وحدة «داش» لمواجهة تقلبات حركة المرور

ستغير من خبرات قيادة السيارات

وحدة «داش» ستحول كما هائلا من معلومات الموقع من السيارات إلى خارطة معقولة (واشنطن بوست)
TT

بالنسبة للسائق الوحيد، فإن تقلبات حركة المرور يمكن ان تكون غير متوقعة.

ولذا فإن بعض رجال الاعمال في مجال التكنولوجيا يتسألون عما يمكن ان يحدث اذا ما كان يمكن ربط كل هؤلاء معا وتحذير بعضهم البعض.

وسيبدأ تجربة الفكرة هذا الاسبوع، عندما تبدأ شركة «داش نافيغيشون» في بيع جهاز تحديد المكان العالمي للسيارات مزدوج الاتصال، مما يؤدي الى خلق شبكة من السائقين. وسيجمع كومبيوتر مركزي معلومات عن الموقع والسرعة من كل سيارة، ثم يخلق ويبث ما تآمل الشركة في انه اكمل صورة لحركة المرور.

ويعتمد النظام علي الفكرة المستقبلية «للعقل الخلية» وهو عبارة عن تجمع ما يشعر به كل فرد في جماعة. وتعكس الجهود ما يعتبره العديد واحدا من اكثر المناطق الخصبة في مجال الاختراعات: جمع وتحليل المعلومات من موارد متفرقة ولكنها مرتبطة ببعضها البعض.

والسائق الذي يستخدم وحدة داش التي يصل ثمنها الى 599 دولارا، سيتمكن نظريا، من معرفة وضع المرور من شخص ما في الشبكة الذي كان في ذلك الوضع. وهو مثل جهود عبر الانترنت تعتمد على مجموعة من المستخدمين – مثل توصيات «ويكابيديا» او توصيات «أمازون» بشراء كتب معينة. ولكن شبكة داش ستعمل في الوقت الحقيقي وتعتمد على البشر في تجميع المعلومات. وكلما زاد عدد الناس الذين يستخدمون الجهاز في منطقة معينة، كلمة كانت المعلومات اكثر دقة.

وقال دوب كوري، رئيس داش وضابط التشغيل الرئيسي، فيها «نعتقد انه اذا ما ربطنا بين كل هذه السيارات، يمكننا تغيير خبرات قيادة السيارات.» وقد تم تجربة الوحدات بالقرب من مقر شركة داش في صانيفيل بولاية كاليفورنيا، في غيرها من المدن في الولايات المتحدة، بما فيها واشنطن، حيث تأخير المرور بسبب الازدحام هو اسوء ثاني تأخير في الولايات المتحدة. وتنوي الشركة بداية بيع الجهاز، الذي يقدم معلومات عن حركة المرور والاتجاهات والبحث عبر الانترنت.

وقال تيم اورالي، ناشر كتب الكومبيوتر ومنظم مؤتمر «ماي اس كيو ايل» للشؤون التكنولوجية، ان «داش تقف على قمة الموجة التالية من الاجهزة والتطبيقات التي تجمع معلومات ثم تشكل خدمات في الوقت الحقيقية منها».

وتعتبر جهود داش هي أول محاولة تسويقية لجهاز تحديد المواقع العالمي بمثل هذه الحجم الكبير المتوقع من الأميركيين. وتجدر الاشارة الى ان رجال الاعمال واساطيل الشاحنات وشركات الهاتف الجوال تجري التجارب على افكار مماثلة لسنوات وواجهوا سؤالا هاما وهو ما اذا كانت المعلومات التي يتم الحصول عليها من السائقين تستخدم في أغراض أخرى.

فقد تم وقف تجربة في عام 2005 من ادارة النقل في ميريلاند بعد تلقي شكاوى من ان معلومات الهاتف الجوال من بعض المارة لتحديد سرعة المرور يمكن ان تستخدم لمتابعة مستخدمي الهواتف الجوالة.

ويحدد النظام السرعة عن طريق جمع معلومات حول مدى سرعة انتقال الزبائن بين ابراج الهاتف الجوال. وقد طبقت بعض الولايات الأخرى بما فيها ميسوري وجورجيا تجارب مماثلة او تنوي تجربتها. بينما استخدمت ولاية جورجيا تجربتين تستخدمان ابراج الهاتف الجوال لمعرفة السرعة في الطرق السريعة في الولاية. وتجدر الاشارة الى ان معلومات الهاتف الجوال التي تتلقاها الولاية، يتم «تجهيلها» أي الغاء المعلومات الشخصية منها.

والتحدي التكنولوجي الشائك الذي يقف أمام جهود داش يتلخص في كيفية تحويل الكم الهائل من معلومات الموقع من السيارات إلى خارطة معقولة للحركة. تحويل سرعة السيارة إلى مستويات حركة لم تنجح. الحركة البطيئة للسيارة ربما تعكس بطئا فقط. السرعة العالية ربما تعكس فقط وجود سائق شرس أو شخص يقود سيارته في المسار المخصص للسيارات التي يكون على متنها شخص أو شخصان مع السائق. وإذا لم تعالج هذه المسألة من المحتمل ان تظهر الأضواء وكأنها ازدحام في حركة المرور، وهذا هو السبب في ان الجهود المبكرة ركزت على الطرق السريعة فقط. ولمعالجة مثل هذه المشاكل يبحث برنامج داش عن أنماط في المعلومات ويتخلص من المعلومات غير المناسبة. وقال برايان ميستيل، رئيس شركة «انريكس» للحركة، ان اخذ المعلومات لوصف السرعة في الطرق ليس أمرا كافيا. نظام «انريكس» بدأ بطرق تقليدية لكشف السرعة لكنه يعتمد الآن بصورة كبيرة على المعلومات التي تتلقاها الأجهزة من الشاحنات التجارية وأساطيل سيارات الأجرة، التي يبلغ عددها ما يزيد على 700000 سيارة. ويقول جون فرولي، نائب الرئيس التنفيذي لعمليات البث في «ويستوود وان» التي توفر معلومات حول حركة المرور لأكثر من 2400 محطة بث إذاعي في الولايات المتحدة، انه عندما يبدأ العمل بهذه التقنيات الجديدة سيتم الاستغناء عن كل التكنولوجيا البالية فورا.

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»