يندرج مطعم «غاوتشو» الأرجنتيني الواقع في وسط بيروت (ملاصقا لفندق فينيسيا) ضمن لائحة أهم المطاعم العالمية الموجودة في لبنان، لا سيما أن المسؤول التنفيذي عن مطبخه هو الشيف فرناندو تروكا.
يمتاز مطعم «غاوتشو» بقائمة أطباق منوعة وشهية تتبدل كل ستة أشهر؛ إذ يعتبر القيمون عليه أن موسم الشتاء ترافقه المأكولات الدسمة، فيما موسم الصيف يتطلب أطباقا من النوع الخفيف، التي ترتكز في غالبيتها على السلطات والأطباق سهلة الهضم.
أكثر من 13 طبقا من اللحوم المشوية والمتبلة، إضافة إلى أخرى تشمل المقبلات والسوشي على الطريقة الأرجنتينية والسلطات، يقدمها «غاوتشو» لزبائنه في إطار أرجنتيني صرف، وضمن ديكور هادئ يغلب عليه الأسود والأبيض، متبع في جميع فروعه في العالم (في لندن ودولة الإمارات العربية والكويت)، وهو مستوحى من نقشة جلد البقر المعروفة، وقد استعين بأمتار حقيقية منها لتغطي بعض أقسام جدرانه ومقاعده الجلدية البيضاء، وطاولاته الزجاجية، وإنارته المباشرة والحديثة الابتكار المتدلية بمستوى منخفض من سقوف مختلف أقسامه.
ويأتي طبق التوابل المؤلف من الخبز الأرجنتيني (Pain de buono وsower bread) والمرفق مع صلصة تشيمتشيري (خليط من زيت الزيتون والبقدونس والخل والثوم والفليفلة الخضراء وبهارات أرجنتينية Aji molido) بمثابة التحية الأرجنتينية الأولى التي يتلقاها الزبون من شيف المطعم لتفتح شهيته وتعرفه على عنوان مذاق الطعام الذي ينتظره. أما الأطباق الأخرى التي يتميز بتقديمها مطعم «غاوتشو» لزبائنه، والتي ترتكز على مجموعة من أطباق لحم البقر التي تذوب في الفم وفي استطاعة متذوقها أن يقطعها بالشوكة لشدة طراوتها، فتتألف من قطعة ستيك الـLomo أو الأونتر كوت، كما هي معروفة في المطبخ الفرنسي، ذات المذاق المقرمش الغض والمتبلة بطريقة محترفة لا تؤثر على مذاق اللحم المشوي الذي هو من اختصاص المطعم.
ولا يقل مذاق قطعة لحم الـBife de ancho أو (Rib eye) كما هي معروفة في البلدان الأميركية، لذة عن قطع الستيك الأخرى، وتقدم بشكل يختلف تماما عن الأطباق الأخرى، بحيث تغمرها طبقة من المتبلات الطازجة التي تطهى على نار هادئة، وبالإمكان التشارك في تناولها نظرا لحجمها الكبير الذي يكفي لشخصين.
أما طبقا الـChorizo والـCuadril فيختلفان عن باقي قطع اللحم المشوي من خلال الحجم والنوعية ونسبة الدهن الموجودة فيها، والتي بالإمكان إزالتها حسب رغبة الزبون. ويؤكد المشرف العام على المطعم البريطاني مارك باس أن جميع أطباق اللحم المقدمة في «غاوتشو» طازجة تستورد من مزارع خاصة في الأرجنتين، حيث لا تتغذى الأبقار فيها سوى على العشب الطبيعي الذي يغطي أرضها، والموزع على مساحات كبيرة ومسطحة تسمح لتلك الحيوانات بأن ترعى بسهولة دون أي جهد، مما يبقي لحمها طريا ولينا ويمتاز عن غيره بأنه غير مشبع بالمواد الدهنية بنسبة تصل إلى 60 في المائة أقل من غيره.
وإضافة إلى أطباق الدجاج والهامبرغر وثمار البحر والمعكرونة فإن «غاوتشو» ينفرد بتقديم مقبلات أرجنتينية شعبية تذكرنا خلطاتها بخلطات الأطباق الشرق أوسطية، وبينها لبنان، كونه يستخدم فيها بكثافة زيت الزيتون والكزبرة والحامض، ومنها الـEmpanadas، وهي عبارة عن فطائر (تشبه السنبوسك اللبنانية) محشوة باللحمة المفرومة والبصل والجبن، أو بالبندورة والجبن والحبق، أو بالدجاج والبندورة مرفقة بصلصة مؤلفة من البندورة الطازجة وزيت الزيتون تقدم ساخنة لذيذة المذاق مقرمشة وخفيفة، وعادة ما تستعمل فيها الجبنة الإيطالية (موزاريلا) أو (البارمازان) وأخرى من نوع الجبن الأبيض القليل الدسم.
أما مقبلات الـCeviches التي تحضر مباشرة أمام الزبون، فهي عبارة عن لحم نيء (مغطس بالماء المغلي لأقل من دقيقة واحدة) من نوع القريدس (الجمبري) أو سمك التونا أو الـSea bass فهي من أنواع الطعام التي يقبل عليها رواد المطعم بنسبة كبيرة، خصوصا من محبي أطباق السوشي، كونها تناسب جميع الأذواق وتفتح الشهية لمذاقها الطيب والخفيف، خصوصا أنها ترفق مع عدة أنواع بهارات ومتبلات كالزنجبيل والكزبرة والافوكادو والبرتقال والحامض والكريب فروت وغيرها. وكذلك الأمر بالنسبة لمقبلات الـTiraditos وهي مجموعة من ثمار البحر المقطعة والمقدمة مع شرائح البصل والفلفل واللايم، والمخلوطة أحيانا، حسب وصفة الطعام، مع زيت السمسم والمانغو والافوكادو والخيار وقطع الحامض. ولا ننسى طبعا السلطات المنوعة، وبينها المقدمة على فرشة من التورتيلا (نوع من الكعك المخبوز المصنوع من الذرة المعروف في بلاد أميركا اللاتينية).
يتسنى لزبائن مطعم «غاوتشو» التمتع بكيفية تحضير أي طبق يطلبونه من خلال مطبخه المفتوح أمام الجميع، والذي يقدم المشاوي الأرجنتينية على قاعدة شواء صنعت خصيصا لشواء صحي ولذيذ.
أما الحلويات الأرجنتينية فلمحبيها باقة منوعة، منها وبينها «Dulce de leche fondant» و«Pavlova» و«Banana tres leches»، وهي محضرة على الطريقة الأرجنتينية التقليدية، ومن مكوناتها الكاراميل والفانيلا والآيس كريم والجوز، ثلاثة أنواع من الحليب والتوت والفراولة، وقد طعمت إحداها بمذاق ماء الزهر اللبناني كتحية من الأرجنتين إلى لبنان.