في ندوة بالأردن: أخصائيون يحذرون من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية

دعوة إلى تقنين استخدامها والامتناع عن صرفها للمرضى إلا بوصفة طبية

TT

حذر مختصون شاركوا في ندوة التأمت امس (الجمعة) على شاطئ البحر الميت بعنوان «آخر المستجدات في مجال التشخيص والسيطرة على الالتهابات الشائعة والأكثر خطورة»، من الافراط في استخدام المضادات الحيوية، في ظل انتشار ظاهرة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية بما تشكله من خطورة على صحة وحياة المرضى. وشددوا على أهمية تقنين استخدام المضادات الحيوية وحصرها في الحالات التي يثبت فيها التشخيص ونتائج الفحص المخبري، وجود التهاب بكتيري.

وأوضح المختصون أن البكتيريا طورت على مر الأعوام أنظمة دفاعية تحميها من المضادات الحيوية، الأمر الذي أدى إلى عدم فاعليتها في علاج العديد من حالات الالتهاب البكتيري. وشارك في الندوة التي نظمتها مختبرات «سانوفي افنتس» العالمية، 30 طبيبا عاما تعرفوا خلالها على أهمية الإرشاد والتوعية عند استعمال المضادات الحيوية وعلى المشاكل المرتبطة بتطوير وانتشار المناعة للمضادات الحيوية.

وقال أخصائي الأمراض المعدية ومكافحة العدوى الدكتور مصطفى سعد إن ظهور بكتيريا تقاوم المضادات الحيوية تسبب ضعفا في الاستجابة للعلاج وتؤدي الى فشله، وتعرض صحة المرض للخطر.

ودعا اختصاصي الالتهابات الميكروبية والحمى الدكتور منتصر البلبيسي، الصيادلة الى الامتناع عن صرف المضادات الحيوية للمرضى إلا بوصفة طبية وعدم الرضوخ لضغط المواطنين، مطالبين بحصر وصف المضادات الحيوية بالاطباء الاختصاصيين.

وعزا مستشار الامراض المعدية والحميات الدكتور جمال الوادي تنامي ظاهرة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية الى التشخيص غير الدقيق للأمراض والإفراط في إعطاء المضادات الحيوية للمرضى بكميات غير محسوبة فضلا عن إعطاء اكثر من نوع في ذات الوقت، بدون الاستناد الى دليل تشخيصي كاف لهذا الاجراء. واضاف اخصائي الامراض المعدية الدكتور أسامه ابو العطا أن من الاسباب الرئيسية لمقاومة البكتيريا ايضا الاستعمال غير المبرر للمضادات الحيوية خصوصا ان العدوى قد تكون فيروسية وليست بكترية ولا تحتاج الى مضادات حيوية، وبالتالي تصبح البكتيريا مقاومة للمضاد الحيوي في المستقبل. ولم يغفل المختصون دور المرضى في هذا المجال مدللين على ذلك بكثرة تناول المضادات الحيوية من دون اللجوء في معظم الأوقات إلى الطبيب اضافة الى توجه المرضى في كثير من الاحيان الى التوقف عن تناول المضاد قبل انتهاء فترة العلاج الموصوفة لهم لشعورهم بتحسن حالتهم الصحية.

وأكد اختصاصي الامراض المعدية الدكتور فارس البكري أهمية التوعية الصحية والتثقيف والإرشاد للأطباء ومرضى السكري في سبيل الوقاية من الاصابة بالتهاب القدم السكرية، مشيرا الى ضرورة استخدام المضاد الحيوي الذي يتلاءم مع شدة الالتهاب وبالوقت المناسب. واعتبر اختصاصي الامراض الصدرية والعناية المركزة الدكتور يوسف نعواس، ان الامتناع عن التدخين افضل وسيلة للمحافظة على الجسم بمنأى عن امراض الانسداد الرئوي وان التوقف عنه يعد انجع طريقة للعلاج لاسيما ان التدخين يؤدي الى التهابات في الجسم بشكل عام ومنها التهابات القصبات الهوائية والاوعية الدموية والانسداد فيها وتصلب الشرايين وغيره. وتشير الارقام العالمية الى ان مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تختلف من بلدٍ إلى آخر وان 33 بالمائة من بكتيريا المكوّرات الرئوية مقاومة للبنسلين في اميركا مقابل 6.15 بالمائة في أوروبا، و53 بالمائة في جنوب شرقي آسيا في حين تصل نسبة مقاومتها الى 4.4 بالمائة في أستراليا.