الاتحاد الأوروبي يعطي الضوء الأخضر لنظام ملاحة فضائي جديد

ميزانيته 5.35 مليار دولار.. وينافس الأميركي «جي. بي. إس»

TT

أعطى وزراء النقل في الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر بشكل نهائي امس لنظام مزمع للملاحة الفضائية تابع للتكتل الأوروبي لينافس نظام تحديد المواقع العالمي الفضائي الاميركي (جي. بي. أس).

وتغلب الوزراء على العقبة الكؤود الاخيرة في المشروع الذي تأخر كثيرا بمنح البرلمان الاوروبي سلطات أكبر بشأن كيفية ادارة المشروع ليسمحوا للشركات الان ان تتقدم بعطاءات للحصول على عقود تبلغ قيمتها المليارات من اليورو وللبدء في المشروع لينتهي العمل منه في الموعد النهائي المحدد بعام 2013.

وقال رادوفان زيرياف وزير النقل السلوفيني الذي تتولى بلاده فترة رئاسة للاتحاد الاوروبي التي مدتها 6 أشهر لرويترز «اليوم ارسلنا اشارة واضحة الى اوروبا والعالم كله بأننا ما زلنا ملتزمين بشدة... (بتوفير) خدمة الملاحة الفضائية عالية الجودة بحلول عام 2013».

وسعى البرلمان الاوروبي الذي يشارك في صنع القرارات في نحو 90 في المائة من سياسات التكتل الى الحصول على سلطات أكبر في الكيفية التي سيدار بها النظام المملوك كلية للاتحاد الاوروبي وكيفية ادارة ميزانيته التي تبلغ 3.4 مليار يورو (5.35 مليار دولار).

واتفق الوزراء على ان السيطرة السياسية على المشروع ستكون في يد الاعضاء السبعة والعشرين والبرلمان بمساعدة من هيئة غير رسمية يطلق عليها هيئة جاليليو التي تشارك فيها عدة مؤسسات.

وكانت المفوضية الأوروبية وهي السلطة التنفيذية في التكتل قد عارضت منح البرلمان سلطات أوسع في المشروع الجديد.

ومنح اتفاق وكالة الفضاء الاوروبية سلطة البدء بطرح عطاءات عقود تأمل ان تنتهي منها بحلول العام المقبل.

وسبق ان تعرض المشروع لعقبات كثيرة ومنها ما حدث في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد ان كادت إسبانيا ان تتسبب في فشل التوصل لاتفاق بين دول التكتل الأوروبي حول تشغيل نظام غاليليو للملاحة الفضائية والتحكم عن بعد.

وسيتم إطلاق المراحل الأولى للنظام وفق ما أعلنه مفوض النقل الأوروبي جاك بارو عام 2013، على ان يتم بناء المشروع على عدة مراحل. وقال الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي من خلال المفوض المكلف شؤون النقل جاك بارو، ان الأموال المطلوبة لتمويل نظام جاليليو جرى تخصيصها من موارد ومخصصات مختلفة ومنها تخصيص 1.6 مليار يورو من موازنة 2007 ـ 2013، والتي لم تستغل حتى الآن وكانت مخصصة للتأمين الزراعي في عام 2007، كما جرى الحصول على 800 مليون يورو من موازنة عام 2008، كانت مخصصة لعدد من برامج الابحاث التي لم تر النور حتى الآن.

ومن الاستخدامات المحتملة لجاليليو المرور والملاحة الجوية والبحث العلمي وسيتألف من نحو 30 قمرا صناعيا وسيتكلف مليارات اليورو. ويقول مسؤولون أوروبيون إن جاليليو يتفوق على النظام الأميركي الذي يديره الجيش من حيث ان استخدامه سينحصر اساسا في الاستخدام المدني وليس من المرجح ان يغلق امام استخداماته المدنية في حالة وقوع صراعات.

كما سيغطي جاليليو مناطق كثيرة من الأرض وهي ميزة لا تتوفر لدى النظام الاميركي ويضمن خدمة مستقرة للعملاء. ويعتبر جاليليو أول نظام للملاحة والتموقع عبر القمر الصناعي صمم لأغراض مدنية بحتة سوف تشمل تطبيقاته عدة مجالات، منها على الخصوص ضمان نقل آمن وفعال، ويشكل هذا النظام بديلا للاحتكار الذي يمارسه نظام التموقع الشامل (جي. بي. اس)، وبالرغم من التكلفة العالية اللازمة لانجاز هذا النظام فان عدم وضعه سوف يتسبب في ضياع موارد اقتصادية هامة.