الشوكولاته تفقد «حلاوتها» في المعرض الدولي للحلوى بكولون

حلوى مضادة للسرطان وبسكويت بيولوجي وملبس بزيت السمك

كعكة مطعمة بالفواكه في معرض الشوكولاته الدولي («الشرق الاوسط»)
TT

يحظر المعرض الدولي للحلوى في كولون ISM دخول الأطفال عادة خشية على المعروضات (مجانا للأكل) من الالتهام وخشية على صحة الأطفال وأسنانهم من كميات الحلوى التي تغطي 14 قاعة ضخمة في المعرض. لكن هذه الحال ستتغير مستقبلا بفعل النزوع الواضح لشركات الحلوى لإنتاج الشوكولاته «الصحية» الخالية من السكر، إذ غطت الحلوى والعلكة والشوكولاته الخالية من السكر قاعات المعرض، أصبحت النزعة الأبرز في عالم الحلوى، واستعاضت الشركات عن السكر بخلاصة الفاكهة والكاراميل والمرزيبان، بل وحتى الفلفل الحار والدراسين وخل البلاسيميكو.

وفي حين تحولت الشوكولاته الصلبة إلى مشروبات حلوة يشربها الإنسان بدلا من أن يمضغها، تحولت المشروبات إلى مادة صلبة تتحول إلى سائل في الفم أو بفعل رجها. وهكذا قدمت شركة كوبينوير كوبانيون الإيطالية شوكولاته صلبة على العود يهزها الإنسان فتتحول إلى مزيج سائل من الكاكاو وعصارة الفواكه للشرب. وعمدت الشركة إلى إنتاج الشوكولاته المشروبة بأنواع مختلفة من الأطعمة، فهناك المرطبات بطعم الفانيلا أو «كاكاو مدغشقر» أو بالفلفل الحار.

وطغت نزعة «البيولوجي» على المعرض بفعل انتشار الوعي الصحي والميل العام للرشاقة واللياقة البدنية. وشارك معظم العارضين، 1675 شركة من 70 بلدا، في عرض الشوكولاته السوداء، المفيدة في تحسين المزاج والدورة الدموية، والملبس والعلكة المزودة بالفيتامينات والمواد المضادة للتأكسد وخلاصات الأعشاب الصينية... الخ.

وكمثل فقد استعرض يان سوتر، من شركة «شتولفيرك الألمانية» المعروفة، قطع الشوكولاته تحمل اسم «أنتي أوكسيدانت» وقال إنها تتكون من 77% من الكاكاو المخلوط بالمواد الطبيعية المضادة للتأكسد. وهكذا تشكل المواد المضادة للتأكسد 70% من محتويات الشوكولاته الخالية من السكر. وأكد سوتر أن قطعتي الشوكولاته وزن كل منها 18 غم تحتوي من المواد المضادة للتأكسد أكثر مما يحتويه الشاي الأخضر.

ويبدو أن شركة «كاستيلو غوالفو» الإيطالية قد أعدت الشوكولاته بالتبغ للألمان بالضبط بسبب قانون تحريم التدخين في المرافق العامة الذي دخل حيز التطبيق في ألمانيا مع مطلع العام الجاري. فالشوكولاته تحتوي داخلها على أوراق التبغ ليمضغها المدخن كما كان الأجداد يمضغون التبغ في الماضي. وعرضت الشركة قطع الشوكولاته (64% كاكاو) تحتوي على مواد مركزة مستخلصة من عسل النحل ويفترض أن تنشط جسم الإنسان وترفع فاعليته الجنسية. أما الصنف الثالث الذي قدمته «كاستيلو غوالفو» فيحتوى على 73% كاكاو إضافة إلى المواد المضادة للراديكالات الحرة التي تسبب الأمراض السرطانية في جسم الإنسان.

وأدخلت شركة «كاتي شوكولاتيري» البلجيكية لأول مرة الارتشوك (الخرشوف) في إنتاج حلوياتها. وتقول الشركة إن الارتشوك المستخدم ينشط الدورة الدموية والقلب ويقوي جهاز المناعة الجسدي عند الإنسان. وطرحت نفس الشركة الشوكولاته مطعمة بدهون اوميغا3 التي تكثر عادة في زيت السمك.

ولهواة الرشاقة ومراقبة الوزن قدمت أكثر من الشركة بسكويتا وحلوى قليلة الدهن وتستخدم مختلف المواد المفيدة لجسم الإنسان. وتقول شركة «ماجيك فروتس» الألمانية إن بسكويت «بيس كيد» الذي طرحته في المعرض مشحون بالمواد التي تمنح الطفل طاقة التعليم والحركة. واستعرض جيرد باومنتال، من الشركة، لـ«الشرق الأوسط» كيسا (250 غم) من الملبس لا تزود محتوياته، كلها، جسم الإنسان بأكثر من 34 سعرة حرارية.

واعتبرت لجنة المعرض «رشاش الشوكولاته » من شركة «توكسيك ويست» الأميركية من جديد المعرض لأنها تمزج بين تناول الشوكولاته وتوفير المرح للأطفال. والرشاش (السبري) يطلق الشوكولاته السائلة في الفم، ويجد الطفل داخل الاسطوانة، بعد انتهائها، دمية أخرى من الشوكولاته المطعمة بمختلف المواد. وعرضت نفس الشركة علكة خالية من السكر ومطعمة بالكرز والدارسين والنعناع. وعرضت «براسكامب» الهولندية 100 نوع من الملبس بمختلف المذاقات والألوان والأشكال. لكن الجديد الذي قدمته يتمثل في مصاصة «توغو» التي لا تنتهي بسهولة، ولأنها لا تنتهي بسهولة، فقد أنتجتها الشركة داخل «قراب»، كالمطواة يحميها من التلوث ويستطيع الطفل إعادتها داخل القراب.

ويمكن القول إن معرض الحلوى الدولي 2008 كان أيضا معرض الخلطات العجيبة والمواد الغريبة. فهناك الإجاص بالدراسين، والمشمش بالخل، والكرز بالبطيخ، والعنب والكازو. وتوصلت شركة «راوش» البرلينية إلى إنتاج شوكولاته خالية من السكر وتتكون 100% من الكاكاو حسب مواصفات الاتفاقية الدولية حول الكاكاو، ثم أنه «عادل»، حسب تصريح اولاف بيتز من الشركة، لأنه يأتي من مزارع لا تستخدم الأطفال في العمل وتمنح للعمال أجورا سخية».

والقصبات السحرية عبارة عن قصبات لشرب السوائل من شركة «فالورا» الألمانية وتعرض لأول مرة في معارض الحلوى. والقصبة مصنوعة من «حبيبات» مستخلصة من الفواكه وتذوب جزئيا في السوائل. وهكذا يمكن للطفل أن يشرب الحليب العادي، بفضل القصبة، مطعما بالموز أو الكرز، أو أن يشرب الماء العادي كما يشرب عصير الفواكه.

وتتيح شركة «فراجيز انترناشيونال» للأطفال ممارسة لعبة «غراق السفن» أثناء تناول الطعام أو العصير وما إلى ذلك، إذ صنعت الشركة قطع السكر بشكل سفن وبواخر مختلفة تطفو طويلا على سطح السائل وترسل «ألغامها» السكرية إلى السائل. ويمكن لطفل أن يشتري علبة تحتوى على «أسطول» كامل مقابل 2 يورو. والسفن محملة بالكارميل والفانيلا المطعمة بالبندق والأماريتو.

واستقبالا لمونديال كأس أوروبا لكرة القدم تطرح شركة «جوك» الألمانية لاعبا من الشوكولاته أسمه «شاكر»، مذكرا باسم المغنية شاكيرا، مصنوع من كاكاو كولومبيا ومحشو بالمرزيبان والفستق. ويصدر «شاكر» أصواتا ويحرك رأسه قبل أن يتم التهامه. واستعدادا للفوز بكأس أوروبا، عرضت شركة «غومي بيرشن» دببها الجيلاتينة الصغيرة بألوان العلم الألماني، وكرات تحمل اسم المونديال من الشوكولاته.

وهذا ليس كل شيء في عالم الحلوى الممتد بين الكاكاو والكازو والمانغو، فهناك الشوكولاته المحضرة على طريقة شعب الأزتيك من «يوروفيتا» البولندية، والبسكويت الخالي من اللاكتوز من «غاليتا غولون الإيطالية، وعلكة «س ف ب» الملونة، التي تعد بعمل بالونات هائلة، والحيوانات المتوحشة «سافاري شوكولاته»، والعناكب والعقارب الجيلاتينية من «كورنة بورت رويال» البلجيكية، ومصاصة «تشوبا تشوبس» الإسبانية التي تحتوي على راديو داخلها (4 يورو مع البطارية).

وعلى هامش المعرض الدولي للحلوى، أعلن متحف الشوكولاته في كولون عن تحقيق رقم قياسي عام 2007 من ناحية عدد الزوار. وزار المعرض في العام الماضي أكثر من 700 ألف شخص وصار ينافس كاتدرائية كولون الشهيرة ومتحف الفن الحديث في المدينة.