شابان سوريان يفتتحان أول مطعم أسترالي في سورية

تحت شعار «ما بدك فيزا لتتذوق الأكل الأسترالي»

TT

قبل أسابيع قليلة وفي شارع ميسلون وسط العاصمة السورية دمشق والذي بات يعرف بشارع مطاعم الوجبات السريعة حيث تنتشر في قسمه الأوسط ما بين فندق الشام وحتى تقاطع شارع أبورمانة الراقي مروراً بساحة النجمة عشرات المطاعم والكافيتريات التي تقدم بشكل خاص المأكولات الغربية،في هذا الشارع كان العابرون ومرتادو المطاعم فيه يقرأون ويشاهدون على مدى عدة أيام الإعلان عن افتتاح مطعم جديد وهو(المطعم الاسترالي) وللوهلة الأولى ظن الكثيرون أنه سيكون مشابهاً بخدماته ومأكولاته للمطاعم المجاورة وليس بالضرورة أن يقدم بالفعل مأكولات استرالية خاصة وأنه لا توجد جالية استرالية في سوريا بل بالعكس هناك آلاف من السوريين المهاجرين إلى هذا البلد الجميل،ولكن الظن لم يكن في محله فمع افتتاح المطعم فوجئ الجميع أنه بالفعل مطعم متخصص فقط بتقديم المأكولات الاسترالية وخاصة الشعبية منها،وكان السؤال من هو ذلك الشخص الجريء الذي غامر وافتتح مثل هذا المطعم الذي يعتبر الأول من نوعه ليس في سوريا بل في العالم العربي يقدم الوجبات الاسترالية؟ وليأتي الجواب إنهما الشابان السوريان(صافي عيوش ـ 26عاماً ـ وابن خالته حافظ أسعد ـ 29عاماً ـ ) وينتميان لعائلتين هاجرتا قبل سنوات طويلة إلى استراليا،ولكن الشابين وأحدهما مهندس معلوماتية(صافي) والآخر طاه ومتخصص بفنون الطعام في استراليا قررا المغامرة وإطلاق هذا المطعم الجديد من نوعه من وسط دمشق وفي حفل حضره سفير كندا لدى سوريا(غلين دافيد سون) وهو المكلف بأعمال السفارة الاسترالية لدى سوريا وسفير سوريا لدى استراليا(تمام سليمان) وجمهور من محبي الطعام الاسترالي كان شعار هذين الشابين المغامرين والذين كتباه بخط عريض على مطعمهما هو:(مابدك فيزا!! لتتذوق الأكل الاسترالي).»الشرق الأوسط» كانت في المطعم الاسترالي الجديد والتقت أحد الشابين المؤسسين له وهو صافي عيوش حيث تحدث قائلاً وموضحاً الغاية من افتتاح المطعم:مطعمنا ينتمي لسلسة ست مطاعم تمتلكها عائلة سورية مغتربة في استراليا وهي عائلة شريكي في المطعم(آل أسعد) وتتخصص بتقديم المأكولات الاسترالية المحلية والشعبية هناك ورغم أنني وشريكي وهو ابن خالتي ولدنا في استراليا وعشنا ودرسنا هناك إلاً أن قررنا كان المجيء لسوريا لافتتاح هذا المطعم مع بقاء سفرنا مستمر لاستراليا واتفقنا مع العائلة هناك صاحبة المطاعم أن تمدنا باستمرار بالمواد الأولية التي نحتاجها في تحضير المأكولات الاسترالية وبشكل خاص التوابل، والمطعم يتألف من طابقين، الأرضي منه متخصص بتقديم الوجبات الاسترالية السريعة والطابق العلوي فيه طاولات ويتسع لحوالي 50 شخصاً ويقدم فيه الطعام الاسترالي مع إمكانية استقبال حفلات أعياد الميلاد على الطريقة الاسترالية وقد حرصنا على وضع شاشات تلفزيونية في المطعم تعرض بشكل دائم المدن والريف والطبيعة الاسترالية بحيث يمكن للشخص الجالس في المطعم وهو يتناول الأكل الاسترالي أن يعيش الأجواء الاسترالية كما يستمع إلى الموسيقى الاسترالية بشكل دائم وهو في المطعم وكأنه بالفعل جالس في استراليا حتى عمال المطعم جميعهم يلبسون لباساً موحداً وهو لباس الفريق الاسترالي لكرة القدم، وحتى ديكورات المطعم تتناغم وطراز العمارة الاسترالية،وفي الأيام القليلة القادمة سيتمكن الزبون من الحصول على فرصة الموسيقى والغناء الاسترالي بعد تناول طعامه ، الطاهي حافظ لا يجيد التكلم باللغة العربية بشكل جيد بل يجيد الانكليزية كما يجيدها عمال المطعم لضرورة خدمة الزبائن الأجانب، يشرح صافي أنواع المأكولات الاسترالية التي يقدمونها في المطعم والتي تنقسم لخمسة أصناف وهي:المأكولات البحرية وهي السمك المشوي والمقلي وأسماك القريدس والكلاماري والأخطبوط ويتم تحضيرها بخلطات استرالية تأتينا باستمرار من هناك وتتميز أيضاً بطريقة تحضير مختلفة وهي غمسها بالخلطة السرية الخاصة بالقلي والخلطة ذات شكل لزج تغطى به الأسماك ومن ثم تقلى بالزيت وهناك خلطة من البهارات خاصة أيضاً بالسمك المشوي والبطاطا وتحضر بثلاث طرق وهي حسب الطريقة الاسترالية والبيتوتو كيك وتضاف لها الخل مع الكاتشاب والبطاطا العادية وهناك الهمبرغبر على الطريقة الاسترالية حيث تحضر من خلال توابل استرالية خاصة وتتكون من لحم هبرة مع قطع الأناناس والشمندر الأحمر وهاتين تضافان إلى مكونات الهمبرغبر كما هو الحال في المطبخ الاسترالي مع الخس والبندورة والبصل المشوي ورغم أن الهمرغبر هي وجبة عالمية ولكن من سيتناولها في مطعمنا سيشعر باختلافات في المذاق والنكهة فهي تحضر على الطريقة الاسترالية المختلفة عن الطريقة المتعارف عليها عالمياً في التحضير والسوفلاكي بالطريقة الاسترالية ويحضر من لحم الغنم أو الدجاج أو العجل أو السمك ويضاف لها تيزيكي سوس ويضاف له خلطة استرالية خاصة من التوابل والشوكولا المقلية كحلويات وهذه لاأحد يحضرها في العالم بالشكل المقلي إلاّ الاستراليون وهي نوعان:سنيكرز والمارس وتغطسان بمادة لزجة خاصة تعطي الشوكولا نكهة خاصة ولذيذة وتقلى بعد ذلك وهناك الموز والأناناس مقليان ويقدمان كحلويات أيضاً مع الآيس كريم,ومن الأكلات التي نقدمها في المطعم ساندويتش دجاج وسمك الهمبرغر والتي تضاف لها التوابل الاسترالية بحيث تشوى بطريقة خاصة تعطيها نكهة مميزة وقد أطلقنا على كل نوع من الهمبرغر اسم مدينة استرالية ومنها ملبورن وسيدني ودارون وبريث وكل ساندويتشه هامبرغر تشبه بما تحتويه من مواد طقس ومناخ المدن الاسترالية من خلال وجودها على البحر أو في الداخل أو السهوب والسهول والصحراء مثلاً هناك سيدني بيرغر بالخس والبندورة والجبنة والبصل والبيض وملبورن بيرغر يضاف لها الاناناس والشوندر فكتوريا برغر بالبطاطا وبيرث برغر بالخضار فقط وهناك داروين برغر باللحمة فقط كون منطقة داروين صحراوية وغير ذلك ويقدم المطعم العصائر الطبيعية والبيبسي مع المأكولات الاسترالية وبالطبع كل وجبة من الوجبات تتفرع عنها وجبات فرعية متنوعة وهناك وجبات عائلية وشخصية ووجبات الأطفال ووجبات الغداء والعشاء والتي تختلف بالأنواع والحجم والكمية.وأسعار الوجبات في المطعم متوسطة فهي ليست عالية ولا قليلة بل تناسب الطبقة الوسطى والأعلى وبالتأكيد الأسعار مدروسة بشكل جيد فنحن ـ يضيف صافي ـ نقدم طعام منزلي وليس تجاري ومطبخ المطعم مفتوحاً أمام الزبائن ليشاهدوا المكونات جميعها تحضر أمامهم وحتى يرى اللحمة كيف هي طازجة وطرية إذا أراد الزبون مشاهدتها ولدينا خدمة التوصيل للمنازل مجاناً كما أدخلنا خدمة جديدة غير مسبوقة في المطاعم السورية وهي خدمة السيارة(اطلب من سيارتك) بحيث يأتي سائق السيارة ويطلب مايريد ويعطينا رقم هاتفه الخليوي ومتى انتهى تحضير مايريد نتصل به ليأتي ويستلم ماطليه وهذا يخدم السيارات التي لاتجد موقفاً لها بجوار المطعم.كما سيكون لدينا كل شهرين وجبات استرالية جديدة.

ويعبر صافي وشريكه حافظ عن تفاؤلهما بانطلاق مطعمهما الجديد وتفاؤلهما جاء كما يقولان من أن مطاعم عديدة أجنبية فتحت أبوابها في السنوات الخمس الماضية بدمشق ومنها المطعم الصيني والهندي والمكسيكي وتمكنتا من الاستمرار بل وافتتحت فروعاً جديدة لها في مناطق دمشق وبعض المدن السورية الكبيرة كحلب واللاذقية وحمص كما يبنيان تفاؤلهما على مذاق الطعام الاسترالي اللذيذ ومحبة الكثيرين من السوريين وزوارها العرب والأجانب لاستراليا وبالتالي ف،هما يتيحان لمحبي استراليا العيش في أجواء هذا البلد الساحر بطبيعته ومع تناول أشهر ما يقدمه مطبخه العريق وهم في دمشق,ألم يرفعا شعار مطعمها مسبقاً مابدك فيزا لتتذوق الأكل الاسترالي وعش استراليا وأنت في سوريا.