صيف لندن سيكون متقلبا وقابلا للمفاجآت.. مثل ربيعها

بعد تساقط أكثر الثلوج كثافة منذ 19 عاماً.. درجات حرارة مرتفعة تنتظر بريطانيا

رياضيون يجدفون في نهر «التيمز» وسط لندن أثناء تساقط الثلوج يوم الأحد الماضي (أ.ب)
TT

أكد باري غروميت، الناطق باسم مكتب الرصد الجوي البريطاني، ما يعرفه سكان بريطانيا والمترددون عليها، وهو ان جو الجزر البريطانية «غير قابل للتنبؤ». وعلى الرغم من ذلك، يسعى المكتب لإعطاء صورة حول الطقس الذي بات اكثر تقلباً خلال السنوات الماضية مع تأثير عوامل مثل التلوث الداخلي والتغيير المناخي حول العالم. وتوقع المكتب ان يكون صيف العاصمة البريطانية هذا العام متقلباً، مع درجات حرارة أعلى من المعتاد، تترافق مع «تساقط امطار اكثر».. وأدى هذا الاعلان الى تكهن بعض الصحف المحلية بأن بريطانيا «ستشهد جواً استوائياً» هذا الصيف. الا ان غروميت شدد على ان هذا التحليل «ليس في محله.. ولا نتوقع طقساً استوائياً ولكن الطقس دائماً قابل للمفاجآت».

وقال غروميت في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان بريطانيا تعدت مرحلة الطقس الشديد الآن بعد تساقط الثلوج اثناء مارس (آذار) الماضي وابريل (نيسان) الحالي، موضحاً ان آخر مرة شهدت بريطانيا تساقط ثلوج كثيفة ادت الى تغطية طرقاتها بالثلج في الربيع كان عام 1989 وقبلها عام 1981. وأضاف: «تساقط الثلوج الخفيفة في أبريل ليس امراً نادراً ولكنه عادة ما يكون خفيفاً بسبب الرياح الشمالية حيث تبقى درجات الحرارة منخفضة. ولكن الأمر النادر هو كثافة الثلوج وتجمدها على الارض». وعن الطقس في الاسابيع المقبلة، قال غروميت: «الطقس بدأ يميل للدفء الآن ونتوقع درجات حرارة معتادا عليها في هذا الوقت من العام، أي بين 12 و16 درجة مئوية.. ولا توجد توقعات بسقوط المزيد من الثلوج». ولكنه أردف قائلاً: «الربيع وقت طريف في المملكة المتحدة، ويتغير بناء على الرياح التي تأتينا من الشمال البارد أو الجنوب الدافئ». ويتوقع ان تشهد بريطانيا درجات مرتفعة نسبياً هذا الصيف، ولكنها لن تكون خالية من الامطار. وشرح غروميت ان «جميع المؤشرات تشير الى اننا سنشهد صيفا تقليديا في لندن، مع درجات مرتفعة نسبياً ولكن ليست عالية جداً». وأضاف: «ستكون هناك امطار ايضاً وايام ممطرة اكثر من التقليدي«وقد ادى الرصد الجوي الذي اظهر ارتفاع درجات الحرارة والمزيد من الامطار الى توقع «اجواء استوائية» في بريطانيا وهذا ما نفاه غروميت. وعلى الرغم من ان الرصد الجوي يشير الى ارتفاع نسب درجات الحرارة، الا أن غروميت شدد على انه «لا يمكن معرفة الاجواء القاسية، اذا كانت شديدة الحرارة أو البرودة، مسبقاً، فيظهر ذلك في حينه». ولفت الى ان علم الرصد الجوي «اكثر وضوحاً لتوقع الاجواء خلال الايام القليلة المقبلة بدلاً من اسابيع أو اشهر»، مضيفاً: «الجو قابل للمفاجآت مثلما شهدنا اخيراً».  وربما تكون نصيحة الموقع الالكتروني لهيئة السياحة في لندن وهي «كن دائماَ مستعداً، فأنت لا تعرف ماذا يمكن أن يحدث»، افضل نصيحة للمقيمين في بريطانيا وزائريها. وعلى الرغم من المفاجآت في الطقس البريطاني، الا انه لا يؤثر على تدفق ملايين الزوار الى بريطانيا. وقالت ناطقة باسم هيئة السياحة في لندن «فيزيت لندن»، رانيا ونووس، لـ«الشرق الأوسط»: «الجو لا يؤثر على السياحة في لندن على الاطلاق، حيث تظل لندن المدينة الاولى التي يقصدها الزوار الدوليين، وقد وصل عددهم الى 27 مليون العام الماضي». ولكنها لفتت الى ان الطقس «قد يؤثر على ما يفعلوه عندما يكونون في لندن، فعلى سبيل المثال إذا كان الطقس بارداً او ممطراً فقد يختارون زيارة احد معارض لندن العديدة بدلاً من قضاء النهار في الحدائق العامة».

وعن الأنباء حول ارتفاع درجات الحرارة نسبياً في لندن هذا العام، قالت ونووس ان الطقس سيبقى اقل حرارة من دول الشرق الأوسط التي يأتي مواطنوها الى لندن للابتعاد عن الحر الشديد. وشرحت : «السائحون من الشرق الأوسط، وخاصة السعودية والإمارات، يأتون الى لندن بسبب الجو الأبرد نسبياً، ولن يتغير هذا الحال».

ويذكر ان الجو ليس العائقاً الوحيداً امام الزائر الى بريطانيا هذه الايام، فما زالت هناك مشاكل في مطار «هيثرو» اللندني، وعلى وجه الاخص الجناح الخامس الجديد للمطار الذي واجه مشاكل متتالية منذ افتتاحه يوم 27 مارس الماضي. وكانت مشاكل تقنية قد ادت الى الغاء المئات من الرحلات الاسبوع الماضي، بالاضافة الى فقدان اكثر من 15 الف حقيبة. وبعد صيانة عطل في مطار «هيثرو» الأسبوع الماضي الذي تسبب بفقدان آلاف المسافرين حقائب سفرهم، كان المطار يأمل أن تكون أزمة الجناح الخامس في المطار قد حلت. الا ان الثلوج تسببت في عرقلة عمل المطار. وقال الناطق باسم المطار في بيان يوم الأحد الماضي: «التحدي الاول لهيثرو اليوم هو الثلوج حول المطار»، ولكن بعد ان ذابت الثلوج عادت مشاكل الحقائب الى المطار. واكد الناطق باسم الطيران البريطاني لـ«الشرق الأوسط» ان يوم اول من أمس كان اول يوم تطير فيه جميع الرحلات من الجناح الخامس من المطار من دون الغاء اية رحلة، ولكن ما زالت مشكلة الحقائب قائمة. وأوضح انه بالإضافة الى حشد الحقائب التي لم تصل بعد للمسافرين، هناك مشاكل جديدة يومية مع الحقائب التي تصل الى الجناح الجديد. وقد حذرت شركة الطيران البريطانية، في بيان الأسبوع الماضي، من استمرار الاضطراب في المطار، وخاصة الجناح الخامس، حتى الصيف المقبل. الا ان الناطق شدد لـ«الشرق الأوسط» على أن «الأوضاع تتحسن يوميا». ويذكر ان الجناح الخامس هو للطيران البريطاني فقط ولا يؤثر على باقي الأجنحة التي تستقبل رحلات باقي الشركات الجوية. واذا كان الأمر متعلقاً بالمطار، أو بالجو، فربما الأفضل هو الالتزام بنصيحة هيئة السفر الخاصة بلندن والتي تقول على موقعها الالكتروني: «كن مستعداً دائماً، فأنت لا تعرف ماذا يمكن أن يحصل».