«لاكوا ريستورانتي».. نكهة إيطالية في نيويورك

حلم 3 أبناء عم يتحقق في مطعم يقدم المأكولات الإيطالية التقليدية

من أشهر أطباق «لاكوا» في نيويورك
TT

إذا كنت تعتزم الذهاب إلى مطعم «لاكوا ريستورانتي» ذي الطابع المنزلي المريح في وسط فريهولد، فأملي أن تخوض تجربة مثل تلك التي مررت بها في ثاني زيارة لي. وسيمكن حينها أن تستمتع بطعام جيد وتحظى بخدمة متفانية. ويمكن كذلك أن تتفادى الأمور التي لا لزوم لها والتي عكرت صفو وجبتي الأولى. تم افتتاح المطعم في أغسطس (آب) على أيدي ثلاثة أبناء عم هم فرانشيسكو إيبوليتي وماريو إيسبوزيتو وآنا بيفيلاكوا. وقال إيبوليتي خلال مكالمة هاتفية بعد زياراتي إنه وإيسبوزيتو تدربا على فنون الطهي في بلدهم الأم إيطاليا، ثم هاجرا إلى هنا منذ نحو 10 سنوات، بينما نشأت بيفيلاكوا التي تعمل مديرة مكتب، في أسرة إيطالية بنيويورك. وأوضح أن المطعم كان حلمهم منذ زمن طويل.

وأوضح قائلا: «عملنا أنا وماريو في عالم الطهي معا منذ 15 عاما وكنا نتحدث عن هذا الأمر دائما، مؤكدين أننا سنفعلها، وها قد فعلناها». ويعد المكان شاهدا على زمن مضى، فهو عبارة عن مبنى قديم عريق محاط بصخب المدينة. تدعو المقاعد المتراصة في شرفة متسعة إلى الاسترخاء، بينما تتوهج الأضواء الذهبية ليلا مرحبة بالزوار. ستشعر بالداخل بأنك في منزلك، حيث الأسقف العالية والديكورات المميزة والنوافذ المرتفعة والسجاد الذي يغطي الدرجات المؤدية إلى قاعة طعام أخرى في الطابق الثاني. مع ذلك كما هو الحال في أكثر المطاعم التي توجد في مبان قديمة، لا يوجد الكثير من الخصوصية، حيث لم يكن هناك الكثير من الناس في قاعة الطعام في إحدى الزيارات، لذا لم يكن هناك الضجيج المحبب الذي يقطع المحادثة على طاولة يجلس عليها عدد كبير بطول قارب يعمل بالمحركات وقوارب الإنقاذ.

أما بالنسبة للمطبخ، فلم تكن هناك سيطرة على ما يبذله من جهد خلال زيارتي الأولى.

وكان يمثل تقديم كميات كبيرة من الطعام تحديا سيئا واجه العمل المنظم، حيث أدى إلى إهدار كمية كبيرة من الطعام. وكانت النكهات طيبة، لكن لم يكن التقديم على المستوى المطلوب. على العكس من ذلك، في زيارتي الثانية، تم تقديم مشهيات مكونة من ثلاث وحدات من «عيش الغراب» المحشو على أوراق الخس ذات اللون الأخضر الداكن والأحمر، فيما يمثل تكاملا بين «عيش الغراب» النابت من الأرض ونكهة التفاح البري الحلو ونبات الربيع.

سيكون الطبق مثاليا إذا تم تقديمه مع صوص زبد الليمون. وتعد كعكة التفاح البري مع نفحة من الفلفل الأحمر الحلو وقطرات المايونيز بالفلفل الحريف مثالا آخر على التفكير الجيد رغم أن مذاق التفاح البري لم يكن واضحا بسبب كثرة الحشوة.

وكانت زيارتي الثانية المذهلة مع المعجنات، حيث تناولت المعكرونة الريغاتوني السيسيلية مع قطع ناعمة من الباذنجان الأسود والطماطم الـ«تشيريز» المقطعة إلى نصفين والمزينة بسلطة الريكوتا. وحققت ثلاثة أطباق رئيسية نجاحا مماثلا، وهي الغمبري الضخم المشوي مع إسكالوب فواكه البحر وكمية صغيرة من الطماطم الحمراء المهروسة والبطاطس وكمية معقولة من الخضراوات المشوحة وأغلبها من الكوسة والفاصوليا الخضراء مع الفلفل والبصل؛ وشريحة السلمون المغطاة بالبطاطس التي تقدم مع القرع الأصفر المشوح فوق بطاطس مهروسة؛ وشرائح اللحم الرقيقة مع البطاطس المهروسة ونبات «عيش الغراب» والبصل.

كان من المفترض أن يكون الطبق الممتلئ بفيليه القاروس الأسود المشوي، الذي ذكرت قائمة الطعام أن به قطعة واضحة رغم احتواء الطبق على ما لا يقل عن خمس قطع، مع الغمبري المشوي وقلوب الخرشوف والبراعم المخللة التي تحمل قطرات من الليمون مع الصوص - أن يكون رائعا. ويقدم الطبق مع الخضراوات المشوحة الممزوجة والبطاطس المهروسة. وكانت صدور الدجاج المحشوة بجبن الموتزاريلا مع شرائح اللحم الرقيقة النيئة وعيش الغراب في صوص المارسالا مطهوة بدرجة أكثر من اللازم ومقدمة فوق كمية كبيرة من البطاطس المهروسة التي تشتت الانتباه بعيدا عن الخضراوات الكثيرة.

كانت كل من سلطة «سيزار» وسلطة الكمثرى وسلطة الـ«غورغانزولا» جيدة، لكنها مبالغ في تزيينها، وكانت سلطة البنجر والتفاح جيدة، لكنها زائدة على الحد. وكان التفاح النيئ أكبر من البنجر المطهو من حيث الكمية والملمس والنكهة. وكان طبق «غنوتشي ألا بولونيز» بحرا من الصوص الأحمر الممتزج بصلصة البطاطس الثقيلة المعدة في المنزل. أما في ما يتعلق بالحلوى، فقد استمتعت بالـ«تيراميسو»، الحلوى الممتزجة بالكريمة المخفوقة والقهوة والمعجنات والكاكاو. وقد أشبع كعك اللافا الذي أعد في مكان آخر رغبة رفيق لي في تناول الشوكولاته. مع ذلك، كان شربات الليمون والإسبريسو اللذان يناسبان وجبة معدة ومقدمة بعناية.

«لاكوا ريستورانتي»:

* 52 شارع ويست مين ستريت فريهولد. رقم الهاتف: (732) 577 - 1761. الموقع الإلكتروني: lacquaristorante.com المكان: مبنى قديم به قاعتا طعام تتسعان لـ110 أفراد على طاولات تمتد على مساحة جيدة. وهناك مقاعد جانبية تتسع لـ40 فردا على الشرفة والسطح الدائري. وهناك جزء مرتفع متسع يفضي إلى المطعم الذي تفصل بين طاولاته مساحة كبيرة وتسمح بسهولة التحرك.

الجمع: صاخب وذو طابع غير رسمي مع وجود الأطفال. ويتمتع القائمون على الخدمة بالكفاءة والقبول.

كشف الحساب: يتراوح في وجبة الغداء بين 6 و13 دولارا. ويتراوح في وجبة العشاء بين 16 و29 دولارا، مع احتمال ارتفاع التكلفة إلى 34 دولارا أحيانا. ويتراوح سعر البيتزا ما بين 8 إلى 14 دولارا، والمعجنات ما بين 12 إلى 22 دولارا. ويمكن الدفع بـ«الماستر كارد» أو الـ«فيزا» أو «أميركان إكسبريس» أو بطاقة «داينير كلوب» و«ديسكافر».

أشياء أعجبتنا: عيش الغراب المحشو وسلطة «سيزار» وسلطة الكمثرى و«غورغونزولا» وطبق «ريغاتوني ألا سيشيليان»، وسلامون البطاطس، والغمبري المشوي، وإسكالوب فواكه البحر، وشريحة اللحم الرقيقة، وحلوى التيراميسو، ومشروب الليمون والإسبريسو.

يفتح المطعم أبوابه يوميا من الاثنين إلى الجمعة من الساعة الحادية عشرة والنصف إلى الرابعة، ويوم السبت من الثانية عشرة ظهرا إلى الرابعة مساء. أما العشاء، فمن الاثنين إلى الخميس من الرابعة إلى الحادية عشرة، ويوم الأحد من الواحدة إلى التاسعة مساء. وهناك أماكن متوافرة في الشارع لانتظار السيارات وساحات انتظار محدودة وراء المبنى. وينصح بالحجز مسبقا.

التقييم: لا يجب أن تفوت الفرصة.

* خدمة «نيويورك تايمز»