صيني يبتكر قاعدة «مزايا إغلاق الأبواب»

حقق انتصاراته في ميدان معركة قنوات العلوم الاجتماعية

TT

في المرة القادمة التي تحاول فيها الاختيار بين مجموعة من البدائل ـ من هو الصديق الذي ستراه؟ أيّ بيت تشتري؟ ـ حاول ان تسأل نفسك هذا السؤال: ما الذي كان من الممكن ان يفعله زيانغ يو؟

زيانغ يو كان جنرالاً صينياً في القرن الثالث قبل الميلاد، نقل قواته عبر نهر يانغتسي الى اراضي العدو وأجرى تجربة في اتخاذ القرارات. فقد دمر قدور الطهو وأحرق سفنه.

وشرح اسباب ذلك بأنه سيجعل قواته تركز على التقدم للأمام، وهي خطبة حماسية لم يقدرها العديد من الجنود الذين كانوا يراقبون بدائل التراجع وهي تحترق. ولكن الجنرال زيانغ يو حقق الانتصار في ميدان المعركة في قنوات العلوم الاجتماعية.

فهو واحد من النماذج في كتاب دان اريلي الجديد «غير منطقي بالتأكيد»، وهو كتاب مسلٍّ عن نقاط الضعف الانسانية مثل الرغبة في ترك العديد من البدائل مفتوحة. والجنرال زيانغ يو كان استثناء نادرا، إذ حارب حتى حقق الانتصار لأنه كان منطقياً بطريقة غير مؤكدة.

ان معظم الناس لا يمكنهم اتخاذ مثل هذا القرار المؤلم، ولا حتى الطلاب في المؤسسات العلمية التي تتسم بالمنطقية مثل معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، حيث يعمل الدكتور اريلي أستاذا لمادة اقتصاد السلوكات. وفي سلسلة من التجارب، لم يستطع مئات من الطلاب التخلي عن بدائلهم، على الرغم من انه كان من الواضح لهم انها كانت استراتيجية غبية.

وشملت التجارب لعبة تتولى إلغاء الحجج التي نستخدمها لرفض التخلي عن الاشياء.. وفي العالم الحقيقي، يمكننا دائما القول لأنفسنا انه من الجيد إبقاء البدائل مفتوحة. فابنتك تشعر بالإرهاق بعد ممارسة كرة القدم بعد المدرسة ودروس الباليه والصينية، ولكن لا تسمح لها بعدم حضور دروس البيانو. ربما تكون مفيدة، ومن يعلم؟ ربما يحدث ذلك.

وفي تجربة معهد ماساشوستس، كان من المفروض ان تكون معرفة الطلاب افضلَ. فقد كانوا يلعبون لعبة الكترونية تدفع نقدا حقيقيا للبحث عن مبلغ من المال وراء ثلاثة ابواب على الشاشة. وبعدما فتحوا بابا بالنقر عليه، كانت كل دقة تؤدي الى حصولهم على مبلغ صغير من المال. ويختلف المبلغ في كل مرة.

وعندما يحقق كل لاعب المائة نقرة المطلوبة يمكنه تغيير الغرف للبحث عن مدفوعات اكبر، ولكن كل تغيير للحجر يستخدم نقرة لفتح الباب الجديد. وافضل استراتيجية هي البحث بسرعة في الغرف الثلاث والاستقرار في واحدة ذات جوائز اكبر.

وحتى بعدما يكتسب الطلاب خبرة في هذه اللعبة، يشعرون بالحيرة عندما تظهر صفات مرئية جديدة. واذا ما ابتعدوا عن كل الغرف، فإن الأبواب ستبدأ في الانكماش وتختفي تدريجياً.

ويمكن تجاهل هذه الابواب المنكمشة، إلا انهم لم يتمكنوا من ذلك. فقد اضاعوا وقتا طويلا في النقر والعودة لفتح الابواب بحيث انخفضت ارباحهم بنسبة 15 في المائة. وحتى عندما زادت عقوبات التحول. لماذا ارتبطوا هذا الارتباط بالابواب؟ ان اللاعبين مثلهم مثل والد التلميذ الذي يدرس البيانو، سيقولون انهم يحاولون ترك البدائل المستقبلية ضعيفة. ولكن هذا ليس السبب الحقيقي، طبقا للدكتور اريلي وشريكه في التجربة جيوونغ شين عالم الاقتصاد في جامعة ييل الآن.

وقد زادا الأمر تعقيدا بتقديم نقطة جديدة. فهذه المرة، وحتى اذا ما اختفى الباب من الشاشة، يمكن للاعبين إعادته للظهور مرة اخرى، وبالرغم من ذلك فقد قضوا وقتا طويلا يحاولون منع الابواب من الاختفاء. ويشير الدكتور اريلي في كتابه «ربما نعمل وقتا طويلا، بدون معرفة ان طفولة اولادنا تختفي تدريجياً.. وفي بعض الاحيان تغلق هذه الابواب بطريقة بطيئة بحيث لا نشعر بها.

وأوضح «ان اهتم اهتماما كبيرا بالعمل، فأنا عرضة للأخطاء مثل العديد من الناس. لدي العديد من المشاريع. ولكن في كل مرة تتبادر لي فكرة او يقدم لي شخصا فرصة للتعاون، اكره التخلي عنها».

ما الذي يمكن فعله؟ اجابة واحدة، كما يقول الدكتور اريلي هو تطوير المزيد من نقاط الرقابة على زيادة العمل. ويشير الى الزواج كمثال «في الزواج نخلق موقفا نتعهد فيه لأنفسنا بالحفاظ على البدائل مفتوحة. ونغلق الابواب ونعلن للجميع اننا اغلقنا الأبواب».

*خدمة «نيويورك تايمز»