دبي تجمع 39 دولة تحت مظلة واحدة في القرية العالمية

تختلط فيها الجنسيات والأعراق والأديان

لقطة من القرية المصرية في مدينة دبي
TT

لا تتوقف دبي عن محاولاتها الحثيثة لجمع العالم في أمارتها الصغيرة، وإذا كانت محاولات دبي في استقطاب أكبر عدد من الجنسيات يفوق 200 جنسية، فإن هذه المرة عكست المعادلة بإنشاء قرية عالمية تجمع أشتات العالم كله، ضمن مهرجانها التسويقي السنوي، الذي يقام تحت شعار «عالم واحد.. عائلة واحدة».

وتتميز القرية العالمية عن غيرها من النشاطات التي تقام في إمارة دبي، كونها تستضيف الملايين من الزوار والضيوف ومن كافة بلدان العالم، إضافة لمواطني الدولة والمقيمين فيها، الذين يعكسون ثقافات متنوعة ولغات وأديان مختلفة، ويتجاوز عدد زوار القرية العالمية، أكثر من 100 ألف شخص في اليوم الواحد، وسط مشاركة واسعة من دول عربية وأجنبية وصلت إلى تسع وثلاثين دولة هذا العام. ويمكن القول إن القرية العالمية تمنح مهرجان دبي للتسوق طابعاً عالمياً حقيقياً، ومفهوماً فريداً يوفر للمقيمين في دبي وزائريها إطلالة على جوانب ثقافية وتراثية لعدد من دول العالم. وبالإضافة للأجنحة المتعددة للدول المشاركة، تضم القرية العالمية العديد من الألعاب التي تتناسب مع مختلف الأعمار وتضفي على الزوار جوا من المتعة والمرح.

ففي الجناح السعودي، على سبيل المثال، ركز القائمون على الجانب الثقافي الذي يظهر تاريخ وثقافة المملكة بشكل واضح للزوار، حيث تميز تصميم الجناح بالزخارف الواضحة التي تشير إلى الطراز الإسلامي في المعمار، بالإضافة إلى الطراز العربي الحديث، حيث تبلغ مساحة الجناح 2500 متر مربع تضم 77 محلا تقدم للزبائن العديد من المنتجات، وهي البخور والعطور العربية الأصيلة ومنتجات التمور ذات النوعيات الجيدة والملبوسات السعودية التقليدية الرجالية والنسائية والأحذية والمنتجات الغذائية المختلفة والعسل والقهوة العربية والتمور وغيرها، كما يوجد في الجناح قسم للتحف والأنتيكات والمسابح والفضيات وقسم للغترة والشماغ والعقال والثوب الرجالي السعودي والجلاليب النسائية. وتقام هذه القرية سنويا في دبي منذ عام 1996 وتبلغ مساحتها 17 مليون قدم مربع، وتعدها دبي أحد أهم مزاراتها لجذب شرائح مختلفة من سياح العالم خلال مهرجان دبي للتسوق.

ويقول مسؤولو المهرجان إن الهدف منه هو جمع مختلف الثقافات والحضارات وتراث العالم على أرض واحدة، تحقيقا لشعار مهرجان دبي للتسوق «عالم واحد.. عائلة واحدة».

وتم تصميم الجناح المصري على هيئة معبد أبو سمبل الفرعوني، ويقف أمامه تمثال ضخم للملك الفرعوني رمسيس الثاني. ويجذب الجناح آلاف الزوار يوميا لالتقاط الصور التذكارية إلى جانبه. وفي داخل الجناح المصري تجد كافة تفاصيل الحياة في أي حي مصري شعبي، وكأن هذا الحي انتقل بكامله من القاهرة أو أي مدينة مصرية أخرى، ليستقر في دبي خلال فترة إقامة القرية العالمية. ويشعر كل من يزور هذا الجناح انه يزور أحد أحياء القاهرة، فعلى أبوابه تستقبلك أم كلثوم وهي تغني سيرة الحب والأطلال، لتصحبك في زيارتك التي ترى خلالها المشغولات اليدوية ومنتجات السوق الشعبي الشهير خان الخليلي، والتماثيل الفرعونية الصغيرة القادمة من مدينة الأقصر الأثرية. ويقدم الجناح لزواره مجموعة كبيرة من المأكولات الشعبية المصرية بداية من الفول والفلافل وحتى الكشري والكوارع والحمام المحشي. أما الجناح المغربي فهو يعود بزواره إلى أيام الأندلس، حيث يقدم كتبا عن حياة الأندلس ومنتجات المغرب العربي يدوية الصنع كالأدوات النحاسية المطلية بالفضة. أما البحرين فتجذب زوار القرية بأنواع مختلفة من البخور، خاصة بخور العنبر والعود والصندل والمسك.

ولأنها تعرض البخور، فلا بد أن تعرض أشكالا متعددة من المباخر التي يقبل عليها أبناء الخليج. ويعتمد جناح لبنان على عرض أنواع مختلفة من خيرات الجبل يتقدمها العسل ومربيات المشمش والتوت والفراولة، إضافة إلى أصناف من الجبن والمخللات.

حتى إيران كانت حاضرة في ثنايا هذه القرية، وركزت من خلال جناحها على عرض تشكيلة متنوعة من المكسرات والفواكه المجففة المقطوفة من إقليم شيراز، إلى جانب الزعفران المزروع في مدينة مشهد.

ويقدم جناح التشيك لزواره أشكالا وألوانا من الكريستال، وهو أمر ليس بغريب، كون التشيك تحمل لقب عاصمة الكريستال الأوروبية منذ 500 عام. وتهتم الهند في جناحها بعرض أزيائها الشعبية، يتقدمها الساري واللهانجا وملابس للرجال مستوحاة من قصص ألف ليلة وليلة.

ويشعر من يدخل أجنحة دول أفريقيا، خاصة غانا وغينيا وجنوب أفريقيا أنه في غابة، فجميع المعروضات عبارة عن مشغولات يدوية منحوتة من الطبيعة، كالأحجار والخشب الأسود، وأكثر هذه المعروضات هي الأقنعة والطبول وتماثيل لحيوانات مفترسة.

أما الصين فتستقبل الزوار في جناحها بمجسم لتنين عملاق، وتبهرهم برقصات صينية تعتمد على الحركات الجماعية والقفزات العالية، كرقصات العصا والتنين والأسد والتوازن. ويخرج الزائر من «القرية العالمية» يغلفه شعور بأنه تجول في أنحاء الكرة الأرضية كافة في متحف مفتوح، بعد أن شاهد معابد الفراعنة في جناح مصر، وفنون المعالم الفارسية في الجناح الإيراني وفنون العمارة الإسلامية في تركيا والتراث العربي في جناحي السعودية والمغرب والعمارة الآسيوية في جناح الصين.