سحر أبو عيشة تدمج المذاق الإماراتي بالغربي وتسعى لإيصال مشروعها إلى العالمية

«جورمنديز».. حلويات إماراتية تقليدية بطريقة عصرية

حلويات إماراتية تقليدية في قالب من العصرية
TT

مع كل يوم يقربنا من شهر رمضان المبارك تزداد المنافسة اشتدادا بين صناع النكهة والمذاق في الإمارات، خاصة أن المائدة هنا، وتحديدا المائدة الإماراتية، تحفل بعشرات الأصناف من الطعام والحلوى التي تحظى بمكانة رفيعة في الثقافة الإماراتية، لا سيما الحلوى الشعبية العمانية، والحلوى الإماراتية، وإلى اليوم لم تتغير العادات والتقاليد الإماراتية، ولم تستطع حلويات من بلدان أخرى، بكل تنوعها، أن تحتل مكان العصيدة والخبيص والخنفروش على المائدة الإماراتية، لكن ذلك لا يعني أن الباب ليس مفتوحا أمام تطوير هذه المأكولات التراثية المحببة، ودمج المذاق العربي بالمذاق الغربي، وهو ما تفعله شركة متخصصة في الحلويات التقليدية، تستعد لطرح مجموعة جديدة من الحلويات مع إضافة لمسة عصرية عليها لتفتح أمامها الطريق إلى العالمية، وتوسع سوقها الاستهلاكية، ويبدو أن ذلك يلقى نجاحا ورواجا على أرض الواقع، من المتوقع أن يفتح الباب واسعا لهذه الحلويات الشعبية إلى العالمية.

وتسعى «جورمنديز» التي أطلقتها سيدة إماراتية منذ ثلاث سنوات من منزلها وحولتها إلى مشروع كبير متخصص في الحلويات التقليدية من أجل دمج المذاق العربي بالمذاق الغربي، لتطرح مجموعة جديدة من الحلويات مع إضافة لمسة عصرية عليها في شهر رمضان المبارك لهذه السنة إلى جانب تقديمها في إطار فني مستوحى من روح الشهر الكريم ويليق بمذاقها الآسر.

تقول الإماراتية سحر أبو عيشة، مؤسسة «جورمنديز»: «نحن نرغب في الوصول إلى الغربيين الذين يقيمون في المنطقة وتشجيعهم على تذوق الحلويات والحلوى الإماراتية التقليدية تحديدا»، ولا تخفي أبو عيشة، التي تدير العمل مع ابنتها أن الفكرة بدأت بوصفها عملا في المنزل غير أن «جورمنديز» اليوم من أبرز محال الحلويات الإماراتية المقصودة في الإمارات العربية المتحدة، وأصبح لديها مقر كبير في أحد أهم الأماكن في إمارة دبي.

وتسعى أبو عيشة لإيصال منتجاتها إلى العالمية، وترويجها بوصفها منتجا راقيا لا يقل أهمية عن المنتجات العالمية المعروفة، وهي تحاول في سبيل ذلك التواصل مع خطوط الطيران العالمية والمحلية والإقليمية، إضافة إلى الفنادق الراقية لتضفي صفة الرقي على منتجاتها، وتنقل هذه الحلويات الإماراتية إلى مستوى جديد وتوسع قاعدة عشاقه.

وفي حديثها لـ«الشرق الأوسط» قالت منى أبو عيشة، ابنة سحر وشريكتها في العمل: «عندما أطلقنا إنتاجنا من الحلويات الإماراتية واجهتنا صعوبة في ترويجها لدى غير الإماراتيين، وشعرنا أن هناك حاجزا يقف دون تجربتها، لذلك قررنا أن نضيف عليها لمسة تجعلها أكثر قربا من غير الخليجيين، وأؤكد لك أننا نجحنا في ذلك لدرجة أن أحد المهرجانات الهندية سيقدم الحلوى الإماراتية خلال فعالياته»، مضيفة: «نحن الآن في مرحلة التوسع ونفكر في المرحلة المقبلة بافتتاح فرع جديد في مدينة أبوظبي أو العين، ونحظى بإقبال جيد من قبل البنوك والفنادق وغيرها من المؤسسات الراقية».

وستطرح «جورمنديز» نسخة مبتكرة من الحلوى الخليجية المعروفة باسم «بثيثة» خلال شهر رمضان المبارك، وتتحدث عيشة عن هذه الحلوى بشغف فتقول: «(بثيثة) حلوى معروفة في دول الخليج، وهي مؤلفة من التمر مكونا أساسيا، إلا أننا سنضيف عليها لمسة عصرية فيمكن إضافة الجوز المقرمش إلى ملمسها المخملي وتغطيتها بالكراميل اللين الذي يعزز نكهتها الطبيعية».

وستتوافر «بثيثة» بعدة نكهات؛ منها الكراميل، والأوريو، والسمسم، والفستق، والبسكويت، وزبدة الفول السوداني، وجوز الهند، والخطمي من أجل تلبية مختلف الثقافات والأذواق والتفضيلات ليبلغ ثمن صندوق يحتوي على كيلوغرام واحد من مكعبات «بثيثة» 135 درهما إماراتيا فقط (الدولار 3.6 درهم)، كما ستقدم «جورمنديز» مجموعة من الحلوى الإماراتية صغيرة الحجم بما فيها العصيدة والخبيص والخنفروش اللذيذ.. ليس هذا فحسب؛ فالصائم لن يتناول نوعا واحدا من الحلويات طيلة الشهر، فبمناسبة شهر رمضان المبارك، تقول عيشة: «سنصنع حلوى الأرز والمهلبية والكنافة صغيرة الحجم والمعمول الشعبي»، ولعل ما يثير الاهتمام ويفتح الشهية قبل تناول الحلوى هو طريقة تغليف الحلويات بشكل فريد يمكن استخدامه باعتباره تذكارا مميزا من الإمارات العربية المتحدة عند السفر إلى الخارج، كما يمكن استخدامه بوصفه هدايا من الشركات وتقديمه أو عرضه في المناسبات والأعراس، وهي عادة موجودة لدى الإماراتيين.

كما يسجل للشركة الجديدة أن «جورمنديز» لا تستخدم أي مكونات صناعية أو مواد حافظة في أي من وصفاتها، وتصنع كل الحلويات من مكونات عالية الجودة وتخبز فقط عند الطلب، فيما تتخذ من طريق الوصل، أحد أجمل شوارع دبي وأكثرها سكنا من قبل الإماراتيين، مقرا لها.

وتوضح عيشة أن «جورمنديز» بدأت عملا في المنزل وتطورت لتصبح اليوم اسما معروفا للحلويات التقليدية والمحلية، وهي مسجلة تحت اسم «مؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم»، مضيفة أن «جورمنديز» قررت التخصص فقط في الحلويات التقليدية والمحلية مع إضافة بعض اللمسات العصرية في سعي للوصول إلى مختلف الجنسيات والثقافات.