«نولا» يشارك المصريين مناسباتهم بالـ«كاب كيك»

لكل مناسبة تصميم

الـ«كاب كيك» مزينة بعلم مصر في أحداث ثورة 25 يناير و الـ«كاب كيك» على شكل زهور في عيد الأم و متجر «نولا» بحي الزمالك
TT

في أحد الشوارع الرئيسية بحي الزمالك الراقي بالقاهرة يستوقفك محل صغير يغلب عليه اللون السماوي، وتتصدر واجهته منضدة مثل التي توضع في غرف النوم، وعليها إطارات بها صور تشعرك بدفء البيوت. وبمجرد أن تدخل إلى متجر «نولا» وتشم رائحة خبيز الـ«كاب كيك» الطازجة ستشعر بالدفء يتسلل إلى قلبك ومعدتك.

في وقت قصير استطاع متجر «نولا» لحلوى الـ«كاب كيك» أن يجتذب الكثير من المصريين، وإن كان من الممكن أن يكون الفضول هو الدافع الأولي الذي دفع البعض لتجربة هذه الحلوى الأميركية المنشأ التي سرعان ما لاقت عشاقا في العديد من بلدان العالم. وبعد أقل من عامين من افتتاح المحل أصبحت له قاعدة عريضة من الزبائن، وقريبا ينتظر افتتاح فرع آخر له في حي المعادي الراقي أيضا.

وتقول ليلى صدقي (25 سنة)، مؤسسة وصاحبة متجر «نولا»، إن الفكرة جاءت لها لأنها رأت أن السوق المصرية على حد تعبيرها بها «فجوة سعادة». ووصفت صدقي هذه الفجوة بأن شراء أي منتج في مصر عالي أو متوسط الجودة يكون باهظ الثمن، ومن الممكن أن تكون تعبئة المنتج غير قيمة، وبذلك ينتقص عنصر الرضا لدى الزبون، لذلك حاولت صدقي أن تقدم منتجا يسد هذه الفجوة من خلال حلوى الـ«كاب كيك» في متجرها «نولا» وتقديم حلوى مميزة في الطعم والشكل والجودة وأيضا في الغلاف والعبوات المميزة لمنتجاتها.

ويعتبر «نولا» هو أول محل متخصص في صنع حلوى الـ«كاب كيك» في مصر، فكانت تباع في السوبر ماركت بشكل تقليدي، وغالبا ما تكون بنكهتي الشوكولاته والفانيليا فقط، وإن كانت هناك العديد من المقاهي ومحلات الحلوى في مصر تقدم الـ«كاب كيك»، إلا أنه كان يحدث في كثير من الأحيان خلط بينها وبين حلوى المافن.

وتروي صدقي أنها أثناء دراستها لأصول التمويل بمونتريال بكندا كانت تمضي أوقات فراغها في أخذ دورات في فن الطبخ، وأنها أثناء زيارتها لنيويورك لاحظت أنه أصبحت لحلوى الـ«كاب كيك» سوق واسعة في الولايات المتحدة. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «ذهبت لأحد متاجر الـ(كاب كيك) الشهيرة بنيويورك وكان الناس يصطفون في طابور طويل لدخول محل صغير ليشتروا الـ(كاب كيك)، ورأيت أن هذه الحلوى الصغيرة تعطي انطباعا إيجابيا بالمشاركة، كما تضفي إحساسا بالرضا الذي يحدث عندما يقوم المرء بطبخ وجبة بالمشاركة مع الآخرين».

وإذا كانت الـ«كاب كيك» في شكلها غير التقليدي تجتذب الصغار والأجيال الجديدة فإن صدقي تقول إنه حتى الكبار أيضا أصبحوا زبائن معتادين على محلها على الرغم من أن الأكبر سنا نادرا ما يعتادون على الأشياء الجديدة، وتفسر صدقي بأن الكيك والحلوى ارتبطا ذهنيا عند الناس بوجود مناسبة سعيدة أو حدث مبهج، لذلك يرتاد محلها زبائن من مختلف الأعمار.

وبالنسبة للصغار فيرون أن هذا المنتج يعبر عن جيلهم بسبب شكله المبتكر، ولا يحتاج إلى التكلف في أكله، على عكس الحلوى الفرنسية الكلاسيكية نمطية الشكل، وفي «نولا» على الرغم من صغر المكان فإن الزبائن يفضلون تناول الـ«كاب كيك» مباشرة داخل المحل وهم مستندون إلى إحدى الطاولات الطويلة داخل المحل أو في الخارج داخل سيارتهم من دون تكلف، وفي كثير من الأحيان يلتقط العاملون بالمحل صورا للزبائن وهم يتناولون الـ«كاب كيك» بعد أن تلوثت وجوههم بالكريمة. وتقول صدقي إن هذا يخلق نوعا من التواصل بين محلها وزبائنه، وفي أوقات أخرى تأتي بعض الفتيات الشابات في سن 13 أو 15 سنة يسألنها عن إمكانية العمل في «نولا» أيام عطلاتهن.

وتضيف صدقي «عندما عدت إلى مصر لاحظت أن الإنترنت فتح مجالا لخلق أسواق جديدة لأعمال الطعام والحلويات، وبالتالي تم التعريف عن الحلويات الغربية التي لم تكن معروفة في مصر بشكل كبير». وتشرح صدقي أن «نولا» يواكب نبض المجتمع في مصر، فيشارك في الكثير من الأحداث مثل حفلات الجامعات والمهرجانات مثل مهرجان الكوربة والحفلات بساقية الصاوي وحملات التوعية المختلفة، وإن كان ذلك في بداية الأمر جزءا من حملة التسويق الخاصة بالمتجر للتعريف به إلا أنه أصبح من طبيعة المتجر المشاركة المجتمعية في ما بعد.

كما يرعى «نولا» كل أربعة أشهر قضية مجتمعية معينة مثل «OPERATION SMILE» لعمليات تجميل شفاه الأطفال، ومؤسسة الدكتور مجدي يعقوب لجراحة القلب، فتوجه عائدات الـ«كاب كيك» لصالح هذه القضية. وتشير صدقي أيضا إلى أن متجرها يواكب المناسبات في مصر مثل شهر رمضان وعيد القيامة وشم النسيم وغيرها، فيتم تصميم حلوى الـ«كاب كيك» لتتماشى مع كل مناسبة، فعلى سبيل المثل في عيد الأضحى يتم تصميم الـ«كاب كيك» على شكل خروف أبيض، وفي عيد الحب توجد عدة أشكال، بعضها على شكل قلب أو ورد أو شفاه، وفي عيد الأم تكون على شكل زهور وورود، وتواكبا مع أحداث ثورة 25 يناير (كانون الثاني) والأعياد الوطنية الأخرى في مصر كذكرى حرب 6 أكتوبر (تشرين الأول) وغيرها يتم تزيين الـ«كاب كيك» بعلم مصر.

ويلبي «نولا» متطلبات زبائنه في صنع «كاب كيك» يتناسب مع مناسباتهم، مثل «كاب كيك» على شكل كرة قدم، وفي الأفراح على شكل بدلات العرس، ومن ضمن هذه المناسبات أن طلب أحد الزبائن في «نولا» أن يفاجئ حبيبته بطلب يدها للزواج داخل المحل وتم صنع «كاب كيك» به الخاتم.

ويختار زبائن «نولا» كل شهر نكهة الـ«كاب كيك» الخاصة من خلال «حرب الـ(كاب كيك)»، حيث يعرض «نولا» نكهتين مختلفتين غير متضمنتين في القائمة الرئيسية، ويصوت الزبائن على الطعم الذي يفضلونه.

ومن أفضل أنواع الـ«كاب كيك» التي يشتهر بها نولا «الأحمر المخملي» (red velvet)، وتتراوح الأسعار في «نولا» بين 8 جنيهات (1.3 دولار) و15 جنيها (2.4 دولار) للقطعة، وتتضمن قائمة «نولا» أشكالا متنوعة مثل الـ«كاب كيك» بالفانيليا والشوكولاته والتوت البري والجزر والتفاح والموز وزبدة الفول السوداني، وتوجد أيضا قائمة مخصصة للأطفال مثل الفانيليا باللون الزهري ونكهة الموز باللون الأصفر ونكهة التوت البري باللون البنفسجي والتفاح باللون الأحمر، وهناك أيضا الكاب كيك الصغيرة (ميني كاب كيك) بكل النكهات القائمة.

كما تتضمن القائمة أصنافا من الـ«كاب كيك» تتوافق مع الاحتياجات الغذائية للزبائن، فهناك «كاب كيك» بنكهة التفاح منخفض السعرات الحرارية، وأيضا بنكهة اللوز الخالي من الغلوتين، والـ«كاب كيك» بالبطاطا الحلوة الخالية من مشتقات الألبان، إلى جانب الـ«كاب كيك» للنباتيين.