«طاولة».. مطعم قلب الطاولة على الأسلوب الغذائي العصري في لبنان

فتة الباذنجان البقاعية والكبة الزغرتاوية والمجدرة الصفرا الجنوبية من اختصاصه

TT

اذا قصدت مدينة بيروت اخيرا وانت مشتاق لتناول طبق لبناني اصيل يذكرك « بطبخة الام» لا بـد و ان تـزور مطعـم « طاولة» الواقع في منطقة وسط بيروت وفي التحديد في شارع مار مخايل قرب جسر الحديد لصاحبه كمال مذوق.«فالطاولة» اخذ على عاتقه تقديم اطباق لبنانية عريقة وصحية مصنوعة من الخضار والحبوب الطبيعية organic لا يدخلها اي مواد حافظة او كيمائية وما شابه.

المطعم تابع لسوق الطيب الذي اشتهر بالمونة اللبنانية على انواعها والتي حضرت بتفان من ايادي ربات منازل ذواقة في هذا المجال.فتبهرك بطعم «دبس الرمان» و«ماء الزهر»و”ماء الورد”ومربيات التين والسفرجل والمشمش وغيرها من اصناف المونة اللبنانية التي اعتاد اللبناني اقتناءها في منزله من عام الى اخر.

ففي ديكور بسيط يتلون بطاولات الخشب وكراسي الخيزران يطل عليك مطعم «طاولة» لتشعر اول ما تطأه قدماك بالنظافة.ولتتسلل الى انفك روائح الطعام التي لطالما اشتقت لتناولها من يدي والدتك او جدتك بعدما اصبح نادرا من يحضرها في زمن الـ«فاست فود».فاذا شعرت بالجوع وحلمت بطبق فول بالزيت او برغل بدفين او قرنبيط بالطحينة وغيرها من الاكلات التي نادرا ما تتناولها في المطاعم العادية ما عليك سوى التوجه الى مطعم «طاولة» لتلقي نظرة يسيل لها اللعاب وانت تتفحص لائحة الطعام المخصصة لكل اسبوع فتختار الاطباق التي تتناسب وعصافير بطنك فتتلذذ بتذوقها مع كوب من عصير الليموناضة البترونية الشهيرة.

فكمال مذوق الذي قلب الـ”طاولة”على رؤوس المطاعم الاخرى اراد من خلال مشروعه هذا ان يؤمن لللبناني اللقمة الطيبة والمحضرة يوميا من قبل “شيف” او ربات منازل جاؤوا من مختلف المناطق اللبنانية ليقدموا للزبائن الاطباق المعروفة في بلداتهم وقراهم مثل الصفيحة البعلبكية والكبة بشحمها الشمالية وكبة المردكوش الجنوبية وفتة الباذنجان البقاعية والبامية بالزيت الشوفية وما الى هنالك من فتة مقادم ومحاشي وصيادية ومغربية وغيرها.

وتقول سوزان الدويهي الاختصاصية في تحضير اطباق الكبة الشمالية على انواعها وخاصة الزغرتاوية :هناكخمسة انواع كبة في منطقتنا مثل حمص الكبة والقرص الزغرتاوي والكبة بالصينية والكبة النية والكبة العادية.وتضيف: مطعم «طاولة» يخولك ان تتنقل بين منطقة واخرى من خلال اطباقه فتأكل القرص الزغرتاوي الدسم وانت تجلس وسط بيروت.

اما «الشيف»جو برزا من مدينة صور فهو تاثر بطعام والدته وفي كيفية تحضيره تخرج من مدرسة الفندقية ونال فيما بعد الميدالية الفضية من جمعية الطهاة (gastronomie group) في الصالون العالمي للطبخ الذي جرى في لبنان لعامين متتاليين 1995-1996 ثم نال ميداليات عن تحضيره للاطباق الباردة والمازة اللبنانية وميدالية الشرف عن تحضير السندويش الاوروبي عام 2003.

واليوم وضع خبراته في الاطباق التي يحضرها في مطعم «طاولة» والمستوحاة من مدينة صور الجنوبية العريقة وبينها «المجدرة الصفرا » و«السمكة الحرة »وغيرها من الاطباق المعروفة في منطقته.

اما من مدينة طرابلس فتطالعك جوزفين غالب اسبوعيا باطباق طرابلسية لطالما افتقدتها المائدة اللبنانية الحديثة مثل«يخنة الدجاج بالبرغل»و«الكفتة باللبن»و«اللحم بعجين»الطرابلسية و«القرنبيط بالطحينة» مع طبق الحلويات«ليالي لبنان»الذي ينفرد “طاولة”في تقديمه.

ويخصص «طاولة» دوام الليل للمناسبات الخاصة فلا يستقبل الزبائن الا على موعد وحجز سابقين للاحتفال بولادة او بزفاف او خطوبة.وتقول نهاد ساسين وهي ربة منزل في العقد السادس من عمرها انها تقصد «طاولة»في كل مرة قرات لائحة الطعام الاسبوعية للمطعم ووجدت فيها طبقا تحن الى تذوقه منذ فترة وتضيف:”كل شيئ في هذا المطعم يشعرك وكأنك في منزلك بدءا من الديكور البسيط والجلسة الحميمة وصولا الى بوفيه الطعام المعروض امامك والذي فيه ما لذ وطاب من اكلات لبنانية عريقة نفتقدها في هيامنا الحالية.اما عمر جميل والذي خصص يومان من الاسبوع لتناول الطعام في «طاولة»انه وجد فيه ما افتقده من طهي والدته الراحلة.ولذلك فهو يغتنم فرصة ساعة الفراغ التي في دوامه ظهرا ليتناول فيها طبقا بيتوتيا عريقا ك«الكوسى محشي» و«المجدرة» و«الفتوش بدبس الرمان».ويؤكد صاحب “طاولة”كمال مذوق ان الخضار والفواكه والحبوب المستخدمة في صناعة اي طبق بالامكان تفرقتها بسرعة عن تلك التي نشتريها عادة فرائحتها شهية وحجمها اصغر وطعمها اطيب ومختلف.وان الزبون باستطاعته ان يختار طبق اليوم وسعره 15000الف ليرة لبنانية(ما يوازي ال10دولار) او ما يرغب من عدة اطباق يتضمنها «البوفيه» المعروض امامه مقابل 45000الف ل.ل.(ما يوازي ال30دولار).ويصر مذوق حتى الان عدم تامين الخدمة للمنازل deliveryكون الطبق اللذيذ والطازجمن الافضل تناوله والتلذذ في طعمه فور تحضيره تماما كما يفعل في منزله.وفي استطاعة اي شخص يريد الاطلاع على لائحة الطعام الاسبوعية ان يزور موقع«طاولة»الالكتروني www.tawlet.com ليختار الطبق اللبناني الذي يرغب في تناوله وفي اليوم المحدد ضمن الللائحة.وترى الاختصاصية الغذائية هدى اردكاني ان هذا النوع من الطعام لا شك يزود صاحبه بثقافة غذائية مميزة فيعلمه كيف يختار الطعام الصحيح للجسم الصحيح مشيرة الى ان موضة تناول الطعام السريع خربطت نظام الاكل لدى اللبناني بشكل عام وجعلت جيلا من الشباب اللبناني لا يعرف الاطباق اللبنانية الاصيلة فهم يتهربون من تذوق الطعام الذي تحضره والدتهم واكدت اردكاني ان طبق الطعام المحضر في المنزل هو هفضل ما يمكن ان يدخل معدة الانسان لانه صحي وسهل الهضم على السواء.