ألمانيا: طريقة حديثة تعد بالتغلب نهائيا على ظاهرة رفض الأعضاء المزروعة

«المونوسايت» تعد أيضا بمعالجة أمراض المناعة الذاتية

TT

أعلن الأطباء الألمان عن نجاحهم في تجاوز أكثر معوقات عمليات زرع الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان. وذكر الباحثون من جامعة كريستيان ـ البريشت الألمانية في كيل (شمال) أنهم زرقوا، مع العضو المزروع، أجساما مضادة مستمدة من دم المتلقي جعلت نظام المناعة عنده يتقبل العضو المزروع كما لو أنه عضوا من جسمه نفسه.

وعبر البروفيسور فريد فيندريش، من جامعة كيل، عن تفاؤله بالنتائج الأولية التي تحققت من خلال زرع الأعضاء بالطريقة الجديدة. فنظام المناعة لدى المتلقين تقبل الأعضاء المزروعة بسهولة، وجرى بالتالي التغلب على ظاهرة رفض الأعضاء المزروعة التي يتعامل فيها نظام مناعة الشخص المتلقي مع العضو المزروع كجسم غريب. وذكر فيندريش أنهم «هيئوا» دم المتلقي بأجسام مضادة مستمدة من دمه، بعد خلطها بخلايا من نظام مناعة المتبرع، وان المتلقي تلقى العضو المزروع «تماما» كما لو أنه عضو من أعضائه.

وعمل العلماء على «ترشيح» خلايا المونوسايت (الكريات البيضاء الوحيدة النواة) من دم المتبرع، التي تعمل كخلايا دفاعية «أولية» في نظام المناعة، ومن ثم معاملتها مختبريا بواسطة محاليل خاصة لمدة 5 أيام. وطورت المونوسايت في هذا الوقت بنية جديدة، وخصوصا على سطحها العلوي، أهلها للدور الجديد كخلايا «خادعة» لنظام مناعة المتلقي. ولم تطور المونوسايت المعدلة أي تفاعل مناعي مضاد مع الأجسام المضادة من دماء المتلقي حينما جمعتنا سوية في أنبوب اختبار. تم بعد ذلك ترشيح الليمفوسايت الخاصة بالمتلقي مجددا وأعيد زرقها في دم المتلقي.

ويعترف فيندريش بأن العلماء لم يفهموا تماما ما حصل بين مونوسايت المتبرع وليمفوسايت المتلقي (الخلايا البيضاء الليمفاوية المختصة بالدفاع) وأنهم بصدد تحليل ذلك، لكنهم يعتقدون الأخيرة تعلمت من الأولى وتولت بنفسها تهيئة نظام مناعة المتلقي لتلقي العضو المزروع الخاص بالمتبرع. وتمت تجربة الطريقة على ثمانية مرضى تلقوا أعضاء مزروعة مختلفة ومن متبرعين مختلفين. ولم يظهر7 مرضى (متلقين) منهم «عمليا» أي تفاعل يدل على الرفض، في حين أظهر المريض الثامن رد فعل ضعيف على العملية.

وتحدث فيندريش عن إنجاز آخر على صعيد زرق الأدوية الكابحة لنظام المناعة عند المتلقي. فالمعتاد، وحتى في أفضل طرق زراعة الأعضاء الحيوية، أن يتلقى المريض جرعات عالية من ثلاثة أدوية كابحة للنشاط المناعي، في حين أن مرضى كيل الثمانية تلقوا جرعات ضئيلة من دواء واحد فقط. وأدى تقليل عدد الأدوية وخفض الجرعات إلى تقليل مخاطر الالتهابات والأمراض السرطانية التي تنجم عن الخفض الشديد لنظام المناعة لدى المتلقي. وهكذا فقد رفعت الطريقة الجديدة الكثير من أعباء الاختلاطات والمضاعفات عن كاهل المريض.

واضطر فريق العمل إلى زرق المتلقين بالدواء المذكور رغبة منهم بقتل الأجسام «السامة» التي يطرحها العضو المزروع عادة في دماء المتلقي. فقد ظهر من خلال التجارب المختبرية أن هذه الأجسام السامة تنمو أسرع من نمو وتكاثر الخلايا «الخادعة».