نخبة من رواد العمل الخيري يلتقون في دبي على مائدة العطاء العربي

الأعمال الخيرية العربية تبحث عن إيجاد بوصلتها عبر العمل المؤسسي

TT

ملكة الأردن تؤجل بروتوكولاتها الملكية .. رائد المصرفية الإسلامية صالح كامل يدخل بكرسيه المتحرك.. الاقتصادي العربي نمير قيردار يتخلى عن إدارة مليارات الدولارات في بنك أفنستكورب مؤقتا.. استاذ العلوم السياسية بجامعة الامارات الدكتور عبد الخالق عبد الله يتناسى السياسة ويتعاطى العمل الخيري.. فعاليات مجتمعية واقتصادية أتوا وشاركوا بقوة في أكبر تجمع عربي، لبحث توجهات العطاء العربي من العمل الخيري إلى التنمية الذي تستضيفه دبي وتنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم.

المؤسسة التي كان حاكم دبي قد أعلن عن إنشائها العام الماضي وتبرع بعشرة مليارات دولار وقفا لها، سعت من خلال جمع قيادات العمل الخيري إلى تفعيل مجالات العطاء العربية وتعظيم دور المشاركة في بناء المجتمعات العربية وإيجاد الآليات والاستراتيجيات التي من شأنها أن تمنح بعدا أعمق في مجال العمل الخيري. وأمس اجتمع نخبة من رواد العطاء والعمل الاجتماعي في المنطقة وقيادات عدد كبير من المؤسسات الاقتصادية المعنية في العمل الخيري، ولفيف من رجال الإعلام والفكر في العالم العربي، للبحث في رفع مستوى العمل الخيري ومأسسة هذه الأعمال الخيرية، بدلا من تركها تجري بصورة فردية كما هي الآن.

وكشفت نتائج دراسة أعلنت في المؤتمر وغطت ثماني دول عربية، عن توجهات العطاء العربي: من العمل الخيري إلى التغيير الاجتماعي، أن العطاء الاجتماعي المؤسسي «ينمو بسرعة في المنطقة»، واعتبرت الدراسة أن الدافع الديني للعطاء ظل قويا في الدول التي أجريت فيها الدراسة «حيث يقوم كل من الأغنياء وأصحاب الدخل المتواضع بإعطاء المحتاجين». وأجريت الدراسة في السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وقطر والكويت ومصر والأردن ولبنان وفلسطين، وهدفت إلى توثيق الصور المتنوعة الحالية للعطاء الاجتماعي المؤسسي.

ولفت الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الى الضعف الذي يشوب ثقافة العمل الخيري في العالم العربي، مشيرا إلى أن التشكيك في بعض مؤسسات الخير، ترك شكوكاً حول غالبية المؤسسات على الرغم من محدوديتها، «الأمر الذي تسبب في عزوف الناس عن التعامل مع تلك المؤسسات، في حين بات الناجح منها يعتمد بشكل أساسي على الثروة الشخصية لأصحابها ومؤسسيها». وأتفق المشاركون على ضرورة أن ينتقل العمل الخيري من الجهد الفردي إلى العمل المؤسسي، وهنا قال رئيس الغرفة التجارية الاسلامية صالح كامل إن بعض الحكومات «استولت على الأوقاف في كثير من الدول وأممتها»، وطالب صالح كامل بإخراج مسؤولية الوقف من الإشراف الحكومي إلى إشراف القطاع الخاص».

من جهته، يقول محمد القرقاوي رئيس مجلس إدارة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم أن تحديات التنمية والتقدم «تظل مستعصية إذا لم تتضافر جهود الحكومات والأثرياء والشركات العامة والخاصة والمنظمات المهنية والجمعيات الأهلية». ويشير القرقاوي إلى عدد من المشكلات التي تواجه المجتمعات العربية ومنها مشكلة الأمية التي تزداد بدلا من أن تنقص، مشيراً إلى تقرير المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة الصادر قبل أسبوعين والذي أشار إلى أن عدد الأميين في العالم العربي وصل إلى مائة مليون شخص، فضلا عن تفاقم البطالة وتوقع ازدياد معدلاتها في السنوات المقبلة. وعلى هامش هذا المؤتمر، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المؤسسة العربية للعطاء الاجتماعي، ودعا الشيخ محمد المشاركين في المؤتمر إلى التعاون في إرساء قواعد المؤسسة الجديدة «التي ستعنى برفع مستوى تنسيق جهود العطاء العربية من أجل تعظيم النتائج المتوخاة من وراء تلك الجهود وتأكيد إسهامها الفعال في تمكين المنطقة من التغلب على مجمل التحديات التي تواجهها». وستعمل المؤسسة على إطلاق وتبني مجموعة من البرامج المهمة من بينها: برنامج منح للرواد الاجتماعيين والمعني بتطوير وتعميم مبادرات العطاء الريادية، دليل العمل التطوعي من أجل التنسيق بين المشاريع الخيرية العربية، دليل المؤسسات الخيرية الذي سيساهم في تقديم معلومات وافية عن المؤسسات الخيرية وأعمالها وأنشطتها وبرامجها، ورش عمل الخير لتطوير وصقل مهارات التخطيط الاستراتيجي لدى العاملين في المؤسسات الخيرية، برنامج قيادات الخير المستقبلية ويستهدف إعداد قيادات خيرية شابة وتزويدها بالمهارات القيادية في مجال إدارة مؤسسات الخير، علاوة على تأسيس صندوق التحدي الاجتماعي لتمويل الأفكار الخيرية المبدعة.