الأمطار ممنوعة في افتتاح الدورة الأولمبية

محاولة من جانب الإنسان لتعديل المناخ

الحلقات الاولمبية في صورة مصابيح كهربائية ضمن الاحتفال بقدوم فصل الربيع في مقاطعة شيان يانغ بالصين (رويترز)
TT

محاولة اخرى من جانب الانسان للانتصار على الطبيعة. فقد اعلن منظمو دورة الالعاب الاولمبية في فصل الصيف القادم في بكين انهم سيتخذون عدة اجراءات بخصوص اكثر العناصر التي لا يمكن التكهن بها وهي المناخ. ففي الوقت الذي يستعد فيه الرياضيون الصينيون للمنافسات، فإن خبراء الطقس يحاولون تحقيق مهمة صعبة وهي التأكد من عدم سقوط الامطار في 8 أغسطس وهو يوم افتتاح الدورة.

فقد اعلنت وانغ جيانجي المتحدثة من مكتب الطقس في بكين «فريقنا مدرب. واستكملنا استعداداتنا». وكانت تتحدث في مؤتمر صحافي في مقر اللجنة التنظيمية للدورة.

وتجدر الاشارة الى ان الصينيين من الدول الرائدة في العام فيما يعرف باسم «تعديلات الطقس» كما ان لديهم خبرة في اسقاط الامطار اكثر من منعه. وفي الواقع فإن التكنيك هو نفسه.

وعملية «بذر السحب» معروفة نسبيا تشمل اطلاق عدة عناصر على السحب، مثل ايودايد الفضة والملح والثلج المجفف الذي يؤدي الى تشكيل قطرات مطر كبيرة، وبالتالي الى سقوط الامطار. الا ان العلماء الصينيين يعتقدون انهم نجحوا في استكمال تقنية تؤدي الى خفض حجم قطرات المطر وبالتالي تؤخر سقوط الامطار بعد تحرك السحب.

وسيستخدم تعديل المناخ فقط في مساحة صغيرة، مما يؤدي الى ما يمكن اعتباره مظلة مناخية فوق الاستاد الاولمبي الذي يسع 91 الف متفرج. والاستاد الذي بلغت تكلفته 400 مليون دولار والمعروف باسم «عش الطيور» ليس مسقوفا.

وقال وانغ يوبين المهندس في مكتب الطقس «هذه عملية في غاية التعقيد فيما يتعلق بإختيار المكان والوقت. وربما علينا ان نقرر قبل يوم او ايام من الحدث.» ويعتقد جيف راوفالو مستشار العلاقات العامة لأولمبياد بكين ان هذه هي المحاولة الاولى من نوعها بالنسبة لدورة العاب اولمبية التي يجري فيها تلك المحاولات، ولا سيما وان الدورات الاخيرة عقدت في مدن لا تشتهر بسقوط الامطار مثل اثينا وسيدني وبرشلونة.

الا ان فصل الصيف هو موسم الامطار في شمال شرق الصين. وكان من المفروض افتتاح الدورة في 25 يوليو ولكن خبراء الطقس طالبوا بتأخير الافتتاح لأطول فترة ممكنة بقدر الامكان. وبالرغم من ذلك فإن فرص سقوط الامطار في بكين في 8 اغسطس تصل الى 50 في المائة. ويتدرب خبراء الطقس على تكنيك «تخفيف الامطار» منذ عام 2006. واجروا عدة محاولات في مؤتمر القمة الافريقي الصيني ومهرجان الباندا في اقليم سيشوان، ضمن مناسبات اخرى. ويجري الصينيون تجارب على الطقس منذ الخمسينات، في محاولة لإسقاط الامطار في المناطق الصحراوية في الاقليم الشمالي.

وقد تم تأسيس مكتب تعديل المناخ في الثمانينات ويعتقد الان انه اكبر مكتب من نوعه في العالم. ويعمل به 37 الف شخص ـ معظمهم من «المحاربين» خلال عطلة الاسبوع الذين يطلب حضورهم خلال فترات الجفاف غير العادية. كما يستخدم المكتب 30 طائرة و 4 الاف جهاز اطلاق صواريخ و 7 مدافع مضادة للطائرات، كما ذكر ووانغ غوهي مدير تعديل الطقس في اكاديمية المناخ الصينية.

واوضح ووانع «لدينا اكبر برنامج في العالم واكبر عدد من العاملين والمعدات، ولكنها ليست الاكثر تقدما». وتملك روسيا اكثر المعدات تقدما، وقال انهم استخدموا عمليات «بذر السحب في عام 1986 لمنع الامطار المشبعة بالأشعة من مفاعل شيرنوبيل من الوصول الى موسكو. وبالرغم من ان العديد من العلماء يشككون في فاعلية تعديلات الطقس، فإن ووانغ يصر على انه حقق نجاحا في الصين على مدى محدود.

وأضاف «إذا كنت تتحدث عن كمية قليلة من الامطار، فيمكنك منعها، اما اذا كنت تتحدث عن كميات كبيرة من الامطار، فليس هناك ما يمكن ان يفعله الانسان.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» خاص بـ«الشرق الاوسط»