فيينا: افتتاح أول منتدى عالمي لمكافحة الإتجار بالبشر اليوم

مشاركة عربية غير مسبوقة .. وسوزان مبارك والممثلة البريطانية إيما تومبسون تشاركان في إدارة الجلسات

الممثلة البريطانية إيما تومبسون حاملة جائزة الأورسكار تعلن في مؤتمر صحافي في العاصمة النمساوية عن افتتاح أول منتدى عالمي لمكافحة الإتجار بالبشر (رويترز)
TT

تبدأ هذا الصباح فعاليات اول منتدى عالمي من نوعه لمحاربة ومكافحة الاتجار بالبشر، وذلك بالعاصمة النمساوية فيينا، بمشاركة 1200مسؤول حكومي، واخصائي اجتماعي، وقانوني، وتعليمي، واطباء وفنانين، بالاضافة لناشطين من جمعيات غير حكومية، و116 من الضحايا الذين سبق ان تعرضوا للبيع والاتجار، من دول مختلفة.

هذا، وتشارك في افتتاح المنتدى وادارة جلساته، التي تستمر من 13 الى 15 الجاري بقاعات «أوستريا سنتر»، السيدة سوزان مبارك حرم الرئيس المصري، والممثلة البريطانية حاملة جائزة الاورسكار ايما تومبسون، بالاضافة للفنان المغني ريكي مارتن الحائز جائزة الغرامي.

ويهدف المنتدى لتفعيل البروتوكول العالمي ضد الاتجار بالاشخاص، ولمزيد من التنسيق وتبادل المعلومات والخبرات بين مختلف الوفود والمنظمات العالمية بقيادة منظمة الامم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات التي تقوم رئاستها من فيينا، ويديرها الايطالي انطونيو ماريا كوستا الذي يرفع شعار أن «الإتجار بالبشر جريمة يجب ان نخجل جميعا منها، وان نتكاتف لإزالة عارها»، بعد ان اصبحت ضحاياها سلعا يتم تداولها عالميا بسبب الجهل والظلم والفقر والحروب وعدم الاستقرار السياسي والامني، والتفرقة الاجتماعية والعنصرية، ما أدى لتفشي هذه الجريمة، استغلالا لظروف الضعفاء والمحتاجين من قبل عصابات جريمة منظمة، وشبكات دعارة عالمية، قويت شوكتها وزاد جبروتها بصورة اصبحت الاخلاقيات والمثل وحدها لن تردعها، ما يتطلب قوانين فاعلة وقوية تنشر العقاب عالميا للحد منها والقضاء عليها.

وفي مؤتمر صحافي عقده السيد كوستا والممثلة ايما تومبسون، صباح الامس، تم عرض حي لرحلة فتاة تعرضت للانتهاك والاجبار على ممارسة الرذيلة، بسبب الفقر بعد موت والدها العائل الوحيد لاسرتها، ومن حاوية سوداء ضخمة نصبت في قلب ميدان «هيلدن» لحاوية أخرى، مصمتة عدا كوات صغيرة، تشبه خرم المفتاح، ثم تمثيل المراحل المختلفة، لرحلة تلك الفتاة الصغيرة البائسة. وهي صور تتكرر يوميا لتدمر حياة الآلاف من النساء والصغار في دول متعددة.

 يذكر ان المشاركة العربية الرسمية في هذا المنتدى، تأتي بصورة غير مسبوقة، وبمشاركة عدد من البرلمانيين والوزراء، لاسيما ان المنتدى يتم بدعم مالي اماراتي ضخم «15 مليون دولار» لتنظيم فعالياته. وفي تنوير لمجموعة من الصحافيين العرب، اكد السفير ميخائيل وهبي مندوب الجامعة العربية للمنتدى، ان المشاركة العربية تتم بتنسيق وفقا للقانون الاسترشادي الموحد لمكافحة الاتجار بالبشر، والذي اعتمده مجلس الجامعة العربية 2005، ويهدف لمساعدة الدول العربية كافة لسن قوانين في هذا المجال، بالاضافة لايجاد تعريف محدد لجريمة الاتجار بالبشر، والنص بشكل واضح على تجريم هذه الممارسات وايقاع العقوبة، اعتمادا على الميثاق العربي لحقوق الانسان.

من جانب اخر أوضح السفير وهبي أن الورقة العربية للمنتدى ستركز على الآثار المترتبة على الاحتلال الاجنبي للاراضي العربية، ما زاد من ظاهرة الاتجار بالبشر في بعض الدول العربية، بسبب مخاطر الاحتلال وممارساته القسرية لاخضاع المهجرين العرب لمخاطر الاستغلال بالاضافة لظروف الفقر والجهل وانعدام الفرص المتكافئة للتنمية، مشيرا لبعض المعلومات والارقام التي تؤكد وجود اكثر من 3 ملايين من النازحين والمهاجرين العرب من فلسطينيين وعراقيين، بسبب ظروف الاحتلال. منوها الى ان اكثر ما يعيق فاعلية العمل في هذه القضية هو قلة المعلومات والارقام والاحصاءات.

من جانب اخر ينتظم المشاركون في المنتدى مباشرة بعد الجلسة الافتتاحية، في الدراسة والنقاش حول 8 محاور تهدف لإزالة مخاطر العمالة القسرية، وبحث سبل الحماية بما في ذلك الاتهام والتقاضي، وطرق رفع مستوى الادراك والتوعية للجاليات والمجتمعات التي تمر بازمات مثل العمالة القسرية والاتجار بالاعضاء البشرية، الصحة، دور أرباب العمل والمنظمات العمالية، تداعيات الاستغلال الجنسي، لاسيما تعزيز القوانين وتطويرها، وكيفية انقاذ الضحايا واعادتهم لمجتمعاتهم، وقبل كل ذلك زيادة الوعي، وتنوير الرأي العالم العالمي لمخاطر هذه الجريمة وأوجهها المتعددة والمتجددة.