بصمات تقنية مضادة للتزوير على برمجيات الكومبيوتر والبطاقات المصرفية

علماء ألمان يرسمون الهولوغرام بالمتفجرات على الحديد

TT

يرسم الفنانون لوحاتهم المجسمة، بثلاثة أبعاد، منذ فترة طويلة على الزجاج والكريستال، لكن علماء معهد فراونهوفر الألماني يودون إحداث ثورة صغيرة في عالم الهولوغرام. وطوروا على هذا الأساس طريقة لرسم الهولوغرام على الحديد باستخدام طبقة رقيقة من المواد المتفجرة مثل «تي إن تي». ويمكن لتقنية رسم الهولوغرام بالديناميت على المعادن أن تجد طريقها بسرعة إلى عالم المعلوماتية كأفضل طريقة لخزن المعلومات والرسوم ومنع التزوير.

وواقع الحال، أن كلا منا الآن صورة الهولوغرام في هويته الشخصية أو جوازه أو بطاقة شركته الخاصة. وهي رسوم تمثل شعارات أو بصمات بثلاثة أبعاد، تبدو مجسمة، ويمكن أن تعطي صورة مختلفة حسب زاوية النظر إليها. ورغم صعوبة تقليد هذه البصمات، فقد وجد المزورون طرقا حديثة لتزويرها وخصوصا في الجوازات والبرمجيات والأجهزة والأدوات الدقيقة.

ويعود الفضل في نقل الأشكال المرسومة على الورق إلى سطوح المعادن إلى المكتشف الألماني غونتر هيلفرايش، من معهد فراونهوفر لتقنية الكيمياء، لكن الباحث نجح الآن في نقل الهولوغرامات المرسومة على الورق إلى سطوح المعادن بعد تفجيرها بواسطة رقاقة دقيقة من المواد المتفجرة توضع فوقها. وتعدى الباحثون حديد المعادن إلى مستوى رسم الهولوغرامات على مختلف المواد الصناعية والجلود وغيرها.

بصمات مضادة للتزوير وذكر هيلفرايش أن تفجير الرسوم على سطوح المعادن بهذه الطريقة يؤدي إلى رسم الهولوغرام على السطح بعمق يتعذر مسحه أو تزويره. وثبت من خلال الفحص المجهري أن بصمة الهولوغرام تمتد إلى عمق عدة نانومترات (النانومتر هو واحد من مليار جزء من المتر) داخل سطح المعدن. كما تم نقل الرسم إلى سطح المعدن بنوعية جيدة لم تبلغها أية طريقة أخرى حتى الآن.

ويمكن للطريقة الجديدة أن تصبح رائدة في مجال صناعة البطاقات المصرفية التي يستعصي استنساخها أو رسمها بذات الدقة. كما يمكن أن تمتد لبصم العقاقير والأدوية الغالية والكثير من المنتجات التي تعاني ألمانيا من تزويرها في الصين وغيرها.

ويتم إنتاج الهولوغرام عادة بطرق معقدة يستخدم فيها معدن النيكل أساسا لنقل الهولوغرام، المرسوم بالليزر، إلى السطوح البلاستيكية (بطاقات البنوك) والورقية (أوراق النقد) الأخرى. ومشكلة النيكل انه أطرى من بقية المعادن، وتميل البصمة، مع مرور الوقت، للانصهار في المعدن والاختفاء. وتتطلب الطريقة بالتالي تجديد البصمة الموضوعة على النيكل باستمرار. وتتيح طريقة التفجير لنقل الهولوغرام على المعادن إمكانية رسم البصمات على الحديد بغية استخدامها لفترات طويلة.

ويعتقد علماء معهد فراونهوفر أن طريقتهم، رغم السهولة التي تبدو عليها، منيعة على التقليد من قبل المزورين. ويتطلب تفجير الهولوغرام على السطوح المعدنية الكثير من المعادلات والنسب والمقاييس التي يجهلها الآخرون. ويمكن للطريقة أن تستخدم في الطب لصناعة صور بعدة أبعاد تظهر طريقة تشريح الجسم، كما تتيح شاشات الهولوغرام للطيارين معرفة المخاطر التي تحف بالطائرة من كل الجهات، ويمكن رسمها على شرائح إلكترونية صغيرة لبرامج التعليم المختلفة.

وسبق للباحثين الأميركيين من جامعة أريزونا أن توصلوا إلى طريقة لمسح الهولوغرام أو تغييره أو تجديده. واعتبرت الطريقة مهمة بسبب توفيرها إمكانية تغيير الهولوغرام وتحويره بشكل مستمر منعا للتزوير. وذكر الباحث ناصر بيغامبريان في فبراير (شباط) الماضي أن فريق العمل تلقى دعما من وزارة الدفاع الأميركية، بالنظر لأنه يظهر الصور بثلاثة أبعاد، وبهدف استخدامه في برامج تعليم الطيران ورصد مسارات الصواريخ. وأنتج فريق بيغامبريان شاشات الهولوغرام بحجم صغير 10X 10 سم، ويعملون من أجل رفع المقاسات إلى 90X 90 سم.