واشنطن: جدل حزبي حول خطة إضاءة مبنى الكابيتول

ضمن مبادرة لاستخدام الرياح وغيرها من موارد الطاقة المتجددة

اضاءة مبنى الكابيتول اثارت كثير من الجدل بين الساسة الاميركيين («واشنطن بوست»)
TT

في اطار الجهود التي تقودها القيادات الديمقراطية في الكونغرس لتوفير الطاقة وتجديد المنطقة خلال الليل. ولكن مثل العديد من القضايا المتعلقة بكابيتول هيل، فإن الخطة لتجديد الاضاءة الخارجية للمبنى التي يعود عمرها الى 18 سنة أثارت جدلا حزبيا واسعا. ويعتبر الجمهوريون وغيرهم من النقاد ان المرحلة الاولى للمشروع مضيعة للوقت، كما انها تشكك فيما اذا كان العقد الذي تصل تكلفته الى 671 الف دولار لتصميم نظام الاضاءة قد تم بتكليف النائب الجمهوري روبرت برادي، رئيس لجنة الادارة في مجلس النواب، لشركة من منطقته.

وقال زعيم الاقلية في مجلس النواب جون بوهنر الديمقراطي «إن كل شخص يؤيد جعل مبنى الكابيتول أكثر كفاءة من حيث استغلال الطاقة، ولكن يجب عدم اضاعة اموال دافعي الضرائب».

تجدر الاشارة إلى ان المشروع هو جزء من مبادرة نانسي بيلوسي التي تسعى للمحافظة على بيئة العاصمة. وتشمل المبادرة استخدام اوراق معاد تدويرها وتوزيع المزيد من الوثائق الكترونيا، وتطوير خطة لاستخدام طاقة الرياح وغيرها من موارد الطاقة المتجددة. والمعروف ان تجديد اضاءة مبنى الكابيتول سيجعلها تتماشى مع النصب التذكاري لكل من جيفرسون ولينكون والنصب التذكاري في واشنطن. وتم استكمال اضاءة نصب لينكون التذكاري عام 2007، بعد تغيير بعض المعدات التي تعود الى عام 1920. بينما حصل النصب التذكاري لواشنطن على اضاءة جديدة عام 2006 بدلا من شبكة الاضاءة التي تعود للسبعينات. وأصبح مبنى الكونغرس، الذي جددت المصابيح فيه عام 1990، المقبل في الخط. ويتكون من مجموعة مصابيح ذات طاقة تساوي 38100 واط لتثبيتها فوق أجنحة سقوف مجلسي النواب والشيوخ. وهذه المصابيح تظل مشتعلة لما يقرب من 8 ساعات ليلا واستهلاك أكثر من 122000 ساعة كيلوواط كل عام. وتصل فاتورة الكهرباء السنوية إلى 15 ألف دولار. وقال رئيس الموظفين الإداريين دانيال بيرد إذا أعطى قادة مجلسي النواب والشيوخ الموافقة النهائية، فإن من الممكن تأسيسها قبل انتهاء هذه السنة. وقال بيرد: «أنت تمتلك أكثر المباني تميزا في أميركا وستمثل الإضاءة الجديدة قيمة رمزية. ونحن سنقلص تكاليف استهلاك الطاقة بشكل كبير لكن سيكون لها تأثير متواضع وأظن أن ذلك سيساعد على تعزيز الصناعة التي تحقق كفاءة عالية لاستخدام الطاقة، وكل ذلك سيكون لمصلحتنا».

لكن التحول إلى نظام أكثر عناية بالبيئة سيكون مكلفا والعمل بدأ للتو. لكن مكتب بيرد رفض عرضين واطئين، وأوصى بمنح العقد لشركة «لايتنينغ براكتيس» من فيلادلفيا، وهي تقع في منطقة سكن برادي. ولا يغطي العقد تكاليف النصب.

وفي مذكرة بعثها برادي يوم 19 فبراير(شباط) أكد أن لجنته صادقت على العرض. وقال بيرد إن سبع شركات قدمت عروضا للحصول على العقد، لكن الشركة المقامة في فيلادلفيا عرضت «أفضل قيمة وأفضل فرصة للنجاح». وفي مقابلة معه، قال إن الشركات التي قدمت أرخص العروض قد أقصيت لأنها لم تقدم معلومات كافية لمكتبه عن مدى سلامة وضعها المالي.

وقال كايل اندرسون المتحدث باسم برادي إنه ليس هناك أي إجراء غير مناسب في عملية الاختيار. «وكان للجنة إجراء واضح ظلت ملتزمة به». وقالت هيلين ديمر، نائبة رئيس شركة «لايتنينغ براكتيس»: «نحن نرى أن فوزنا بالعقد يستند إلى قوة عرضنا، وستكون المصابيح الجديدة أكثر قوة وذات قدرات سيطرة أفضل مما كان متوافرا خلال أواخر الثمانينات».

ويقول علماء الضوء ان التكنولوجيا الجديدة تقدم أيضا ألوانا أكثر حدة وتوزيعا أفضل للضوء في أنحاء القبة، التي يتسم طرفاها الشمالي والجنوبي بوضوح أفضل مقارنة بجانبيها الشمالي والغربي. يمكن ان تحسن التكنولوجيا الجديدة أيضا إضاءة 19 قدما من تمثال الحرية الذي يقف على قمة البناية بارتفاع 288 قدما أعلى الواجهة الشرقية. ولا تزال هناك مخاوف. حتى إذا استخدمت وسيلة جديدة لخفض استهلاك الكهرباء إلى صفر، فإن معدلات الكهرباء الحالية تعني ان الأمر سيستغرق 45 عاماً لاسترجاع الأموال التي أنفقت على تصميم النظام. وقال ستيف ايليس، المتحدث باسم مجموعة من دافعي الضرائب، انه لا بد من وزن النفقات. وقال المتحدث باسم بيلوسي، درو هاميل، ان المشروع لا يتعلق بالمال فقط، وأضاف معلقا ان الأضواء الجديدة لن تجلب للاميركيين منارة الديمقراطية إلى جانب المعالم الأخرى في منطقة حديقة الأوبرا والسماح للقبة لأن تصبح منارة للجميع تذكرنا جميعا بالحاجة إلى معالجة أزمة المناخ عالميا. وقال توم مارتن، الرئيس التنفيذي لرابطة المتنزهات العامة، ان الكونغرس ليس مبنى عاديا مثل مبنى آخر وإنما مكان تظهر فيه قيم أميركا وتاريخها وتراثها. وأضاف انه في ذلك السياق ان الكونغرس يعلم الاميركيين كل قيم الاستثمار المستقبلي القائم على أساس التفكير العميق. وقال ايضا انهم لا يتوقعون ان يستخدم الكونغرس نفس طريقة الحسابات التي يستخدمها المواطنون العاديون في منازلهم فيما يتعلق بمدى معقولية أو عدم معقولية هذا الشيء أو ذاك.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»