ويلز «مبشر» ويكيبيديا الرقمي في قفص الاتهام

رغم سطحية الاتهامات إلا أنها تبيِّن المصاعب التي تواجه الموقع الإلكتروني

جيمي ويلز
TT

منذ أن ساعد على ايجاد موقع ويكيبيديا عام 2001، ظلت مختلف التسميات تطلق على جيمي ويلز مثل «الدكتاتور المحسن» و«الملك» و«المبشر الرقمي» و«الزعيم الروحي لعشرات الآلاف من المتطوعين الذين جعلوا من موقع ويكيبيديا واحداً من أكثر عشرة مواقع جذبا للزوار على شبكة الانترنت». تقول سو غاردنر، المديرة التنفيذية الجديدة لـ«مؤسسة ويكيبيديا» التي تدير عددا من مشاريع ويكيبيديا، انها عندما التقت ويلز لأول مرة قال لها مازحا انه ينظر إلى نفسه وكأنه ملكة انجلترا، وهي تلوح للجمهور. معروف ان الإعلام الإخباري يفضل تسليط الضوء على الفضائح الملكية. ولسوء حظه اصبح ويلز محل اتهامات بالتدخل لحماية صفحة للمعلقة الإخبارية ريشل مارزدين في موقع ويكيبيديا نشأت بينه وبينها علاقة غرامية. وألهبت الاتهامات مجموعة من رسائل الجوال المكتوبة التي قيل ان ويلز وريشل مارزدين تبادلاها. ونشرت هذه الرسائل على موقع على الانترنت. ازداد الحديث حول هذه القضية إثر تناول ويلز هذه القضية على الموقع الخاص به على شبكة الانترنت مطلع الشهر الجاري. وأعلن ان العلاقة بينه وريشل مارزدين قد انتهت.

وكانت ريشل قد عرضت على موقع «إي بي» eBay تي شيرت وسترة تركهما ويلز في شقتها. وعرض مبلغ 500 دولار لشرائهما بعد وقت قصير من عرضهما للبيع في «إي بي». وكانت هناك تساؤلات متواصلة أثارها موظفون سابقون في ويكيبيديا زعموا فيها ان ويلز استغل الحساب المالي المخصص له وأنفق مبلغ 1300 دولار على غداء لأربعة أشخاص في مطعم بفلوريدا، إلا ان هذه المسألة نفيت في نهاية الأمر، كما ان هناك اتهامات بإنفاقه مبلغ 30 ألف دولار كمصروفات دون إبراز إيصالات. توضح هذه الاتهامات، على الرغم من انها شخصية وسطحية، المصاعب المتزايدة التي تواجهها ويكيبيديا. وكان حجم الطاقم الذي يعمل في ويكيبيديا قد ارتفع من 9 أشخاص إلى 15 شخصا في الوقت الراهن. كما ارتفعت ميزانية ويكيبيديا من 2.2 مليون دولار، العام الماضي، إلى 4.6 هذا العام. وتقول سو غاردنر ان عددا كبيرا من الناس لا يدرك ان ويكيبيديا موقع غير ربحي يعتمد على التبرعات. وأشارت في هذا الصدد إلى آخر تبرعات دفعها 45000 شخص على أساس متوسط تبرع يبلغ 30 دولاراً. وكان ويلز ومجلس مؤسسة ويكيبيديا قد حاولا إضفاء طابع أكثر مهنية على المشروع بنقل مكاتبه من سينت بيترزبيرغ بولاية فلوريدا إلى سان فرانسيسكو كي يصبح قريبا من وادي السيليكون. وكان مجلس الأمناء المكون من سبعة أعضاء، بمن في ذلك ويلز، قد استعان بإداريين جدد، ابتداء من سو غاردنر، فضلا عن صحافي سابق كان مديرا لموقع هيئة الإذاعة الكندية CBS على شبكة الانترنت. إلا ان أعضاء جمهور ويكيبيديا المنتشر حول العالم والذي يكتب بما يزيد على 200 لغة لا يزال متمسكا بنظام اللامركزية وطبيعة الموقع غير الربحية. وفي سياق تطلع الناس الى معرفة الآخرين، سواء كانوا من المشاهير أو من غيرهم، قالت مارسدين، كاتبة العمود والمعلقة السابقة في «فوكس نيوز»، انها اتصلت بويلز بعد أن جرى تشويه مقصود لصفحة مقالتها. وكتبت عبر رسالة بالبريد الإلكتروني ان «جيمي تطوع لإحداث تغييرات في صفحتين بويكيبيديا بعد أن نشأت بيننا صلة شخصية ورومانتيكية. وقبل ذلك لم يكن بوسعه ان يهتم بصورة أقل». وكتب ويلز على صفحة استخدامه انه لن يتدخل قبل اللقاء مع مارسدين، ولخص الموقف قائلا ان «مشاركتي في حالات مثل هذه روتينية تماماً، وأنا فخور بذلك». غير أن الحادث فتح حياته الشخصية على مواقع القيل والقال في وادي السليكون. وفي الوقت نفسه، فان موظفا سابقا في المؤسسة هو داني وول صمم مدونة حيث قدم تفاصيل عما يقول انه انتهاكات ويلز. وبينما تعني المزاعم وقتا سبق مجيء غاردنر قالت «قمت بمحادثاتي الخاصة مع الناس وأنا مقتنعة بأن جيمي لم يستخدم أموال مؤسسة ويكيبيديا لتقديم اعانات الى تكاليفه الشخصية. أعتقد انه يضع على نحو مؤكد مصالح المؤسسة قبل مصالحه الخاصة». وخارج نطاق المسائل الشخصية، عبر كثير من أعضاء ويكيبيديا عن تحفظاتهم على علاقة المشروع مع اليفيشن بارتنرز. وقال ويلز في مقابلة معه ان الايفيشن بارتنرز كانت قد عبرت في البداية عن اهتمامها بفرص العمل مع ويكيبيديا، ولكن «تطلب الأمر اجتماعاً واحداً معه لمعرفة أن المسألة غير مطروحة للبحث». وأضاف انه «من المؤكد انه لا يمكن أن يكون هناك استثمار في ويكيبيديا. فويكيبيديا مؤسسة غير ربحية وستكون هكذا على الدوام». وقال ويلز ان الاجتماع الأولي مع اليفيشن أدى الى اقامة علاقة مع واحد من شركائها هو روجر ماكنيم، الذي يؤكد أنه يعمل كمتطوع بصورة مستقلة بالكامل عن مشروعه. ويصفه ويلز باعتباره «نوعا من مرشد في القيام بجمع التبرعات». وقال غاردنر ان ماكنيم كان قد نظم في الماضي حملة تبرعات بقيمة 500 ألف دولار، كما نظم حملة أخرى بالقيمة ذاتها جرت الأسبوع الماضي. ولكن ماكنيم لم يؤكد هذا ولكنه قال «أنا متطوع في ويكيبيديا، أساعد في استراتيجية جمع التبرعات وتنمية المشروع. وليس لذلك علاقة ببارتنرز، وينبغي ألا يختلط أمر ذلك على أحد».

* خدمة «نيويورك تايمز»