مقاعد معلقة في طائرات المستقبل

طائرة تظهر فيها المقاعد المعلقة والمقعد الذي ينطوي على نفسه في السقف
TT

يمكن لطائرات المستقبل الضخمة أن تتحول إلى قاعات احتفال كبيرة أو إلى غرف متعددة بعد أن خلص المهندسون جوفها من سطور المقاعد المعيقة للحركة. وقدمت شركة «سوليوشن» الألمانية للهندسة تصوراتها عن طائرات المستقبل في مشروع «المقاعد المعلقة» الذي يقترح تثبيت المقاعد وإخفائها في سقف الطائرة.

ويعتقد مهندسو الشركة أن التصميم الجديد لداخل الطائرة يمكن أن يساهم في حل العديد من المشاكل التقنية والصحية المرتبطة بالتصاميم التقليدية للطائرات. فالمقاعد المعلقة تختزل كثيرا من وقت الركوب (البوردنغ) لأن المقاعد المصفوفة أفقيا تسبب الزحام وإضاعة الوقت بسبب حاجة الركاب للوقوف و تعبئة حقائبهم اليدوية في المخازن. كما يمكن للمقاعد المعلقة أن تتيح للمسافر تحريك قدميه في مختلف الاتجاهات وتقليل مخاطر الطيران الطويل على الأوعية الدموية في الساقين، وتأثيرها البعيد المدى على القلب والدورة الدموية. ويمكن للمسافر مغادرة مقعده المعلق بسهولة بدون الحاجة لإحراج المسافر المجاور.

وساهم المهندس كارل غولتا، من شركة «سوليوشن»، في تصميم طائرة المستقبل بسبب معايشته لمشكلة البوردنغ أثناء سفراته المكوكية. ويقول غولتا إن المقاعد المعلقة في السقف ستختصر 20 دقيقة في الأقل من وقت صعود الركاب إلى الطائرة واتخاذ مقاعدهم. ويمكن لهذه الفترة أن تكون حاسمة في الرحلات الصغيرة داخل أوروبا، لأن رحلة بين برلين وبراغ لا تستغرق أكثر من 35 دقيقة في حين أن وقت الصعود (البوردنغ) يزيد عن هذه الفترة.

والمقاعد المقترحة عبارة عن مقاعد مريحة وخفيفة من الألمنيوم والألياف الزجاجية، تألف من عدة قطع، وتنطوي على نفسها في سقف الطائرة. ويمكن استخدام المقاعد للوقوف في الرحلات القصيرة أو الجلوس في الرحلات الطويلة، أو الحالتين عند الشعور بالحاجة. ويقترح التصميم الجديد وضع مخازن الحقائب اليدوية، التي يصطحبها الركاب معهم إلى داخل الطائرة، في الزوايا على الأرض، وبالتالي توفير مساحة واسعة على أرضية الطائرة. وهناك نوع من المرونة في المقاعد المعلقة لأن الركاب ليسوا بحاجة إلى فتح كافة المقاعد في طائرة محملة بنصف عدد الركاب فقط.

وذكرت المهندسة داغمار كودوش أن التصميم الجديد لا يزال في طور التحديث والاستكمال. ويفكر المهندسون حاليا في كيفية «إخفاء» مناضد الطعام الصغيرة أيضا في السقف أو داخل المقعد نفسه. وتوصل المهندسون بالفعل إلى طريقة لإخفاء شاشة تلفزيون صغيرة، وبرنامج تسلية إلكتروني كامل، داخل المقعد نفسه، تساعدهم في ذلك بنية المقعد المتعددة القطع.

ويمكن للشركات مستقبلا أن تستغني حتى عن المقاعد المعلقة والتحول إلى استخدام مقاعد جانبية توضع كالكنبات وتحول جوف الطائرة إلى غرف استقبال أنيقة. ويستطيع الركاب أن يتمتعوا برؤية السماء المرصعة بالنجوم عن قرب بفعل تحويل بعض أجزاء السقف إلى زجاج قوي من مركبات الكربون والألياف الزجاجية.

ووضعت المهندسة كاتيا سينكوفيتش(35 سنة) تصميما مستقبليا لطائرة نساء الأعمال وأطلقت عليه اسم «طائرة السيدات» (ليدي بلين). وتفترض سينكوفيتش دورا كبيرا للسيدات في عالم الأعمال مستقبلا، وطرحت تصميمها على شركة لوفتهانزا مع توصية بتخصيص اسطول من الطائرات الفخمة مستقبلا لسيدات الأعمال. وتتسع طائرات سيدات الأعمال الفارهة إلى 50 مسافرا، المقاعد على الجوانب كما في المطاعم الراقية، شاشة سينما كبيرة للتسلية، قاعة اجتماعات مزودة بكافة التقنيات، سقف من زجاج يتيح رؤية النجوم، مخازن صغيرة لبيع العطور والمجوهرات والملابس الراقية، غرف صغيرة للراحة والاضطجاع، حمام ببانيو وساونا، ومطبخ مجهز بالكامل. وتقول سينكوفيتش إنها «لا تريد تأنيث الطيران» لكنها تريد سد ثغرة في عالم الطيران الاقتصادي مستقبلا. فالطائرات الفخمة مخصصة حاليا لرجال الأعمال والأثرياء ورؤساء وملوك الدول وكأن النساء لا وجود لهن في عالم الاقتصاد. وتضيف «لا مانع، وفي ضوء مشروع المقاعد المعلقة، أن أصمم طائرة مخصصة كي تتلاءم مع مزاج شيوخ الخليج العربي».

وذكر كارل غولتا أن مشروع «المقاعد المعلقة» حظي باهتمام شركات الطيران ورجال العمال، في حين وجد مشروع «الطائرة النسائية» صدى لدى بعض الشهيرات، وأضاف: يمكن لباريس هيلتون أن تعرف من الآن عن استعدادنا لتنفيذ التصميم التي تفضلها.