14 مليون طفل بدين جدا في الاتحاد الأوروبي

TT

طالب البرلمان الاوروبي بوضع خطة وطنية في كل دولة لمكافحة البدانة المفرطة المتفشية بين أطفال دول الاتحاد. ووصف الطبيب بيتر ليزة، من الحزب الديمقراطي المسيحي (ألمانيا)، تنامي نسبة البدانة المفرطة بين الأطفال بـ«قنبلة موقوتة» ينبغي نزع فتيلها في الحال. وجاءت مطالبة البرلمان الاوروبي أمس بعد الكشف عن إحصائيات «قوة الطوارئ الدولية لمكافحة البدانة» التي أشارت إلى وجود 14 مليون طفل «بدين جدا» في الاتحاد الاوروبي، منهم أكثر من 3 ملايين من المفرطين في البدانة. ويزداد عدد الأطفال البدَّن في المدارس، من عمر 6 ـ 12، بـ 400 ألف طفل بدين جديد كل عام. ويبدو أن بلدان الجنوب الاوروبي صارت لأول مرة تتغلب، بلغة الأرقام، على بلدان أوروبا الشمالية، لأن أطفال إيطاليا احتلوا المقدمة من ناحية زيادة الوزن. وترتفع نسبة الأطفال البدَّن في إيطاليا إلى 36% تليها اسبانيا (34%) ثم البرتغال (32%). وهذه هي المرة الأولى التي يتفوق فيها أطفال البرتغال على أطفال بريطانيا التي تبلغ نسبة البدانة بين أطفالها نحو 27%. وسجلت ألمانيا نسبة 16% من الأطفال البدينين، أي في ذيل القائمة الاوروبية، إلا أن عدد الأطفال البدينين جدا في ألمانيا لا يقل عن مليوني طفل. والمهم هو أن النسبة في تصاعد منذ 10 سنوات وأخذت ترتفع بشكل مقلق بين المراهقين والشباب، بل وحتى الشابات اللاتي عرفن برقابتهن المتشددة على عادات الأكل. وفسر البروفيسور ايريك هارمز، الذي شارك في إعداد الدراسة، ظاهرة البدانة بين الأطفال بقلة الحركة أكثر مما بررها على أساس اضطراب عادات التغذية. إذ تثبت الدراسة أن نسبة تلقي الأطفال للسعرات الحرارية بقي على معدله تقريبا خلال السنوات الـ 15 الماضية في حين زاد معدل البدانة بين الأطفال. بل إن تناول الملح والسكريات والدهون قل أيضا بفعل الوعي التغذوي المتصاعد. وينتمي البروفيسور هارمز إلى «منبر التغذية والحركة الألماني» الذي يضم أكثر من 100 طبيب وتربوي وسياسي إضافة إلى ممثلين عن أهالي الأطفال. وعن قلة حركة الأطفال والمراهقين قال البروفيسور هارمز :«إن الطفل يقضي 23 ساعة في اليوم نائما، مستلقيا، جالسا أو واقفا، بدون أن يبدي حركات أخرى تعين في إذابة الشحوم. وأثبتت الفحوصات الطبية أن 78% من المراهقين البدينين من عمر 15 سنة يعجزون عن مواصلة بضع خطوات إلى الوراء، وعجز 86% منهم عن البقاء لدقيقة كاملة على رجل واحدة، وعجز 43% منهم عن الوصول بأطراف أصابع يديه إلى رسغي قدميه عند الانحناء». كانت نسبة الأطفال البدينين عام 1991 في شرق ألمانيا تبلغ 10% فقط، لكنها قفزت إلى 17.5% عام 2000. وهذا يعني أن شرق ألمانيا الرشيق صار يلاحق غرب ألمانيا البدين الذي قفزت نسبة الأطفال البدَّن فيه، خلال نفس الفترة، من 15% إلى 22%. وقفزت نسبة مفرطي البدانة في نفس الفترة، بين الأطفال من 5 ـ 7 سنوات، من 2.1% إلى 5.7% في الشرق ومن 3.6 إلى 7.6% في الغرب. وتم وصف الطفل بالشديد البدانة عندما يتعدى «مؤشر الجسم ـ الكتلة» الرقم 30.

وكان العلماء الفنلنديون قد توصلوا إلى أن البدانة المفرطة تعرقل عملية استهلاك الطاقة في الجسم وتجعل الطفل يدور في حلقة مفرغة. وتوصل العلماء إلى هذه النتيجة من خلال فحص 18 توأما يفترق كل اثنين عن بعضهما بأكثر من 10 كيلوغرامات من الوزن.