مهندس ألماني يقترح نظام الشوارع المعلقة لموسكو

شوارع على السطوح وجسور بين البنايات العالية

TT

تعتبر موسكو أكثر العواصم الأوروبية اختناقا بالسيارات والناس بحكم نظامها المروري القديم وعدد السيارات الهائل في الشوارع. ويقترح المهندس الألماني رولاند ليب نظام الشوارع المعلقة، الذي يذكر بمدن المستقبل الفضائية، لإنقاذ نظام موسكو المروري من الانهيار. ويعد النظام بتحويل موسكو من مدينة ملوثة بيئيا إلى «مدينة نظيفة» ومثالا يحتذى به من قبل لندن وباريس.

ويتوقع رولاند ليب، بروفيسور مادة الهندسة في جامعة براندنبورغ الألمانية، أن النظام المروري في موسكو قد ينهار في أي لحظة وتمتد «جلطات» الاختناق لتشل كامل حركة السيارات والبشر في المدينة الكبيرة. وقدم المهندس لسلطات موسكو دراسة من 130 صفحة تعد بتحويل موسكو إلى مدينة بيئية تنساب فيها السيارات على السطوح ويمشي فيها البشر على شوارع نظيفة خالية من غاز ثاني أوكسيد الكربون. فالاختناقات المرورية أصبحت جزءا من حياة المسكوفيين وتتسبب بشل الحياة الإدارية والاقتصادية وتكليف اقتصاد البلد العديد من المليارات سنويا.

ويتوقع معهد الدراسات الإحصائية الروسي أن ينهار نظام موسكو المروري خلال أربع سنوات ما لم تجد سلطات المدينة حلا للنظام المروري. ويقضي سائق السيارة المسكوفي 11 ساعة في الشهر في زحام المدينة، ويتسبب دوران المحرك «على الفاضي» خلال هذه الفترة في إطلاق الكثير من ثاني أوكسيد الكربون والكثير الكثير من ذرات السخام التي تنطلق من عادمات السيارات غير المفلترة.

واقع الحال أن مخطط ليب، كما نشرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية المعروفة، يقلب مدينة موسكو رأسا على عقب، لأنه يحول سطوح المباني إلى شوارع ويفرغ الشوارع من السيارات. ويفترض النظام بالتالي تحويل حياة المدينة إلى السطوح وخصوصا كراجات السيارات، المخازن والسوبر ماركت، والمديريات..إلخ، وترك الطوابق الأرضية لسكن البشر. وتتحول الطوابق التي تقع مباشرة تحت السقف (أو الشارع) إلى كراجات يصل البشر إليها بمصاعد كبيرة لنق البشر والسيارات. ويطلق ليب على شوارعه المعلقة اسم «البيوت الشارعية» ويعتقد أنها ستختصر على سلطات موسكو نحو 15 مليون يورو يوميا، وهي كلفة الزحام الشارعي على الدولة. كما ستقلص الشوارع المعلقة استهلاك الوقود بنسبة 44%، ويمكن لسائقي السيارات أن يتنقلوا بدون أي عائق في شوارع المدينة وبسرعة 40ـ80 كم في الساعة.

ويخلص ليب مدنه المستقبلية من الزوايا والتقاطعات التي تسبب الاختناقات المرورية ويحول شوارعه وبيوته إلى أشكال هندية دائرية تضمن انسياب المرور دون توقف. ويتنقل الترام في المدينة على عدة مستويات وعلى سكك معلقة يصل إليها البشر بالمصاعد. والمهم هو أن مخطط ليب المستقبلي يخلص الشوارع المعلقة من شارات المرور والتقاطعات والساحات التي تسبب الاختناقات.

وحرص ليب على نيل براءة اختراع لنظامه البيئي المرافق لمخطط البيوت الشارعية. إذ زود المهندس شبكة الشوارع المعلقة بنظام لتنقية الجو من ثاني اوكسيد الكربون وذرات السخام. وتتولى ثغرات في الشوارع امتصاص الغازات والسخام المنطلقة من عوادم السيارات ويرشحها في وحدات خاصة تقع بين الشارع والكراجات التي تحتها. كما زود شوارعه بحواجز للصوت تضمن امتصاص 58% من ضجيج السيارات. وذكر ليب أنه درس مدن العالم الكبيرة مثل نيويورك وشيكاغو و طوكيو وشانغهاي طوال السنوات الأربع الماضية قبل أن يضع مخطط الشوارع المعلقة. وجاءته الفكرة بينما كان يراقب الزحام في شارع لينينغراد، ذي الـ14 خطا، في العاصمة التي يسكنها 12 مليون إنسان. ويعتقد المهندس أن مخطط الشوارع على سطوح المباني سيخفض أسعار العقارات والإيجارات في موسكو والتي تعتبر من أعلاها في أوروبا.

وحسب تصريح ليب فإن يوري لوجكوف، محافظ موسكو، أبدى اهتمامه بمخطط ليب منذ العام الماضي. وشكل لجنة خبراء التقت مع المهندس الألماني ومع مختصين من شركتي «سيمنز» و«كناوف» الألمانيتين بغية البحث في إمكانية تحقيق المشروع وكلفته. وعرض لوجكوف نتائج اتصالاته على البرلمان الروسي في فبراير الماضي وينتظر الآن إشارة الموافقة.

ووضع ليب مع الخبراء الروس مخططا لبناء وحدات بيوت شارعية تجريبية طولها 1.5 كم وعرضها 90 مترا. وأطلق المهندس على الوحدة اسم «الميل البافاري» ويتألف من بيوت شارعية ارتفاعها 5 طوابق. وأكد ليب أن مشروعه ليس مستقبليا «لأن من الممكن تحويل موسكو إلى مدينة هائلة مقلوبة»، شوارعها على السطوح، خلال 8 سنوات.