكسيكية وصينية متنوعة، القائمة طويلة كلها «مذاقات» ترضي جميع «الأذواق».
تسبق أطباقنا الشهيرة تقديم جميع أنواع السلطات؛ بدءا بالسلطة الخضراء التي تقدم مع زيت الزيتون والخل، والحامض، وسلطة الجرجير مع الليمون، وسلطة السيزر، وسلطة أرض شوكي، وسلطة الموناليزا، وسلطة وولدروف، وسلطة الفاصوليا، والتوسكا، وسلطة التونا مع الخس.
أطباقنا المشهورة تبدأ من المقبلات الباردة والساخنة؛ من شوربة الشيف والحمص والمتبل والبابا غنوج والفتوش وورق العنب والفول بالزيت والبطاطس بالزيت والبهارات واليانسون والفاصوليا بالثوم والزيت وسلطة السبانخ وسلطة الشمندر وفتة الباذنجان، مرورا بالساندويتشات المختلفة بالدجاج والديك الرومي والربيان بالمايونيز، والتونا بالخضار والأعشاب، والباذنجان المشوي، ثم المشاوي من أوصال وشيش طاووق، وكباب حلبي، ودجاج صنوبر، وفري مشوي، وجمبري ملكي مشوي مع صلصة الثوم والجبن، والاستاكوزا المشوي والمتبل بالشبت والليمون، والهامور المشوي مع صلصة الزنجبيل والتوابل، وريش مشوية، والمشاوي المشكلة من كباب دجاج ولحم وشيش طاووق، وأوصال، كما نتميز بأطباق اللحوم الخاصة مثل الشرائح الاسكوتلندية من خلال طبق أيرلندي بخل التفاح والجرجير وزبدة الثوم والفلفل الأسود، والميزاليكا دي، وهي عبارة عن خلطة من اللحوم البيضاء والحمراء والربيان مع صلصة البندورة والثوم، وفيليه العجل والربيان مع صلصة المتردوتيل والثوم، وفيليه مع صلصة البرتقال، ومع صلصة الكاري واللوز، وفيليه منيون مع المشروم، واسكالوب جوردان بلو، واسكالوب فينواز بانيه، وأطباق دجاج خاصة مثل صدر الدجاج بالأعشاب الذي يقدم مع الأرز والزعفران والخضار، وفاهيتا دجاج مع القريدس على الطريقة المكسيكية، والدجاج بالليمون والزبدة، ودجاج «سعد الدين» الخاص بتتبيلة حارة، كما أن أطباقنا تتضمن أكلات بحرية كالأسماك بالصلصة والثوم والفلفل، والهامور المشوي مع الربيان، وربيان بالأعشاب «سويته»، وربيان بروفنسيال مع صلصة الطماطم والزعتر، وربيان مع الفاصوليا والزنجبيل، وربيان مع الدجاج والفلفل المشوي وربيان مشوي داخل قشرة الأناناس، وربيان مع كاجو دخل قشرة الأناناس، وهامور فيليه، وفواكه البحر، وسالمون مدخن بالأعشاب، وإضافة إلى كل ذلك نقدم الكبة اللبنانية والمشاوي والمفطح السعودي، والكسكس المغربي، والمفتول الفلسطيني، والمنسف الأردني والمسخن الفلسطيني ونحرص على اختيار الزيوت غير القابلة للتأكسد، مثل زيوت الفستق والسمسم وزيت الزيتون وزيت الصويا، ونقوم بتأمينها من خلال موردين داخل السعودية وخارجها، كما أن المواد الداخلة في الطبخ يتم تأمينها بالشراء المباشر من السوق طازجة. المطاعم توفر للضيف كل ما يطلبه من مأكولات عالمية، ولعل التميز هو في الحفلات الخارجية، ومنع التدخين داخل مطعمنا، وأيامنا كلها مواسم.
ونتميز أيضا بالحلويات الشرقية أو العربية والغربية فلدينا أنواع من الشوكولاته لافتة؛ صناعة وخدمة وتغليفا، فنحن رواد في صناعة الحلويات التي كانت انطلاقة اسمنا، مما أطلق علينا «ملك الحلويات»، ولدينا حلاوة بالجبن والمفروكة الطرابلسية والكنافة بالجبنة والبوظة العربية، وأم علي، وفطيرة التفاح الساخنة مع بوظة فانيليا، والتشيز كيك بالفراولة، والتيراميسو مع صوص الشوكولاته والقهوة، والمانجو موس مع صوص المانجو، بالإضافة إلى الأطباق التقليدية التي تقدمها حلويات سعد الدين لأصناف من البقلاوة والكنافة والقشطيات والحلويات المغربية والمعمول بالتمر والفستق والجوز، والمكسرات والبسبوسة والمقالي والتمريات، بالإضافة إلى عصائر مختلفة ومشروبات ساخنة مميزة.
وراعينا في أطباقنا وحلوياتنا مرضى السكري والضغط، من خلال تقديم أطباق مدروسة، بتقديم أطباق ومعجنات وساندويتشات تراعي الظروف الصحية لطالبيها، فالمشاوي تقدم من دون ملح ومن دون دهون، واللحوم الحمراء والأسماك مشوية، والبطاطا مشوية، والخضار الصينية صحية، كما يضاف إلى كل ذلك زيت الزيتون.
ويشير مدير الطعام والشراب في مطعم «سعد الدين» الذي يتخذ من شارع الثلاثين في الرياض، أحد أعرق شوارع العاصمة، مقرا له إلى أن هذا الحضور في السوق السعودية والخليجية للمطعم أبرز خطة تبناها المدير العام علي سعد الدين لإنشاء مجمع يحمل اسم المطعم، يشمل مطاعم وصالات للحفلات الكبرى وأقساما للحلويات، وكل ما يلزم لحفلات الزيجات ومستلزمات العرسان وضيوفهم بتقديم خدمة فندقية راقية، مع إنشاء مركز لتدريب العاملين.