إحصائية: الأميركيون ينامون أكثر

نصف السكان يقيلون مرتين في الشهر

TT

الاميركيون ليسوا محرومين من النوم كما كان يعتقد، ففي الواقع يبدو انهم يحصلون على مزيد من فترات النوم هذه الايام بالمقارنة بسنوات قليلة ماضية، طبقا لتحليل مستقل لإحصائيات حكومية.

والاكتشافات الجديدة تتعارض مع التصور العام واسع الانتشار بأن الاميركيين ينامون اقل واقل بسبب زيادة مطالب العمل ووسائل الانشغال المنتشرة مثل الانترنت والتلفزيون الكابلي.

وقال جون روبنسون وهو عالم اجتماع في جامعة ميريلاند الذي قاد فريق التحليل «يعمل العديد من الاميركيين كثيرا، ولكن لا يبدو ان معظمهم ينام اقل من اجل العمل كثيرا». واكتشف التقرير وهو بعنوان «غير محروم: النوم في اميركا 1965 – 2005» ان الاميركيين ينامون في المتوسط 59 ساعة في الاسبوع في عام 2005 وهي اخر سنة اجريت فيها احصائيات حول النوم. وهو يعني ثلاث ساعات اكثر من عام 2000.

وتتعارض الارقام الجديدة مع استطلاع «النوم في اميركا» الذي اجري في العام الحالي، وهو الاستطلاع الذي يشار اليه دائما وتجريه سنويا مؤسسة النوم القومية ومقرها واشنطن، التي تطالب بتشخيص وعلاج افضل لمشاكل النوم».

وقد ذكر الاستطلاع ان الاميركيين يحصلون على ما متوسطه 48 ساعة اسبوعيا.

والفرق كما يقول الخبراء، يعكس منهج البحث. فإستطلاع مؤسسة النوم يطلب من الاميركيين تقدير فترات نومهم. وبالمقارنة فإن تحليل ميرلاند يعتمد على معلومات تفصيلية عن «الوقت المستخدم» من مكتب الاحصائيات في وزارة العمل. ومن هذا المنطلق يجب على الافراد تقديم تفاصيل كل دقيقة من اليوم السابق.

وقال روبنسون «يقدم لنا ذلك صورة افضل للوقت اكثر من تقدير الشخص للفترة التي يقضيها في النوم.» والعامل الرئيسي الذي يؤثر على الفترات التي يقضيها الانسان في النوم هي ما اذا كان يعمل، مثلما اوضح التحليل. وكشف التحليل ان الفروق الواضحة بين الرجال والنساء والأشخاص في مختلف الاعمار والأجناس تختلف عندما يوضع عامل العمل في الحساب.

وأضاف روبنسون «ينام كبار السن فترات اطول، ولكن يرجع ذلك الى انهم لا يعملون. اذا ما سيطرت على تلك الفروق، فإن الفرق في النوم يختفي ايضا». واكثر الاكتشافات مفاجأة هي التلميح الى ان فترة النوم ربما تبدأ في الزيادة بعد عدة حقبات من الجمود.

تظهر المعلومات الجديدة أن الأميركيين ناموا ما معدله 8.5 ساعة في كل ليلة خلال عام 2005، مقارنة بثماني ساعات في عام 2000. وتأتي كل دقائق النوم الإضافية في ليالي السبت: ما معدله 9.5 ساعة في عام 2005 مقارنة بـ8.8 ساعة في عام 2000.

كذلك زاد وقت النوم في ليالي الجمعة من 8.5 ساعة إلى 8.9 ساعة وساعات النوم خلال أيام العمل زادت من 7.8 ساعة إلى 8.2 ساعة.

ونشر علماء الاجتماع في جامعة تورنتو الكندية تقريرا عن اتجاهات النوم في كندا.

وقال روبنسون في مقارنة للنتائج التي حصلت عليها مؤسسة النوم القومية إنه ليس مستغربا أن يقلل الأشخاص الذين سئلوا عن ساعات نومهم من مدتها. وأضاف: «إنه رمز للمكانة. إذا كنت أميركيا جيدا فإنك تعمل كل الساعات. إنها فضيلة في المجتمع الأميركي الا تنام بما فيه الكفاية».

وقال السيكولوجي كريستوفر دريك من مركز النوم في مستشفى هنري فورد بديترويت: «للاستطلاعات الخاصة باستخدام الوقت قضايا أيضا. التقلب في الفراش تحت تأثير الأرق والوقت المقضي في الاستيقاظ والوقوع في النوم كلها محسوبة كأوقات نوم في هذه الاستطلاعات».

ويتفق روبنسون ودريك على أن معدلات النوم لا تنقل كل الحقيقة وأن بعض الأجزاء من المجتمع تحصل على ساعات نوم أقل هذه الأيام على الرغم من ان أولئك غير المتعلمين والعاطلين قد ينامون أكثر.

وقال دريك: «الرسالة التي نريد إيصالها هي أن الحرمان من النوم لا يشمل الجميع لكن هناك أجزاء من المجتمعات تعيش مع نقص مستمر في النوم وتحصل على أقل من 6 ساعات نوم كل ليلة». وهذا يشمل ثلث العمال الذي يعملون بطريقة المناوبة والذين أفادوا أنهم ينامون أقل من ست ساعات خلال كل 24 ساعة وهناك 43% من الأشخاص الذين يشغلون عملين وهؤلاء قالوا إنهم لا ينامون بشكل جيد سوى مرتين في الشهر.

وهناك حل واحد يتمثل بالقيلولة، فهناك أقل من نصف سكان الولايات المتحدة يقيلون مرتين أو أكثر في الشهر ولمدة لا تزيد على نصف ساعة حسبما قالته مؤسسة النوم القومية، وهناك 10% يقيلون خلال فترة الاستراحة في أماكن عملهم.

وقال دريك: «الشيء الأساسي بالنسبة لنا هو إخبار الناس بأن يجعلوا النوم واحدا من أسبقياتهم لأنك إذا لم تقم بذلك فإنه من السهل أن يصبح النوم في قاعة قائمة الأسبقيات».

* خدمة «واشنطن بوست» (خاص بـ«الشرق الأوسط»)