لصوص السيارات قادرون على فتح أبواب السيارات عن بعد 100 متر

أقفال السيارات الإلكترونية ليست آمنة

جهاز الكتروني يفتح اقفال سيارات المرسيدس («الشرق الاوسط»)
TT

تفوق علماء جامعة هاغن الألمانية (غرب) على شرطة الجنايات في تفسير أسباب ظاهرة زيادة سرقات السيارات في البلد. وتوصل علماء جامعة هاغن الإلكترونية إلى إيجاد طريقة، يبدو أن اللصوص قد سبقوهم فيها، لاستنساخ أنظمة فتح أبواب السيارات عن بعد. وإذ وعد البروفيسور راينالد شوبيرغ بفتح أعقد أقفال السيارات عن بعد 100 متر، حاولت شركات السيارات الكبرى التقليل من شأن الخبر وأجمع ممثلوها على أن أنظمتهم منيعة على اللصوص.

وذكر شونبيرغ، المختص بأجهزة الصيانة الإلكترونية، أن كافة أقفال السيارات العاملة عن بعد قابلة للاستنساخ. وأكد الباحث أن ضمانات شركات السيارات للمستهلكين ضعيفة وعليهم البحث عن أنظمة أمنية منيعة. واتهم شونبيرغ شركة السيارات بمحاولة الاقتصاد في الكلفة عند تصنيع أنظمة فتح وسد السيارات بواسطة المفاتيح العاملة عن بعد. وينطبق ذات التحذير على أبواب الكراجات التي تستخدم أنظمة أمنية مشابهة.

وتستخدم أفضل الشركات الأمنية أقفالا ذات 4-6 أرقام سرية في أبواب كراجات السيارات، ولا تضيف شركات إنتاج السيارات سوى رقم واحد أو رقمين إضافيين إلى هذه الشفرة. ونجح شونبيرغ وفريق عمله في خدعة إلكترونية بسيطة للكشف عن هذه الأرقام واستخدامها لفتح أبواب السيارات، ورفضوا الحدث للصحافة عن آليات هذه «الخدعة». وقال شونبيرغ إن على شركات السيارات تزويد سياراتها بشفرة تتألف بين 500-1000 رقم كي تضمن عدم قدرة اللصوص «الأذكياء» على كسر هذه الشفرة. وأكد الباحث أن العائق الوحيد أمام مثل هذه الشفرة، كما يبدو، هي الكلفة التي تزيد «عدة سنتات» على كلفة الأقفال السائدة في السوق.

من ناحيته، أكد أكسل شميدت، من شركة الصيانة «دورما» أن مفاتيح السيارة الميكانيكية أكثر أمنا من المفاتيح اللاسلكية العاملة عن بعد. وقال شميدت إن المفاتيح الإلكترونية توفر الاستعمال المريح للمستهلك ولا توفر له كامل التأمين ضد السرقة. وأضاف أن قضية التقاط الموجات اللاسلكية وتحليلها وصولا إلى الشفرة لم تكن مستعصية عليهم يوما. وسخر من الأقفال الإلكترونية بالقول إنه كلما زادت شفرة هذه الأقفال تعقيدا، كلما زاد هوس أساتذة الجامعات واللصوص لكسرها.

وقال شميدت إن الأقفال التي تعتمد بصمة الاصبع غير أمينة تماما بدورها وبحاجة إلى تطوير. وكشف أن لصوص السيارات قد توصلوا إلى تقليد بصمة اصبع وزير الداخلية فولغانغ شويبله نفسه، وهم قادرون على تقليد البصمات الأخرى وصولا إلى السيارات الغالية. واقترح الخبير الأمني استخدام بطاقة ممغنطة إضافية علاوة على بصمة الاصبع، وبشرط أن يكون جزء من الشفرة في الشريط الممغنط والجزء الآخر محفوظ في دماغ السائق.

وقلل فولغانغ شولز، من شركة أوبل من أهمية الخبر، مشيرا إلى أن كل شفرة في العالم قابلة للكسر، إلا أن الشركة لم تواجه مشاكل من هذا النوع حتى الآن. وأشار إلى أن هذه الحال تنطبق على بقية الشركات لأن التطور التقني على صعيد إنتاج هذه الأقفال اللاسلكية متقارب. ونفى انريكو بيلتز، المتحدث الصحافي باسم فولكسفاجن، وجود مخاطر على سيارات الشركة في السوق. وقال بيلتز إن شونبيرغ وزملاءه فكوا شفرةKeeLog-RFID في حين تستخدم فولكسفاجن تقنية أخرى في صناعة أقفالها. وإذ نفت شركة أودي معاناة زبائنها من مشكلة سرقات، عبرت شركتا فولفو وهوندا لصحيفة «دير فيستن» عن«الدهشة» لتمكن العلماء من تقليد شفرات أقفال السيارات.

وتشي إحصائية اتحاد شركات تأمين السيارات إلى انخفاض أعداد السيارات المسروقة في ألمانيا بنسبة 400% خلال الأعوام العشرة الماضية. وسجل الاتحاد سرقة 19 ألف سيارة عام 2007، وهي إحصائية تشمل السيارات المؤمنة. ودفعت الشركات مبلغا قدره 211.4 مليون يورو تعويضات إلى أصحاب السيارات المؤمنة الذين سرقت سياراتهم. وكانت سيارات فولكسفاجن غولف وبي أم دبليو أكس 5 ومرسيدس س 500 وبورشة في مقدمة السيارات المسروقة. والمعتقد، حسب تقارير الشرطة، أن معظم هذه السيارات المسروقة يباع في بلدان شرق اوروبا، وخصوصا روسيا وبولندا.