لم أكن مطلقا سعيدة إلى هذه الدرجة بمشاهدة ثمرة موز كهذه المرة.
بدت ثمرة الموز المقشرة التي تم إخراجها للتو من الفريزر، كما لو كانت تبث دخانا من شدة البرودة. بعدها، تم غمسها في شوكولاته ذائبة، ورش على وجهها قليل من ملح البحر ولوز مطحون.
وتبلغ تكلفة حلوى الموز التي تعد حسب الطلب في كشك «نانا»، الذي يوجد أيام السبت في سوق سمورغاسبرغ في ويليامزبرغ في بروكلين، 4 أو 5 دولارات لثمرة الموز الواحدة المغموسة في الشوكولاته الذائبة، ولكن من دون أي إضافات أخرى كطبقة علوية.
أتهزأ؟ أيمكنك أن تعد هذا في المنزل؟ كانت ثمرة الموز طازجة بالدرجة الكافية وتم تجميدها إلى درجة معينة عادة ما ترتبط بالحفاظ على الأجسام لإحيائها في المستقبل. وكانت الشوكولاته داكنة جدا. وأذابت سخونتها ثمرة الموز المجمدة بالدرجة الكافية بحيث يمكنك أن تأكلها مباشرة دون أن تؤلم أسنانك.
كان ذلك بمثابة إنقاذ لحظي من ظهيرة يوم حار. كنت أبحث عن أطعمة مثلجة صيفية، الحلويات سريعة الزوال التي تظهر فجأة في شهر يونيو (حزيران) في المعارض المقامة في الشوارع وفي أسواق السلع الرخيصة والسلع المستعملة، وفي واجهات المتاجر المؤقتة، ثم لا تلبث أن تختفي في الخريف.
ويحيا صناع هذا النوع من الحلوى حياة معقدة؛ فالأماكن التي يبيعون فيها حلوياتهم غير ثابتة، أو يمكنك أن تقول إنهم في حالة ترحال دائم. في بعض الأحيان، يكونون معرضين لسقوط الأمطار. ونادرا ما يكون من الممكن الاتصال بأي من أماكن البيع هذه بشكل مسبق. فكثيرا ما توجهت إلى عنوان معين ولم أجد سوى رصيف مشاة خالٍ. وتركتني مثل هذه الأيام في حالة من الاكتئاب واضطراب المزاج. تذكرت عبيد روما القديمة، الذين تم إرسالهم إلى جبل إتنا لجلب الجليد للإمبراطور نيرون لتناوله مع الفاكهة والعسل، التي كانت تعد بأقصى سرعة على طول الطريق. واصلت طريقي على الرغم من المصاعب التي واجهتني.
كانت المزيد من ثمرات الموز بانتظاري في «موتور بوت» و«بيغ بانانا» بشارع 96 على ممشى خشبي على الشاطئ في حي كوينز؛ حيث كانت تباع مغموسة في الشوكولاته قبل أن يتم تجميدها (مقابل 3 دولارات). وسواء أضيف إليها الفول السوداني أو قطع البسكويت المملح، فإنها تفوح برائحة زكية. تتناثر قشرة الوجه مع كل قضمة. وربما ينتهي بك الأمر إلى أن تجد الشوكولاته تغطي وجهك بأكمله، ولكن هذا مقابل مبلغ بسيط تدفعه للحصول على السعادة.
ويقوم محل «روب أند آنا»، الموجود أيضا في سوق سمورغاسبرغ، بأخذ ثمرات الموز المجمدة وسحقها في أيس كريم (مقابل 5 دولارات). لا يضاف سكر، ولكن هذا شيء لا تمكن معالجته بإضافة بعض من شوكولاته النوتيلا ورقائق بسكويت بالفانيليا. نسيت الكريمة.
ومن عالم بديل، تأتي حلوى «سوينغل»، وهي عبارة عن فطيرة مارينغ ليمون صغيرة يتم إدخالها في عصا مصاصة، وتغطى بالشوكولاته وتقدم مثلجة (مقابل 5 دولارات). ويفضل تناول هذا النوع من الحلويات مثلجا. بمجرد أن يبدأ في الذوبان، يطغى لون الشوكولاته الداكن على الكسترد المثلج، المعد من عصير نارينغ الليمون.
وتباع حلوى «سوينغل» في منشئها الأصلي فقط، وهو «ستيفز أوثنتيك كيه لايم بايز» في ريد هوك في بروكلين. والمحل، الذي يعتبر بالأساس متجرا للبيع بالجملة، مفتوح طوال العام، ولكن من الصعب جدا الوصول إليه – تعين عليَّ اللف حول المبنى المهجور 3 مرات والتلويح لأحد المارة لسؤاله عن الاتجاهات – إلى حد أنني قررت تضمين هذا المتجر إلى قائمة الأشياء سريعة الزوال هنا.
ولا تزال حلوى «سوينغل» دسمة أكثر من كونها منعشة. وستكون لذيذة في يناير (كانون الثاني) مثلما هي في يوليو (تموز). ولتبريدها على النحو المناسب، كنت بحاجة إلى شيء أكثر نقاء. كنت بحاجة لثلج؛ لذلك اتصلت بخدمة «سلاش فون»، الرقم المتاح على مدار الـ24 ساعة لشركة «كيلفين ناتشورال سلاش»، التي تعد الأيس كريم الذي تنتجه من الماء المنقى وسكر القصب ومهروس الفواكه الطازجة (بسعر يتراوح بين 3.5 و4.5 دولار). وكانت الشاحنة تقف في شارع 14 في مانهاتن بالقرب من ثيرد أفينيو. وأنعشني شراب الزنجبيل اللاذع الممزوج بالخوخ الأبيض وحفنة من النعناع الأخضر، مع أنني لم أستطع أن أمنع نفسي من التفكير في مدى روعة مذاقه مع البوربون.
نشأت في هاواي، لكني لم أكن مغرما، على الإطلاق، إلى هذا الحد بطعام منتج محليا، ممثل في حلوى مثلجة جدا زاهية اللون. وكان ووليز أيس، محل متجول ممثل في عربة تدفع باليد يديره 3 أبناء عم بجوار المحكمة الفيدرالية في سنتر ستريت في مانهاتن السفلى، بمثابة تحول بالنسبة لي.
النقطة المهمة أنه لا يبيع مجرد أيس كريم. فعلى غرار الحلوى المثلجة التايوانية «شيويه بينغ هوا»، يحلي محل «وولي» الماء قبل تجميده باللبن المكثف أو الشاي الأخضر (تكون هناك نكهات أخرى أساسية من بينها الشوكولاته والفراولة والمانجو متاحة في قائمة «سرية»، لا يتم كشفها إلا لمتابعي موقعي «تويتر» و«فيس بوك»).
ما يخرج من ماكينة الأيس كريم يكون أقل تجمدا، يأتي الأيس كريم المضاف إليه مزيج من اللبن المكثف مع رشة من ملح البحر الذي تعلوه طبقة من المانجو أو قطع البراوني المفتتة، مترفا ولذيذا في الوقت نفسه (بسعر 5 دولارات للحجم العادي و6 دولارات للحجم الكبير).
ويتخصص متجر «شيفد أيس شوب»، المقام حاليا يوم السبت، في هستر ستريت فير في لوور إيست سايد، في حلوى «باو بينغ» التايوانية. تنقع كومة من الرقائق الشفافة في اللبن المكثف وتطمر أسفل طبقات من كيك الأرز اللزج وحلوى بوب روكس (بسعر 6 دولارات). ولن تكون أصلية من دون حبات الفاصوليا الحمراء المسلوقة المحلاة.
وبمجرد تشكلها، تذكرك بقبعات المصمم فيليب تريسي. تمايل الأيس كريم الذي أحمله، وبعد أن خطوت بضع خطوات، اختفى الجزء العلوي منه. وقد تألم فكي بشدة نتيجة الجهد الذي بذلته في تناوله.
وفي «إمبريال وودبيكر سنو بولز»، محل في ويست فيلج، يقدم الأيس كريم المخفوق في علب، مضافا إليه شراب من 13 نوعا من اختيارك (بسعر يتراوح بين 4 و7 دولارات). ويعتبر «ماردي غراس كينغ كيك»، المضاف إليه رائحة القرفة، والكريم نكتار «سويت لو»، الذي يحمل اسم جد صاحب المحل الذي تفوح منه رائحة الفانيليا واللوز، أفضل تذكرة بالمكان الذي استلهم منه هذا المحل أسلوبه، وهو «سنو بليز» في نيو أورليانز. وحلاوة مذاق هذا النوع من الحلوى شديدة، حتى إنني شعرت بالعطش الشديد.
ويبدو الأسلوب المتبع في «بيبولز بوبس»، مكان ثابت في هاي لاين في تشيلسي (في شارع 16) وفي «بروكلين فلي»، أكثر تقشفا. يتم تفتيت مثلث من الثلج باليد، بعدها تنقع المكسرات الصلبة في شراب معد من فواكه عضوية محلية (ويباع بسعر 2.5 دولار). وتتمثل أنواع الأيس كريم الأخرى الأكبر حجما في المصاصات المثلجة بنكهات رائعة مثل الفراولة وماء ورد العنب البري (تباع بسعر 3.5 دولار).
ويبيع «برولا بارز»، في كشك «ماركت شير» بسوق سمورغاسبرغ، مصاصات مثلجة مصنوعة من أي شراب: شاي أو مشروب غازي أو إسبريسو (بسعر 3 دولارات). ولدى الأخ والأخت اللذين يديران الشركة خلفية في مجال البيولوجيا الجزيئية وعلم الغذاء؛ فهما يزودان الزبائن بمعلومات عن الفوائد الصحية لما يقدمانه: الشاي الأبيض بالزنجبيل القرنفلي يهدئ الأعصاب، والشاي الأحمر بالرمان والكرز يقوي المناعة. وكلاهما يملك معلومات طبية قوية. كانا صريحين جدا معي.
وفي معرض «هستر ستريت فير» وأيضا حول شارع 22 في هاي لاين، يبدو أفضل اختيار هو باليتا، المصاصة المثلجة المكسيكية من عربة «لا نيوركينا» (بسعر يتراوح بين 3 و4 دولارات). تناولت اثنتين في الوقت الذي يستغرقه السير لمسافة مبنى واحد: واحدة بنكهة المانجو والأخرى بنكهة الليمون.
لكن لو كان هناك نوع واحد من الحلوى يميز هذا الصيف، فسيكون هو شطيرة الأيس كريم، التي انتشرت خلسة عبر أنحاء المدينة.
يقدم «غود باتش»، في سوق سمورغاسبرغ، و«بروكلين فلي»، أيس كريم موضوعا بين الوافل الهولندي، الذي هو عبارة عن كعكات الوافل المحشوة بالكراميل (بسعر 5 دولارات). وليس الوافل قويا بالقدر الكافي للمهمة، لكن الأيس كريم الطبيعي، من «أندريونداك كريمري»، ومواد التزيين – مثل الكراميل المملح أو زبد الفول السوداني المحلى بالعسل أو قاناش الفرانجليكو، اعتمادا على اليوم – يعوض عنه.
المزيد في «بتر هومز أند غاردنز» هو ملت بيكري في هاي لاين وهستر ستريت فير. ليس ثمة مفاجآت هنا: أيس كريم الموز بين كعكات زبد الفول السوداني (وفاء لإلفيس)، وبسكويت القرفة (بسعر 4 دولارات). والشطائر التي يقدمونها مكتنزة، لكنها مجمدة إلى درجة مفرطة، وبالتالي لا تأتي النكهات مثالية.
وبعد شطائر الأيس كريم في «كول هاوس»، وهي عبارة عن شاحنة جوالة لونها وردي زاهٍ تعقبتها بلا هوادة عبر مانهاتن، لا توجد أنواع أخرى مميزة. وتعد هذه الشطائر حسب الطلب (بسعر 6 دولارات)، فأنت تختار الكعكات والأيس كريم من مجموعة لها أسماء تنطوي على تلاعب في الألفاظ بشكل فني. (نوعي المفضل هو شيغيرو بانانا). إنه غريب الشكل، الأيس كريم يرتفع كسحب رعدية بين الكعكات. وما لم تكن مستعدا، فسيكون كبيرا جدا بحيث لا يمكنك أن تدخله في فمك.
وأشار رفيق لي على طاولة الطعام إلى أن جزء الكعكة من الشطيرة عادة ما يكون غير موجود. هنا، تسرق الكعكات المشهد تقريبا، كيكة المخمل الأحمر وعلى وجهها طبقة من الجبن الكريمي مع الروزماري والليمون، وفادج الشوكولاته المزدوج.
ويأتي النوع النباتي، مجاملة لفرع «بيبي كيكس» في روك واي بيتش بورد ووك، مؤلفا من طبقة فانيليا مسحوقة بين قطعتي براوني ومثلجة (بسعر 3.95 دولار). وتأتي النتيجة في صورة اقتراب من «هو هو»، الذي يبدو شبه عشبي في نكهته.
ويباع الأيس كريم قديم الطراز، النوع المعبأ في أكواب ورقية والمزود بغطاء قابل للسحب وملعقة خشبية مستوية، في «جي أند جو» بالدراجات الثلاثية التي تظهر بشكل بارز في المعارض التي تقام في الشارع في نهاية الأسبوع. (ويجري الإعداد لتشغيل عربة خفيفة ذات عجلتين يجرها جواد في ملعب بليكر ستريت في ويست فيلج). وتم افتتاح واجهة متجر مؤخرا في أقصى غرب كلينتون؛ حيث يمشي بعض المارة.
لاحظ أن الأيس كريم مؤلف من مواد عضوية، والأكواب يمكن تحويلها إلى سماد عضوي، والافتراض المنطوي على حنين إلى الماضي – كل قطعة أيس كريم موضوعة في عجينة كعكة – هو نقطة انطلاق لتقديم ثنائيات معقدة من الإضافات مثل الليمون مع كيكة الزنجبيل والنعناع الطازج مع بسكويت اللافندر والليمون (مقابل 4 دولارات للـ4 أوقيات). والأكثر رفاهية هو أيس كريم «ميلك ميد»، الذي لا يمكنك الحصول عليه إلا عن طريق الاشتراك فقط، مما يتطلب التقدم بطلب عبر الإنترنت وحجز قبل 3 أشهر. وتبلغ تكلفة خطة الغالون الواحد في الشهر 50 دولارا لـ3 أشهر، ضاعف غالوناتك وزد متعتك مقابل 90 دولارا. ويترتب على اشتراكك في هذه الخطة حصولك على أيس كريم رائع بسعر يتراوح بين 15 و17 دولارا للغالون. وهو مصنوع يدويا بكميات صغيرة، من حليب مستخلص من الأبقار التي تتغذى على الحشائش ومكونات من منتجين محليين.
بعدها وصلت نكهات يوليو إلى بابي. كان هناك المزيد من زيت الزيتون البكر، الذي كان إضافة أكثر من كونه نكهة، مع خطوط من شوكولاته «ماست براذرز» الداكنة، الطرية اللزجة كما لو كان قد تم استخلاصها حديثا – أيس كريم متكامل.
بعدها، كانت هناك شورت كيك الفراولة. كانت ذات قوام كريمي دسم بشكل لا يحتمل، ومزينة بثمرات فراولة حمراء (من ريد جاكت أورشاردز في فينغر ليكس) والقطع الضخمة من البسكويت بالزبد الكثيف (من سكراتشبريد في بروكلين). أين شورت كيك الفراولة الآن؟ لقد ذهب إلى غير رجعة.
ربما يكون حب الصيف قاسيا جدا.
أهم أماكن البيع :
بيبي كيكس برولا بارز كول هوس ذي غود باتش إمبريال وودبيكر سنو جي أند جو شركة كيلفين ناتشورال سلاش لا نيوركينا ميلت بيكري ميلك ميد موتور بوت وذي بيغ بانانا نانا بيبولز بوبس روب أند آنا شيفد أيس شوب ستيفز أوثنتيك كيه لايم بايز ووليز أيس
* خدمة «نيويورك تايمز»