«ترايبس».. أفريقيا في أطباقه

مطعم يستعين بموظفين من القبائل الأفريقية لاستحضار أجواء القارة السمراء في دبي

«ترابيس» مطعم أفريقي في قلب دبي
TT

إذا كنت تعيش في الإمارات العربية المتحدة أو كنت في زيارة إليها وتفكر في خوض تجربة رحلة إلى أفريقيا فيمكنك أن تبدأ هذه الرحلة من أحد المطاعم الأفريقية في إمارة دبي، هو مطعم أفريقي لكنه ليس كأي مطعم، فهو يقدم خليطا لا ينسى من النكهات الفريدة من القارة الأفريقية مستوحاة من قبائلها، في تجربة طعام ذات طابع أفريقي خالص، قام المطعم في سبيل ذلك بانتقاء فريق العمل بأكمله من القبائل الأفريقية الأصلية بما فيها سوسا ونجوني والطوارق والشونا ولوهايا وكيكويو كجزء من التجربة الأفريقية الحقيقية، التي يحاول أن يستحضرها بكل تفاصيلها.

ويقدم مطعم «ترايبس» الأفريقي خلطة مميزة من النكهات الفريدة مأخوذة من القارة الأفريقية، متأثرة بجزر التوابل في الشرق والفرنسيين في الغرب ومالي والهولنديين بالجنوب والنكهات العربية بالشمال، ولمحبي التجارب الجديدة في عالم الطعام والنكهات إليكم أبرز الأطباق التي يقدمها هذا المطعم وهي في معظمها أطباق تقليدية تتضمن خروف كالاهاري مشوي مغمس في توابل البوشمان القديمة ومشوي ببطء ويقدم مع حساء الخضراوات وفطيرة أفريقية شهيرة مصنوعة من لحم الضلع البقري ومحشوة بأحشاء الدجاج وعيش الغراب مقدمة في عجينة الفطيرة وسلطة الحنظل، ولعل كل ذلك يزيد التجربة إثارة وحماسة، على الرغم من أنه قد يثير مخاوفك للوهلة الأولى، ولكن اطمئن فكل شيء تحت السيطرة بوجود أحد أمهر الطهاة الأفارقة.

المطعم الواقع في قبة الأزياء الموجودة بمول الإمارات في دبي هو بحد ذاته كهف حديث وتحفة فنية ونقلة فجائية إلى أجواء أفريقيا السمراء، فالمكان مزين بالفرو والجلود والخشب والدروع وحتى النار تملأ المكان والزوايا، إنها أفريقيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ورائحة وطعم؛ حيث تم تجنيد كل عضو من أعضاء فريق العمل من القبائل الأفريقية لتكريس هذه الأجواء، فتراهم يقدمون لك التحية بلغتهم القبلية سواء كانوا من قبائل الطوارق أو الشونا أو لوهايا، هم يمثلون جزءا أصيلا من أفريقيا وهذا يعني في ثقافتهم الإبقاء على أهم قواعد السلوك للقبيلة، التي لا تزال تعيش في العالم الحديث، وازدواجية الالتقاء المتناغم بين الحديث والتقليدي، مع إضافة طبقة أخرى من الأصالة للتجربة الشخصية القبيلة.

ومن خلال تبني الحياة الأفريقية القبلية الحديثة يحتفل مطعم ترايبس بهذا بكل الطرق الممكنة، سواء من خلال الديكور أو التصميم أو قائمة الطعام أو الندل أو التسلية وحتى كراسي الجلوس المستوحاة من الحياة الأفريقية، ويقوم بإلقاء التحية على جميع زوار «ترايبس» مجموعة من فريق عمل أفريقي قبلي بلغتهم الخاصة الفريدة من نوعها، من خلال حوارات وعبارات أفريقية قديمة وطقوس حياة أفريقية محاطة بإطار فريد من نوعه وبتجربة أفريقية مختلفة كليا عما اعتدت عليه في مطاعم أفريقية أخرى، فلكي تشعر بالطعم لا بد أن تستحضر التجربة، كما قال لنا المشرف على المطعم.

ويقول أحد الزوار الأوروبيين، «قائمة الطعام في هذا المطعم خليط غريب ومميز من النكهات الفريدة، يمكنك أن تشعر أنها مقبلة من القارة الأفريقية منذ الحقبة القبلية، وهي تشدني لأنها متأثرة بنكهات التوابل المستمدة من كل أنحاء العالم والتي تقدم في طقوس أفريقية رائعة».

ويقول المشرف على المطعم لـ«الشرق الأوسط»، إن «المطعم لا يستهدف فقط الزبائن الأفارقة على اعتبار أنه يقدم المأكولات الأفريقية التقليدية وإنما يقصده يوميا عشرات الأشخاص المقبلين لزيارة دبي من كل أنحاء العالم» مشيرا إلى أنه «يستهدف جميع الناس الذين يعيشون في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك الأسر مع وجود قائمة طعام مخصصة للأطفال».

ويقدم ترايبس خليطا فريدا وغريبا نوعا ما، ويتوجب عليك كزائر للمرة الأولى أن تعلم أنها ستكون جديدة عليك كليا، لكنها في الوقت ذاته لذيذة وشهية ومستساغة وتعبر عن خيرات أفريقيا الممزوجة بعشرات النكهات من توابل العالم.

ويسعى المطعم بكل ما فيه لبث روح أفريقيا في المكان من خلال الفريق الذي يستقبلك بملابسه الأفريقية ولهجته التي تحمل موسيقى القارة السمراء، ويعمد هؤلاء الندل لخلق حوار مع الزبون من خلال الترحيب به ليتحدث معه ببعض العبارات الأفريقية ومن ثم يوضحها لتفهم على أنها للترحيب، هذا كله إلى جانب الديكور الأفريقي أو التصاميم التي تبدأ من الزوايا وتمتد إلى قائمة الطعام، وإذا دعيت يوما إلى هذا المطعم وقرأت في قائمة الطعام الرئيسية، تقع عينك مثلا على «حساء الخضراوات وفطيرة أفريقيا المركزية المصنوعة من لحم الضلع البقري ومحشوة بأحشاء الدجاج وعيش الغراب» أو «سلطة الحنظل»، فلا تخشى شيئا واختر واحدة منها فجميعها محضرة بطريقة تعتمد على النقع لمدة زمنية معينة تمنحها طعما مستساغا جدا قد تدفعك لزيارة المطعم مرة ثانية في المستقبل.

ويقع المطعم في قبة الأزياء الموجودة في مول الإمارات وعلى الرغم من وجوده بين عدد كبير من المطاعم مختلفة الجنسيات إلا أن من يمرون في المكان لا بد أن يتوقفوا بجواره لأنه يشد الانتباه بفضل التصاميم الغريبة فهو في حد ذاته كهف حديث، مزين بالفرو والجلود والخشب والدروع وحتى النار التي تزيد الأجواء عبقا من عبق القارة السمراء وتزيد المكان حميمية وإثارة وكل ذلك جزء من العادات والتقاليد الأفريقية.