معرض «سي بت 2008» الدولي للكومبيوتر يتجه بيئياً

هاتف جوال يعرض أفلام الفيديو بقطر 2.5 متر.. وقرط للموسيقى وزنه 6 غم

«سي بت» كومبيوتر محمول مصغر من «اسوس»
TT

يضيف المعرض الدولي للكومبيوتر (سي بت) المزيد من التقنيات الحديثة إلى عالم المعلوماتية والانترنت والاتصالات، لكنه يعاني في ذات الوقت من السرقات «الفيزياوية» و«الافتراضية» التي تستنزف قواه، حيث ذكرت إدارة المعرض أن المعرض سجل في اليومين الأولين لافتتاحه حصول 202 سرقة كلفت الشركات المساهمة أكثر من 180 ألف يورو. وفي حين يجلب البعض أدوات قاطعة حادة لفصل الكاميرات والهواتف الجوالة الصغيرة عن سلك التأمين ضد السرقة الذي يربطها، يستخدم «لصوص الإنترنت» كل حيلهم التقنية للتسلل إلى الكومبيوترات وسرقة البرامج الجديدة قبل نشرها.

وشارك في معرض الـ«سي بت» الدولي 2008 نحو 1845 عارضاً من 77 دولة وتابع أحداثه، بين 4/3-9/3 الجاري أكثر من 2000 صحافي، ويتخلله أكثر من 1000 مؤتمر صحافي تقيمه الشركات لشرح منتجاتها التقنية الجديدة. وكما جرى في معرض السيارات الدولي، شهد قطاع الكومبيوتر والمعلوماتية توجها ظاهرا نحو إنتاج الأجهزة والبرامج الصديقة للبيئة. وشاركت معظم الشركات الكبيرة في الجناح 8 الذي خصصته إدارة المعرض للمنتجات البيئية تحت عنوان «Green it!». وأكدت شركة «سوني» أن كومبيوتراتها الجديدة تستهلك نصف ما تستهلكه الكومبيوترات التقليدية من كهرباء. كما صنعت موادها من مواد قابلة للتدوير، وبعضها من مواد طبيعية. وتقول مايكروسوفت إن الجيل الجديد من كومبيوتراتها المحمولة تطلق أقل ما يمكن من غاز ثاني أوكسيد الكربون إلى الجو. وهكذا انجذب الجمهور لرؤية الكومبيوتر الذي صنعت شركة «سي تي» غلافه من قصب البامبو ولاب توب سوني الذي صنع غلافه من الورق والكرتون المدور.

وكان الكومبيوتر المحمول Eee PC أصغر وأرخص الكومبيوترات المطروحة في الـ«سي بت» 2008. وهناك نسخة منه مخصصة لأطفال العالم الثالث ولا يزيد سعرها عن 100 دولار. ولا ينافسه في هذا المضمار غير الكومبيوتر المحمول من «أسوس» الذي تبلغ أبعاده 22,3 X16,5 سم ولا يزيد وزنه على 920 غراما.

وفي القاعة ذاتها، عرضت شركة «بيتكوم» مكتبا مستقبليا يصور المكتب الإلكتروني المراعي للبيئة، وهو مكتب يتخلى عما يسمى «سلطة الكابلات» لصالح تقنيات «البلوتوث»، ولا يترك نفايات إلكترونية بعد إحالة أجهزته إلى التقاعد، ويستهلك القليل من الكهرباء. ويمكن للموظفين، في البنوك والدوائر، أن يشرحوا الأمور للزبائن باستخدام «النوت بوك» من فوجيستو سميتز P1620 الذي تدور شاشته على مفصل بدرجة 360. وزودت شركة «هاما» الكومبيوتر المحمول بفأرة صغيرة جدا ومفلطحة إلى حد من الممكن إخفاؤها داخل بنية الكومبيوتر. سمك الفأرة لا يزيد عن سمك بطاقة بنك ويخاطب نسبة عالية من الزبائن الذين يتثاقلون من استخدام الفأرة المدمجة Mouse Pad. والمسافرة «ترافلر» من شركة «جينيوس» هي أول فأرة في نوعها لا تستخدم عجلة ولا أزراراً. واستخدمت الشركة تقنية لمس خاصة، كما هي الحال في شاشات اللمس، لتشغيل الفأرة. وتنزل الأخيرة العام الحالي إلى السوق بسعر 45 يورو.

وهكذا استمر الهاتف الجوال في تطوره وتحوله إلى جهاز للمكالمات والموسيقى والتقاط الصور والملاحة، وأخيرا لعرض أفلام الفيديو وبكفاءة عالية تقترب من أجهزة العرض الكبيرة (Beamer). وحولت شركة «ميكروفيشن» الهاتف الجوال الصغير إلى سينما متنقلة بفضل تقنية مصغرة لعرض أفلام الفيديو. والجهاز يصلح لالتقاط الصور والمكالمة وسماع الموسيقى والتقاط الأفلام، لكنه قادر على عرض فيلم فيديو على الجدار بمساحة قطرها 2.5 متر، وبكثافة نقطية عالية. وسينزل جهاز العرض الجوال الصغير من «ميكروفيشن» إلى الأسواق في خريف هذا العام وبسعر 205 يورو.

وعلى صعيد السينما أيضا عرضت شركة صناعة العدسات الألمانية (زايس) نظارة تعرض الأفلام بكثافة نقطية عالية على «شاشتها» أو عدستها السوداء. ودمج المهندسون الميكرفونات في إطار النظارة ويوفر الصوت بـ«الستيريو» للمشاهد. ويمكن للأخير حمل جهاز عرض صغير في جيبه يتصل بالنظارة كي يشاهد أفلامه أثناء السفر دون أن ينغصه أحد.

وما انفكت أجهزة تسجيل وسماعات الموسيقى تصغر وتزداد قدرة على خزن المعلومات والعمل عليها. واعتبر جهاز الموسيقى المصغر من «بلوتوث تكنولوجي» اصغر جهاز في نوعه بالمعرض. والجهاز بحجم قرط، يمكن تعليقه في الأذن، وغير مزعج لأن وزنه لا يزيد عن 6 غرامات (سعره 50 يورو). وعرضت شركة «شيرو» اليابانية مكعبا للموسيقى لا تزيد أبعاده على 3 سنتمترات مكعبة وقادر على حفظ ساعات من الموسيقى. وقدمت شركة «هاما» تصميما معدنيا و«فضائيا» لجهاز الموسيقى الستيريو المصغر «تويدل». والجهاز عبارة عن شريحة إلكترونية لحفظ الموسيقى وإطلاقها، مع مكبري صوت بشكل أنبوبين معدنيين، ويمكن دمجه في الهاتف الجوال أو بجهاز MP3. وفي عالم الهاتف الرائي، المزود بشاشة، عملت شركة «مايكروسوفت» على تزويد الكومبيوتر بكاميرا رقمية لا تشعر المتكلم بالحرج. فالزبون قادر على التحكم في الكاميرا واختيار، ظهور صورته فقط، أو ظهور صورة المكتب، أو أن يخفي حركة أفراد العائلة في الخلفية. والكاميرا مزودة بعدسة مزدوجة ولا يزيد سعرها على 50 يورو.

ولأول مرة تطرح «سوني»، في صناعة التلفزيونات، تقنية جديدة تقلل استخدامَ الكهرباء والإضاءة وتضمن صورة عالية النقاوة. وتلفزيون سوني XEL-1 يستخدم صمامات ضوئية ثنائية تختصر الضوء الذي تشع به الشاشة ويقدم بذلك صور لا تشوش فيها ولا تؤذي العين، وسعر التلفزيون من شاشة قطر 81 سم هو 1200 يورو.

ولأن الملايين من مشاهدي التلفزيون يتذمرون من تميز فيلم السهرة بأفلام الدعاية، وخصوصاً في المشاهد المثيرة، فقد أخذت شركة «فيلبس» على عاتقها تحرير المشاهد من هذه المحنة. وجهاز تسجيل «دي في دي» فيلبس يتعرف على الإعلانات ولا يسجلها مع الفيلم. وسبق للشركة نفسها أن قدمت تقنية أخرى، للحاقدين على الإعلانات، تجعل التلفزيون يقفز إلى برنامج آخر حال بدء فترة الدعايات المملة. ودخلت التقنية النانوية (النانومتر يعادل واحدا من مليار جزء من المتر) بقوة إلى عالم صناعة البروسيسورات في «سي بت» 2008. وعرضت شركة «AMD» أول بروسيسور تمت صناعته من أجزاء صغيرة يبلغ قطر الواحد منها 45 نانومتراً فقط. وسبق للشركة أن عرضت، في برشلونة العام الماضي، بروسيسورا تمت صناعته من أجزاء يبلغ قطر الواحد منها نحو 65 نانومترا. ونجحت الشركة، رغم تقلص حجم البروسيسور، في رفع قدراته بنسبة 40% وخفض استهلاكه الكهرباء بنسبة 50%.

وكالمعتاد لم يخل «سي بت» 2008 من المنتجات «المجنونة» التي سبق أن ظهرت في المعارض الدولية الأخرى. وربما من أهم هذه المنتجات هو «عصا ميملاين» من شركة «ميملاين» الذي يجمع بين الفأرة وولاعة السيجارة وعصا الموسيقى. وقدمت شركة «اكو ديفايس» جهازا مصغرا اسمه «بوب الارم» يلصق على حفاظات الأطفال ليخبر الأم بأن حفاظة ابنها قد امتلأت وحان وقت استبدالها. وطبيعي، فإن الجهاز عبارة عن جهاز استشعار بيولوجي حساس للماء والضغط. عدا عن ذلك، فقد عرضت بعض الشركات الصغيرة منتجات بتصاميم غريبة، مثل الكومبيوتر بشكل جهاز ميكروويف وكومبيوتر مضاد للماء لهواة دخول الانترنت أثناء الغوص.