«عربة قمرية» أثبتت كفاءتها للاستخدامات البشرية الثقيلة

سعرها مليونا دولار وسرعتها القصوى لا تزيد على 15 ميلا في الساعة

لوسين جانكين يجرب العربة القمرية «تشاريوت» في مركز «ناسا» الفضائي «نيويورك تايمز»
TT

قيادتها لا تكلف كثيرا ويمكن «ترصيف» السيارة بطريقة متوازية. إلا ان ثمنها مرتفع بعض الشيء حيث يصل الى مليوني دولار وسرعتها القصوى لا تزيد على 15 ميلا في الساعة.

وبالرغم من ذلك فهناك الكثير الذي يثير الاعجاب في هذه السيارة الفكرة التي يجري تطويرها هنا في مركز جونسون الفضائي.

هل قلت سيارة؟ ان العربة القمرية التي صممها المهندسون في مركز الفضاء يمكن وصفها بأي صفة إلا بكونها سيارة او عربة قمرية. فاسمها الرسمي هو «تشاريوت» وهي شاحنة للاستخدامات الثقيلة.

وقال لوسين جانكين، المهندس التنفيذي للمشروع «اميركا اخترعت الشاحنة». ولذا يقول لماذا لا نأخذ الشاحنة للقمر اذا ما ارسلت «ناسا» رواد فضاء مرة اخرى الى القمر في 2020. وهي فكرة مثيرة، ولاسيما في سيارة استفادت من الدروس المستفادة من مهمات عهد ابوللو للقمر ونجاح «الروبوت الجوال» سبيرت واوبرتيونتي في المريخ.

وهذا السيارة الفكرة هي اكثر من مجرد افكار معدنية ومطاطية، كما اوضح جانكين. وقال انه يأمل في «اثارة الانتباه لكي تصبح علامة مميزة في رحلات العودة للقمر»؛ نوعية الاشياء التي يمكنها اثارة الحماس بخصوص برنامج «ناسا» لرحلات القمر.

وهو عبء كبير بالنسبة لأي سيرة. ولكن هذه السيارة يمكن ان تتحمل العبء: فهي عبارة عن سيارة طويلة منخفضة ذات 6 مجموعات من الاطارات المزدوجة. كل مجموعة منها مستقلة الحركة. وفي النهاية يوجد مقعد السائق ـ وهو في الواقع قمرة متحركة بها شاشة كومبيوتر وعصا قيادة ـ بالاضافة الى مجموعة من الكاميرات والاضواء والمجسات التي تسمح بقيادة الطواف بالتحكم من بعد، بل وحتى السير في سهول القمر والمريخ بدرجة من الاستقلالية.

ويعطي جانكين الانطباع بشخص عمل دائما وسط المحاجر ـ وهو ما فعله. فقد امتلكت أسرته منذ اربع عقود محجرا. وهو يحمل الأن درجة في الهندسة الميكانيكية والكثير من الخبرة في مجال الروبوت. ويدعوني لوضع قدمي في الجيب المخصص لحمايتهم. في نهاية العربة.

وقال ان هذا المكان هو معقد الطوارئ المخصص لرواد الفضاء الذين تعطلت الطوافة الخاصة بهم. واربط الأحزمة حولي ويقودني جانكين نحو القمر. او على الاقل مكان مشابه له. فهو يقود الطوافة في مكان مفتوح في طرف مركز جونسون الفضائي. وخبرته في التعامل مع الحجارة والحصي واضحة هنا. فهناك تل مرتفع مليء بالصخور ومنطقة بها ثلاث حفر عميقة، وأخرى بها أتربة حمراء مع صخور كبيرة من المفروض انها تشبه سطح المريخ.

وخلال قيادته على شفا حفرة بركانية، أصبحت اطارات العربة من الناحية التي اجلس عليها معلقة في الهواء ولم تلمس الحصى حتى اصبحت العربة بعيدة بما يكفي من طرف الحفرة بحيث اعادت الجاذبية الناحية التي اجلس عليها الى الارض. والإطارات المطاطية مثل هذه لن تلمس الصخور الصغيرة المنتشرة التي تغطي سطح القمر. وقد تم تشييد هذه العربة لاختبار الجيل الجديد من العربات القمرية.

ولذا فإن هذه العربة تحمل الكثير من الافكار. فمجموعات الاطارات الستة يمكنها التحرك بطريقة مستقلة، بحيث يمكنها التحرك في مكانها او التحرك الى اليسار او اليمين خلال صعودها لتل. اما على الارض فيمكن ركنها في مساحة ضيقة بطريقة جانبية.

كما ان بها ـ جهاز تعليق حقيقي بحيث يمكنك رفع الشاسيه من مستوى الارض حتى 28 بوصة.

ويعتبر جانكين هذا الروبوت بأنه نوعية الآلة التي يمكن ان تهبط على سطح القمر في السنوات التي تسبق عودة البشر، وربما تتولي اعداد منطقة من الارض للبناء. وقد اختبر الفريق نصل بولدوزر بتركيبه في مقدمة الطواف واخذوا يدفعون الحصى. وقال جانكين «لقد عمل بطريقة جيدة. غير ان المشكلة هي وزنه الذي يصل الى 4500 رطل، وهو ما يمنع نقله في سفينة فضاء الى القمر. كما ان حجمه كبير. فقد كانت اول طواف هبط على سطح القمر في الستينيات يمكن «تطبيقه». وقد اقترحت ناسا تغطية النموذج النهائي من هذه العربة بحيث تسمح للركاب بالعمل في نفس البيئة التي يستمتعون بالعمل فيها خلال سفينة الفضاء. إلا ان هذه الافكار تتعدى ما هو معقول بالنسبة للبعض في ناسا. فقد ذكر عالم طالب بعدم الافصاح عن هويته. ان التفكير الحالي فيما يتعلق بطوافات القمر «هي مجرد خيال» يعتمد على خطط لشيء ثقيل للغاية ومكلفة.

* خدمة «نيويورك تايمز»