«بربر».. أسطورة الساندويتش اللبناني

من فرن صغير إلى اسم يحسب له ألف حساب

TT

لا يمكن أن تمر في شارع «الحمرا» من دون أن تعرج وتتذوق أحد ساندويتشات «بربر»، ولكنك حين تصل إليه تحتار في الاختيار، ففي مطعم استطاع أن يتصدر قائمة المطاعم في بيروت، وأن يحافظ على لقمة طيبة وصل صيتها إلى اللاحدود، وأن يكون مكانا شعبيا و«برجوازيا» في آن واحد، ستقع حتما أمام حيرة كبيرة، ولمعرفة المزيد عن هذا المكان، زرنا شركة «مطاعم بربر»، وقابلنا أحد مديريها، فؤاد الملا الذي أخبرنا عن البدايات، وأسرار النجاح والاستمرارية عبر السنوات، كما أطلعنا على أهم الأطباق التي يقدمها «بربر» اليوم:

* من «ملك اللحم بعجين» إلى «بربر»

* في الثمانينات بدأ كفرن صغير يدعى «ملك اللحم بعجين»، ومع عرض مسرحية «بربر آغا»، تقرر تغيير الاسم إلى «بربر». ومنذ البداية اعتمدت سياسة البيع 24 ساعة، فكانت مناقيش «بربر» متوفرة في جميع الأوقات، ومن بعدها وسع العمل ليشمل الهمبرغر على الطريقة اللبنانية، والتي لا يزال محافظا عليها حتى يومنا هذا. ولم يغلق «بربر» أبوابه أمام الزبائن خلال الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات، حيث تحدى معها القذائف والقصف ليبقى عند حسن ظن محبيه. واليوم يعد «بربر» من المطاعم الأولى، وهو بإشراف رئيس مجلس الإدارة محمد محيي الدين غزيري.

* تفاصيل «اللقمة الطيبة»

* نجاح «بربر» وسر استمراريته بحسب مديره العام، يعود إلى الاهتمام بالكمية والنوعية والسعر، فهم يدخلون إلى أدق تفاصيل «اللقمة الطيبة»، التي لا يدركها الزبون والتي تؤثر بشكل كبير على الطعم، ويكمل بقوله: «نهتم بالمنتجات الأولية بالدرجة الأولى، حيث نعتمد الصف الأول دائما، والأهم أن تتلاءم النوعية الأفضل مع ميزانية الزبون، وأن تتوافق مع القدرات الشرائية لمختلف الطبقات الاجتماعية، كما أن لكل طبق نقدمه سرا في الخلطة، التي نختبرها قبل تقديمها، والتي نسعى دوما إلى الحفاظ على الطعم اللبناني الأصيل، ولا شيء يقلقنا ما دامت هناك طريقة مبتكرة وموحدة نحافظ فيها على اسمنا، فالزيت لا يمكن أن نتركه لأكثر من يوم واحد، مع العلم بأن شركة الزيت تعطينا مهلة أربعة أيام، والخبز الإفرنجي نصنعه بطحين كندي مميز، يستعمل للبقلاوة فقط». وردا على سؤالنا عن المنافسة في السوق في ظل العدد الهائل للمطاعم يجيب: «نتوقع دائما المنافسة، ولكن الحمد لله لم تؤثر على مبيعاتنا».

* «بربر».. أكثر من مطعم

* اليوم يشتهر «بربر» بالشاورما، وهناك ساندويتشات متنوعة مثل الـ«فرنسيسكو»، «فيلادلفيا»، «فاهيتا»، «تشيكن ساب»، «كلاماري»، «روستو بيف»، «سمك فيليه»، «سمك بانيه»، «ستيك»، «كراب»، «تشاينيز»، «إسكالوب» وغيرها، والهمبرغر على الطريقة اللبنانية، تستمر مع «بربر» لتكون مع الجبن أو البيض أو كليهما معا، والـ«تشيكن برغر» مع الجبن، و«برغر السمك»، وكل ساندويتش يمكن أن يقدم بالصحن مع الحمص والبطاطا والكبيس والسلطة الروسية وسلطة المايونيز والثوم والكبيس. بالانتقال إلى المقبلات، يتميز «بربر» بمجموعة من الأطباق اللبنانية المميزة التي يقدمها، كالتبولة والفتوش وورق العنب والمعجنات والكبة، وللمشويات أيضا حصة الأسد، حيث يشتهر هذا المطعم العريق باللحم المشوي والطاووق والكباب والسودة والكفتة والجوانح والفروج المشوي والأورفلي، والحال نفسها مع اللحوم النيئة، والفلافل والبيتزا والمناقيش المتنوعة كالزعتر والجبن واللحم بعجين والسبانخ والسجق والكفتة بعجين.

وفي السياق نفسه، ينفرد «بربر» بالساندويتش الـ«سواريه»، حيث يقدم ساندويتشات صغيرة الحجم، جاهزة عند الطلب، وهي «القريدس»، والتونة و«القشقوان» و«الهوت دوغ» و«الروستو» و«المرتديلا» و«الفيليه» والدجاج والكراب والمربى، فضلا عن المعجنات السواريه التي تباع بالدزينة.

ولعل هذا المطعم هو من المطاعم القلائل التي لا تزال تقدم الطبق اليومي، وهو عبارة عن إحدى «الطبخات» اللبنانية المميزة، والتي على الرغم من منافسة الوجبات السريعة والساندويتشات لا يزال لها زبائنها، والتي يكثر الطلب عليها خلال شهر رمضان المبارك. ومن هذه الأطباق: «كوسا وورق عنب مع كستلاته»، «خروف محشي»، «دجاج محشي»، «مغربية»، «كبة باللبن»، «شيش برك»، «روستو مع بطاطا»، «كوسا باللبن»، «الملوخية»، «أبلما»، وغيرها. ولا يمكن أن تنتهي وجبتك من دون أن تتذوق كوكتيل «بربر» المميز، بأشكاله المختلفة، كالـ«آبولو»، «نابليون»، «مانديلا»، «آلوها»، «تاهيتي»، «هتلر بنما»، «ميامي»، «نوريغا»، كما يقدم كافة أنواع العصائر الطبيعية الطازجة والآيس كريم والبوظة العربية وحلويات متعددة.