باريس وطوكيو تتسابقان على موقع في مائدة الجداويين

منافسة بين السوشي والجبن.. والشهود سعوديون

جانب من مطعم «باول» الفرنسي آخر المنضمين إلى مائدة جدة الدولية («الشرق الأوسط»)
TT

تمثل المائدة الجداوية موزاييك من الأطعمة التي تمثل - إلى جانب الأطباق المحلية – تنوعا كبيرا نسبة لحجم الجاليات الكثيرة التي تسكنها، وهو ما يمكن تسميتها المائدة الدولية.

تنافس ملحوظ باتت تعيشه جدة مؤخرا، يتمثل في قائمة «منيو» أطعمة مشكلة من مختلف قارات العالم، فلا يكاد يوم ينقضي إلا وحملت أجندته افتتاحا أو إعادة افتتاح أحد المطاعم ذات الصيت العالمي.

وبحسب دراسة إحصائية متخصصة، فإن حجم السوق المحلية في قطاع المطاعم المتخصصة يصل إلى 11 مليار ريال (2.9 مليار دولار)، كما تعتبر السعودية الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط في مجال المطاعم، متوقعة قفزات عالية في نسبة زيادة المطاعم خلال عام 2012.

عبق الجبن الفرنسي الشهير، ولفافات السوشي الياباني، كانا آخر المنضمين إلى سباق المطاعم الدولية على مدينة جدة، بافتتاح مطعم بول الفرنسي، وساكورا الياباني، لا تفصل بينهما 7 كيلومترات، تميزهما ديكورات عالية الرقي.

على ظلال أشجار الكرز، تتهيأ حبيبات الأرز لهجمة أعواد الـ«هاشي» التي تسافر بها نحو الأفواه النهمة للوجبات اليابانية التي تمتاز بأنها «صحية» وفي مجملها تستند إلى المخرجات البحرية.

ولا يستنكف طاقم الضيافة في المطعم التابع لفندق كراون بلازا عن تعليم العملاء كيفية الإمساك بأعواد الطعام حتى لا تتناثر مكونات السوشي على السفينة الأنيقة التي تربض على الطاولة، محاطة بأطباق الشوربة المصنوعة من عصارة المكونات البحرية النيئة في معظمها.

120 عاما من التخصص في صناعة الخبز، حولت «باول» الفرنسي من مخبز إلى مطعم ذي علامة تجارية عالمية، تتوحد ديكوراته ذات الطابع الريفي في فروعه الـ500 الموزعة على 24 بلدا حول العالم.

يطالع الداخل إلى المطعم أصنافا متعددة من الخبز المصنوع بإضافة أنواع الجبن والبهار المختلف، ويتسق طعمه مع الشكل المبتكر للخبز الفرنسي الشهير.

اقتصاد السوق الحرة، والقوة الشرائية الهائلة للسوق المحلية، فضلا عن وجود أكثر من 8 ملايين أجنبي، تمثل جواذب مهمة للعلامات التجارية العالمية العاملة في قطاع المطاعم إلى السعودية، التي وبحسب وصف مختصين يتقبل أهلها كل جديد على مائدتهم، حيث يفضل الكثيرون تناول العشاء بصحبة العائلة في أحد المطاعم بشكل أسبوعي أو قد يزيد.

ويشير مختصون إلى زيادة كبيرة متوقعة مع دخول أسماء عالمية جديدة للسوق السعودية مستفيدة من النمو الاقتصادي وسيطرة قطاع الشباب عليه وهم الفئة الغالبة في المجتمع السعودي بنمو يصل إلى ما يزيد على 30 في المائة، وتشكل الشركات المحلية فيها النسبة الأكبر في الفترة الأخيرة بعد أن سعت إلى تحسين جودة أكلاتها وتنويعها لتصل إلى مكانة وسمعة مطاعم عالمية، مما أكسبها ثقة أكبر بسوق تعتبر من كبرى أسواق المنطقة من حيث اتساعها وكبر حجمها وقوتها الشرائية لتنافس الشركات العالمية وتجعل لنفسها مكانة أكدتها طلبات الامتياز التي قدمت لتلك الشركات في الداخل والخارج.

كريستيان رانبو، المدير العام لمطاعم «باول» الفرنسية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، قال إنهم حرصوا على الاقتراب من العميل السعودي بعد أن لاحظوا إقبال الكثير من السعوديين على الاستمتاع بتذوق الطعام الفرنسي خلال زياراتهم لفرنسا، مبينا أن المطعم يمزج بين الرفاهية والإبداع في مذاق الأطباق على أيدي خبازين مهرة وطهاة محترفين.