خور دبي.. مشروع جديد يحتفي بالتنوع الثقافي

TT

اصبحت الثقافة والفنون العشق الجديد لأهل الامارات بعد ان امضوا جل السنوات العشرين الماضية يسابقون الزمن في بناء الابراج وناطحات السحاب والفنادق والمنتجعات والمراكز المالية والبورصات. وفي اقل من عامين، اصبحت الامارات وجهة ثقافية «واعدة»، بعد ان كانت تكتفي من قبل ببعض معارض كتب وعدة متاحف صغيرة وفعاليات ترفيهية فنية كالحفلات الغنائية والمهرجانات المسرحية التي لم يتجاوز تأثيرها الا حدود خشبة المسرح. وفجأة، انضمت الامارات وخاصة ابوظبي والشارقة من قبل وبينهما دبي الى سباق التنافس على الافكار الجديدة التي تزرع الحياة الثقافية التي كانت شبه غائبة الا من مهرجانات هي اقرب لحملات التسويق منها لفلسفة «الفن للفن». ابوظبي اثارت الضجيج الاكبر ليس على مستوى الامارات وحسب بل والعالم. فقد خصصت ميزانية بمليارات الدولارات لبناء فروع لمتاحف عالمية على ارضها مثل متحف اللوفر الفرنسي العريق، لتكون نواة لها ثقلها منذ البداية في بث روح ثقافية في عاصمة البلاد. ودبي، التي تعتبر منبع الافكار المدهشة في المنطقة، كان لها "مبادرات" ثقافية هنا وهناك، الا انها بالامس فقط اعلنت عن ولادة منظومة ثقافية متكاملة تكون بمثابة القلب النابض للمدينة الصاخبة التي يتهمها البعض بأنها اصبحت ذات روح رأسمالية محضة. فقد اطلق أطلق حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مشروعا اطلق عليه "خور دبي" الثقافي في منطقة الشندغة أعرق الأحياء السكنية في دبي وحيث لا يزال قائما منزل والده الشيخ راشد. المشروع من الضخامة بمكان بحيث انه يمتد على مسافة تزيد عن 20 كيلومترا، بدءاً من الشندغة وحتى منطقة الخليج التجاري، أحدث مراكز المال والأعمال فيها. ويتمحور المشروع حول خور دبي الذي سيمثل عصب المشروع، والقلب النابض للحياة الثقافية والفنية في دبي.

نجل الحاكم، الشيخ ماجد بن محمد، رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون التي تشكلت منذ اسابيع فقط، والتي اوكل اليها الاشراف على تطوير المشروع، وصف خور دبي الثقافي بأنه «سيكون منطقة فريدة في العالم بأسره يجتمع فيها التراث والحاضر والتأسيس للمستقبل، وتلتقي فيها الثقافات والحضارات بآدابها وفنونها الراقية ومبدعيها الكبار وشبانها الواعدين». وقال خلال حفل التدشين ان المشروع «يستلهم تراثنا وتاريخنا ويستوعب حاضرنا وينطلق بهما إلى المستقبل» وحسب الخطة، سيجمع «خور دبي» الثقافي، الذي سينطلق تحت شعار «حيث الحياة متحف»، مشاريع متنوعة ومعالم راقية تمتد على ضفتي الخور لتشكل شراكة فريدة من نوعها بين القطاعين العام والخاص والمجتمعات السكانية التي تعيش بالقرب من الخور.