«ليتل كيك» شعاره «كل شيء صغير حلو»

أحلى عنوان في لبنان

TT

لا يمكنك أن تدخل بوتيك «little cake» في منطقة أنطلياس دون أن ترتسم الابتسامة على ثغرك بصورة عفوية، للأشكال الغريبة والجميلة للكعك صغير الحجم (ميني كيك) والكاب كيك الذي يذكرك سريعا بعالم الطفولة، للألوان الفرحة التي يستعملها في صنع الكعك الصغير وهو من اختصاصه.

أكثر من 20 مذاقا لعشرات الأشكال يتفنن «little cake» في صنعها تحت عنوان «كل شيء صغير حلو»، ليقدمها في قالب يخرج عن المألوف، تشتهيها عيناك قبل أن تفكر في تذوقها. فانيلا، جوز الهند، الجزر، البرتقال، الفراولة، البطيخ الأصفر، الدراقن، الشوكولاته برالينيه، الموكا، وغيرها الكثير من النكهات والمذاقات الطبيعية، التي تعود إلى البهارات على أنواعها كالقرفة مثلا - تتضمنها مجموعة الغاتوهات التي يقدّمها «little cake» والتي تستخدم فيها أحيانا مكونات طعام أخرى كالسمسم مثلا لتستطيع إقناعك بأنها قطعة خبز هامبرغر في داخلها قطعة مسطحة من الشوكولاته (تمثل قطعة اللحمة)، إضافة إلى قطع أخرى من الكعك على نكهة الفراولة والبطيخ الأصفر، تظهرها كأنها قطع من البندورة مغطاة بطبقة من الماستردة الصفراء، وجميعها مصنوعة بنكهات الكيك على أنواعه كالإنجليزي (English cake) أو السبونج كيك، أو الفرنسي (Madeleine) التي تذوب في الفم ما إن تتناولها.

أما الأشكال التي يقدّمها بوتيك «little cake»، فتختلف حسب أذواق الزبائن والمناسبات التي يحتفلون بها أو إلى مواسم الأعياد الكثيرة التي تزين روزنامة أيام اللبنانيين. ففي عيد العشاق، تشاهد قوالب الكاتو الصغيرة التي تحمل القلوب وعبارات الحب وتقدّم كوجبة الحلو التي تختتم فيها دعوة إلى العشاء في ما تعتبر قوالب الكعك التي تحمل صورا مرسومة، ودائما بالسكر، وتمثل شخصية «بابا نويل» أو «الأقزام» أو شجرة العيد الملونة، وترتبط ارتباطا مباشرا بأعياد الميلاد ورأس السنة، بينما تأخذ هذه الحلويات أشكالا ترمز إلى الفوانيس أو المعمول بالجوز، وتمثل أعياد الفطر والأضحى.

ولا يتوانى بعض الزبائن من طلب صنع كيك يمثل مشهدا صيفيا على شاطئ البحر، أو شخصية حبيبين متعانقين، أو خاتم خطوبة، أو منزل حديث، أو قبعة التخرّج، ليقدّموها لضيوفهم في مناسبات مختلفة في أعياد الميلاد أو حفلات الخطوبة أو النجاح، بينما تعتبر الأشكال التي تمت إلى شهر الربيع، كزهور الأقحوان والتوليب والمارغريت والورد الجوري، أكثر ما يطلبها الزبائن في مناسبة عيد الأم أو عيد المعلّم، وهذه الأخيرة تصنع أيضا لتمثل شخصية المعلّم حاملا الدفتر والقلم وما إلى هنالك من أشياء ترمز إلى مهنته.

ولا تنحصر أشكال الميني كيك في مهنة التعليم فقط، بل تتسع لتشمل مهنة الطبيب مرتديا البرنص الأبيض، والرياضي ومعه كرة الفوتبول، والبزنس حاملا النظارات والشنطة وكلّها مزينة بالفيرميسال الملون أو الشوكولا أو السكر بلونيه الأبيض والأسمر والتي تقدّم كهدية شكر للضيوف في مناسبات عدة، ويتم تنفيذها حسب طلب الزبون.

وتؤكد جانيت عساف، إحدى مساعدات الشيف جورج حرب في إعداد هذه الحلويات، أن غالبية الزبائن تتمتع بشكل الكيك المصنوع وهي تبتسم، وأن الأطفال غالبا ما يطلبون إضافة رسومات البالونات الملونة على قطع الكيك الصغيرة التي يطلبونها، وأن جميع ما يعدّه المطبخ هو صحي ولا تدخله المكونات التلوينية غير المستحبة في إعداد الحلويات. أما فكرة الميني كيك، كما تقول، فقد استوحتها صاحبة المكان جويس معوّض من لندن ونقلتها إلى بيروت، وكانت تلك الفكرة محض الصدفة، فمعوض تعمل في مجال التسويق وليس لها خبرة في مجال صناعة الحلوى، إلا أنها في إحدى الأمسيات تواجدت مع إحدى قريباتها، وعندها كانت تنوي معوض الغوص في مغامرة عمل بعيدا عن عملها اليومي في أحد الفنادق المعروفة في لبنان، ولكنها كانت تفتقد الفكرة وإذ بقريبتها تقول لها: «افتحي محلا لبيع الكاب كيك»، فأعجبت معوض بالفكرة، خاصة أن الحلوى لا تزال نوعا ما جديدة في لبنان وهناك إقبال شديد عليها، فهي معروفة في لندن ونيويورك.

ويساهم البوتيك في مساعدة مؤسسة «حظ» لأطفال مرضى السرطان، بحيث خصصت ركنا في المحل يعرض أكياسا ورقية مرسومة ومزينة من قبل هؤلاء الأطفال، وفي داخلها حلويات (ميني كيك) من صنع المحل ويعود مردودها لتلك المؤسسة.

وتأخذ بعض القطع أشكالا أخرى تمثل الهاتف الجوال أو زجاجة مشروب غازي أو الـ«آي باد» وقد أضيفت إليها حبات الماشميلوز الملونة أو السكر المحروق أو الكريما، لتبدو حقيقية لتغش العين ولا يمكنك معرفتها بأنها مصنوعة من الحلوى قبل أن تتذوقها. ويقدّم البوتيك عروضا خاصة للزبائن الذين تفوق طلبيتهم الدرزن الواحد أو ما فوق، فتجري خصومات خاصة لهم. أما سعر القطعة الواحدة من الميني كيك، فيبلغ 5 آلاف ليرة لبنانية، أي ما يوازي الـ3 دولارات.